تصريحات ألمانية متفائلة وكيري يطلع الرياض على التفاصيل

إيران ترفض تعليق أنشطتها النووية 10 سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 قدم الرئيس الأميركي باراك أوباما اقتراحاً يقضي بأن تجمد طهران أنشطتها النووية لمدة عشر سنوات على الأقل من أجل التوصل لاتفاق نووي لكن المقترح قوبل برفض ايراني شديد حيث اعتبرت التصريحات «غير مقبولة وتحمل صبغة التهديد»، في وقت كشف أوباما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخطأ عندما عارض اتفاقاً مؤقتاً مع طهران في 2013.

فيما يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري السعودية هذا الأسبوع لاطلاعها على مستجدات المفاوضات النووية بعد مفاوضات أجراها مع نظيره محمد جواد ظريف في مونترو السويسرية ، بينمااعلنت ألمانيا ان المفاوضات الجارية حققت تقدماً هذا العام أكثر مما حققته في العقد المنصرم.

ودان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات اوباما الذي ربط التوصل إلى اتفاق مع إيران بتجميد البرنامج النووي الإيراني عشر سنوات، معتبراً أنها «غير مقبولة».

وقال ظريف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أنه «من الواضح ان مواقف اوباما تهدف إلى كسب الرأي العام وتطويق الدعاية الإعلامية لرئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتانياهو) ومعارضين متطرفين آخرين للمفاوضات، باستخدام عبارات وصيغ غير مقبولة وتنطوي على تهديد».

وكان ظريف يتحدث في مونترو (سويسرا) حيث استأنف أمس المفاوضات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، على ان تستمر حتى اليوم الأربعاء في موازاة اجتماعات المفاوضين والخبراء الذين سيواصلون اعمالهم حتى نهاية الأسبوع.

وذكر ظريف ان إيران «لن تتنازل امام الطلبات المفرطة والمواقف غير المنطقية للطرف الآخر»، وقال «إن موقف أوباما جرى التعبير عنه بعبارات غير مقبولة وتنم عن تهديد»، وأكد أن بلاده «لن تقبل المطالب المبالغ فيها وغير المنطقية».

تجميد الأنشطة

وكان أوباما قال في مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس إن إيران مطالبة بأن تلزم نفسها بتجميد لأنشطتها النووية يمكن التحقق منه لعشر سنوات على الأقل من أجل التوصل لاتفاق نووي بين طهران ومجموعة «5 1»، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا.

لكنه أضاف أنه يوجد «اختلاف مهم» بين إدارته والحكومة الإسرائيلية حول كيفية تحقيق هدفهما المشترك لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية.

وذكر أوباما: «في الواقع، إذا كانت إيران مستعدة للموافقة على إبقاء برنامجها النووي على ما هو عليه الآن لمدة 10 سنوات على الأقل وتقليص عناصر منه موجودة في الوقت الراهن.. إذا حصلنا على ذلك وعلى وسيلة للتحقق منه، فإنه لا توجد خطوات أخرى يمكننا اتخاذها لتعطينا مثل هذه الضمانة بأنهم لا يملكون سلاحاً نووياً».

وأضاف أوباما أن هدف الولايات المتحدة هو التأكد من أن «هناك سنة واحدة على الأقل بين أن نراهم (الإيرانيين) يحاولون الحصول على سلاح نووي وبين أن يكون بمقدورهم بالفعل اقتناء سلاح».

التهوين من الخلاف

وفي سياق متصل، سعى أوباما إلى التهوين من شأن الضرر الطويل الأجل للخلاف حول كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في الكونغرس، قائلاً إن «الخلاف ليس شخصياً» لكنه اعتبر «أن نتنياهو أخطأ من قبل عندما عارض اتفاقاً مؤقتاً مع إيران في 2013».

مضيفاً: «نتنياهو قدم كل أنواع الادعاءات.. بأن هذا سيكون اتفاقاً مروعاً وسيؤدي إلى حصول إيران على إعفاء بقيمة 50 مليار دولار وأن إيران لن تلتزم بالاتفاق. ولم يتحقق أي من هذه المزاعم».

ورداً على سؤال حول فرص التوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران قبل مهلة 30 يونيو، قال أوباما إن هناك شكاً كبيراً فيما إذا كانت إيران ستوافق على مطالب لتفتيش صارم وعلى المستويات المنخفضة لقدرات تخصيب اليورانيوم التي سيتعين عليها الالتزام بها.

تفاؤل ألماني

ووسط هذه التطورات، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في جنيف أمس إن«المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني حققت تقدماً هذا العام أكثر مما حققته في العقد المنصرم».

وقال شتاينماير للمؤتمر «المحادثات بين مجموعة القوى العالمية الست وإيران تتقدم بشكل جيد. سوف أذهب أبعد من ذلك للقول إن المفاوضات لم تحقق مُطلقاً في عشر سنوات تقدماً مثل الذي حققناه هذا العام».

إلى ذلك، يتوجه كيري إلى العاصمة السعودية الرياض هذا الأسبوع لاطلاع العاهل السعودي الملك سلمان على تفاصيل اتفاق نووي مرتقب مع إيران.

