تقارير البيان

صفقة النووي الإيراني من الترجيح إلى عتبة التوقيع

مدير عام الوكالة الذرية مصافحاً كبير المفاوضين الإيرانيين رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في إفاداته أمام ثلاث لجان في مجلسي الشيوخ والنواب، معطوفاً على ما تسرّب عن لقائه مع نظيره الإيراني يوم الاثنين الماضي، أشاع الاعتقاد بأن المفاوضات باتت تبدو «وكأنها تزحف نحو اتفاق» حول النووي الإيراني، بتعبير أحد المراقبين. تعليق يلخّص إلى حدّ بعيد الأجواء السائدة الآن في واشنطن بهذا الخصوص.

وإذا كان التحفظ ما زال يواكب التوقعات، إلاّ أن نسبته قد انخفضت مقارنة بما كانت عليه في السابق. مشاركة وزيري الطاقة في البلدين بالجولة الأخيرة واللقاء الثاني بين الوزيرين في اسبوع، يوم الاثنين المقبل،..

فضلاً عن الإشارات المبطّنة التي توالت من الجهات المعنية، كلها نقلت التقديرات من خانة الترجيح إلى خانة عدم استبعاد أن تكون المفاوضات قد اقتربت من عتبة التوقيع. فلأول مرة تتجاوز المؤشرات التلميح إلى ما يشبه التمهيد للإعلان عن «اختراق ما» في غضون أسابيع قليلة.

دفاع هجومي

وتحدث كيري أمام الكونغرس بلغة هجومية في معرض دفاعه عن المفاوضات. كاد أن يسخر من الذين يرفضون الاتفاق قبل حصوله والاطلاع على مضمونه. «الأشهر القادمة قد تثبت العكس» لما هو متداول في الكونغرس كما قال. كان في السابق يردّد «اعطونا فرصة لتأخذ الدبلوماسية مجراها». الآن يطاب الكونغرس بالانتظار ليطلع على ما ستأتي به هذه الدبلوماسية قبل الحكم عليها.

وكأنه يحضّر الأجواء لتطور يشعر بأنه قادم، من دون التخلي عن الحذر الذي يفرضه التحسّب لمفاجآت اللحظة الأخيرة. بل لم يخل دفاعه الهجومي من التحدّي عندما حذر الكونغرس المتوقع أن يستمع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء المقبل، بأن هذا الأخير سبق «وأبدى ميله الصريح لأهمية غزو العراق ونعرف ماذا كانت النهاية»، كما قال.

تحذير واضح بأن نتانياهو يأتي ليخاطب الكونغرس من موقع التحريض على حرب لا ترى الإدارة أنها تخدم الولايات المتحدة. إشارة غير اعتيادية في قاموس العلاقات الأميركية - الإسرائيلية.

اتهام نتانياهو

وكانت مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي سوزان رايس، التي شاركت في الهجوم، اشدّ لهجة عندما اتهمت اقتحام نتانياهو عبر خطابه أمام الكونغرس بأنه عمل «مدمر لنسيج العلاقات» مع واشنطن. كلام غير مسبوق في إشارته إلى المفاعيل السلبية للمواجهة التي أرادها نتانياهو على العلاقات بين الحليفين.

وهجوم الإدارة هذا أخذ زخمه من اجتماع جنيف الأخير الذي تكاد تجمع القراءات على أنه كان بمثابة المقدمة «الواعدة». أوحت بذلك التسريبات التي تحدثت عن تفاصيل مهمة جرى إما التوافق او الاقتراب من التوافق حولها وتتناول مسائل اساسية مثل مدة الاتفاق، عشر سنوات على الأرجح، إلى عدد أجهزة الطرد المسموح بها، حوالي ستة آلاف مع وقف الأبحاث بشأن تطوير أجهزة أسرع وتحديد حجم المخزون المخصب من اليورانيوم المسموح لإيران الاحتفاظ به ونقل الفائض إلى الخارج...

فضلاً عن بقية الإجراءات مثل برنامج الرقابة الصارمة، التي تضمن فاصل سنة بين استئناف طهران لنشاطها النووي الكامل وبين القدرة على انتاج سلاح نووي. مدة تقول واشنطن إنها كافية لمنع إيران من بلوغ نقطة التصنيع، سواء بتجديد العقوبات أو حتى بالخيار العسكري.

شراء للوقت

وحقيقة الأمر أن إدارة اوباما تشتري الوقت بهذا الاتفاق، إذا تحقق. تراهن على عامل الزمن علّه يأتي بتغييرات في الوضع الإيراني من شأنها أن تساعد على غلق الملف النووي. طموحها الآن تقلّص إلى ترحيله وتجميده وهو مفتوح. من حيثيات تسويقها للترحيل أنه أفضل من المواجهة العسكرية. لكنه يبقى أزمة مؤجلة.

رد

رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أول من امس، بعنف على انتقادات واشنطن لخطابه المزمع في الكونغرس، الأسبوع المقبل، واتهم القوى العالمية بالتخلي عن تعهد بمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية. كما رفض المسؤول الإسرائيلي دعوة للاجتماع مع الديمقراطيين الأميركيين خلال زيارته واشنطن.

Email