ويحظى إقناع السعودية بقبول أي اتفاق نووي مع طهران بأهمية لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنه يحتاج الرياض للعمل بشكل وثيق مع واشنطن على مجموعة من السياسات الإقليمية فضلاً عن الحفاظ على دور المملكة المعتدل في أسواق النفط.

آمال

قال الرئيس الأميركي باراك اوباما انه يأمل بأن تفتتح الولايات المتحدة سفارة في كوبا قبل قمة للأميركتين ستعقد في بنما في منتصف أبريل المقبل.

وأوضح ان اقامة علاقات عادية بشكل كامل مع كوبا ستستغرق بعض الوقت بعد قطيعة استمرت اكثر من نصف قرن.

أزمة أوباما نتانياهو تخيّم على مؤتمر «ايباك» وتكشف محدوديته

 

لأول مرة يعقد اللوبي الإسرائيلي (ايباك) في واشنطن مؤتمره السنوي في ظلّ علاقات جليدية بين البيت الأبيض ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو. ولأول مرة لا تشارك الإدارة على مستوى كبار أركانها في هذا المهرجان السياسي الكبير الذي يعكس نفوذ هذه المؤسسة النافذة في الحياة السياسية الأميركية.

ليس ذلك فحسب، بل لم يسبق أن انعقد هذا المؤتمر في لحظة انقسام يهودي أميركي حاد كما هو الآن، حيث يعترض فريق كبير من اليهود على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن ويعلنون التبرؤ منه كناطق باسمهم.

يضاف إلى ذلك أنه ما حصل في السابق أن جاء نتانياهو ليواجه بمقاطعة حوالي 36 من مجلسي النواب والشيوخ لخطاب يلقيه في الكونغرس الذي يشكل ركيزة نفوذ اللوبي، كما ليواجه برفض الرئيس ونائبه ووزير خارجيته الاجتماع معه أثناء زيارته. سوابق غير مألوفة، أفرزتها أزمة شارك «ايباك» في نسج خيوطها.

فاللوبي على ما يبدو أوقعه غروره كما أوقع نتنياهو في خطأ حساباته. دخل وأدخل معه نتانياهو على خط المعادلة السياسية الأميركية وتجاذباتها. فقد لعب دوراً رئيسياً في ترتيب الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب إلى نتانياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس بخصوص النووي الإيراني.

بذلك أخذ جانب الجمهوريين للتعويل عليهم في مواجهة أوباما. تفاجأ ايباك برفض فريق كبير من الديمقراطيين ومنهم يهود. حتى الذين لم يقاطعوا الخطاب اعترضوا على هجمة نتانياهو من فوق البيت الأبيض.

الدعوة فجّرت أزمة تتجمع عواملها من سنوات. الإدارة تعاملت مع الخطوة وكأنها كانت مصممة لتجاوز البيت الأبيض واستضعافه. فكان أن ردّت بقوة غير متوقعة على أكثر من مستوى. فالهجمة استهدفت الملف الرئيسي الذي تراهن على إنجاز اختراق في مجاله. نزلت بثقلها ضد المحاولة.

نتانياهو سارع في كلمته أمام المؤتمر، إلى تلطيف الأجواء. تحدث بلغة الخلاف «العائلي» ، مع التذكير بقوة الروابط مع واشنطن. كان من الواضح أنه سعى لتخفيف العزلة لكشح غيوم الأزمة قدر الإمكان، من فوق جوّ المؤتمر الذي ساده شيء من التوتر والقلق. لكنه لم يفلح في تخفيف وطأة الأزمة وتداعياتها السياسية. خاصة بعد الخطاب.

القفز على الأزمة

كلمة الإدارة في المؤتمر، التي جاءت على لسان السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنتا باور ومستشارة الرئيس سوزان رايس، كانت هي الأخرى من النوع الذي قفز فوق الأزمة من دون نكران وجودها.

كلتاهما تحدثتا بلغة تراوحت بين العموميات والتطمين على مستقبل العلاقات، مع التذكير بالمواقف والالتزامات التي تراعي أمن إسرائيل. لكن ليس في واشنطن من لا يعرف أن الخلاف العميق حول النووي الإيراني لا يلغيه الكلام المعسول.

حشد «ايباك» الألوف لمؤتمره من كافة القطاعات كالعادة. لكن الوهج هذه المرة كان أضعف من حجب أزمة ساهم فيها من دون أن يقوى على تطويق تداعياتها، التي قد تكون مكلفة. لم يقو على تحقيق الإجماع حول رئيس حكومة إسرائيل، عندما يكون البيت الأبيض هو المستهدف.

خاصة عندما يقرر الرئيس الاميركي باراك أوباما الرد بما لديه من أوراق وبما لموقعه من تأثير. لا يعني ذلك أن الجولة الراهنة سددت ضربة قاتلة أو حتى موجعة تهدد «ايباك». لكنها قد تكون رادعة. خاصة إذا ما تحققت التوقعات وتم التوصل إلى صفقة مع إيران، بقطع النظر عن مدى جدارتها. ففي ذلك رسالة إلى اللوبي وإسرائيل أنه ليس بوسعهما مناطحة الرئيس الأميركي.

2016

حذر المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية انتوني بلينكن بأن التوتر بين واشنطن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قد يستمر حتى نهاية ولاية الرئيس باراك اوباما في 2016، مشيرا الى انه يقتصر على خلاف تكتيكي .

Email