سجل أوسع انتشار خلال 2014 وأودى بحياة 7 آلاف مصاب

إيبولا.. شبح قاتل يستوطن غرب إفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

جرافيك

بعيداً عن خطر الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية الذي يحدق بالعالم، ظهر وباء «إيبولا» القاتل ليشغل بال الجميع، متجاوزاً حدود دول غرب افريقيا التي تشكل بؤرة انتشاره، ومسجلا حصيلة مرعبة للضحايا من وفيات وإصابات، بعد وصوله دولاً خارج القارة السوداء، لاسيما إلى الولايات المتحدة.

ومرض «إيبولا»، أو ما يعرف بالحمى النزفية، هو أحد الأمراض البشرية التي تحدث بسبب الإصابة بفيروس قاتل، ظهر في العام 1976. وتبدأ الأعراض عادةً بالظهور بعد يومين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالفيروس، وتتمثل في حمى والتهاب الحلق وآلام العضلات وصداع.

وعادةً ما يتبعها غثيان وقيء وإسهال، ويصاحبها انخفاض وظائف الكبد والكلية، فيما يبدأ بعض الأشخاص بالتعرض إلى مشاكل النزيف في هذه المرحلة.

وتم اكتشاف فيروس «إيبولا» لأول مرة في النيجر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث عادةً ما يتفشى المرض في المناطق المدارية من افريقيا جنوب.

ومنذ 1976 وحتى 2003، بلغ معدل الإصابة بعدوى المرض ما يقرب من ألف شخص سنوياً، لكن تفشي الوباء في غرب افريقيا خلال العام الماضي هو أوسع تفشٍّ للمرض حتى الآن، حيث يضرب غينيا وسيراليون وليبيريا ويهدد نيجيريا.

إصابات ووفيات

وازدادت تداعيات مرض «إيبولا» القاتل في مناطق متفرقة من العالم، حيث أعلنت ليبيريا الطوارئ لثلاثة أشهر لمواجهة المرض، فيما أعلنت الولايات المتحدة رفع الإنذار الصحي إلى الدرجة القصوى للمرة الأولى منذ 2009.

وأعلنت رئيسة ليبيريا ايلين جونسون سيرليف ليل الاربعاء- الخميس حالة الطوارئ في البلاد لمدة 90 يوما لمواجهة «إيبولا»، معتبرة ان هذا الفيروس الوبائي «يتطلب أخذ إجراءات استثنائية لضمان بقاء الدولة».

كذلك، رفعت السلطات الصحية الاميركية مستوى الانذار الصحي الى الدرجة الأولى، الاعلى على الاطلاق، لمواجهة الفيروس بشكل افضل، تزامنا مع الموافقة على اختبار «إيبولا» الذي طوره الجيش للكشف عن عدوى المرض.

وأعلنت وزارة الدفاع الاسبانية أن إسبانيا أصبحت ثاني دولة غربية تنقل إلى أراضيها مريضا مصابا بالوباء من غرب أفريقيا.

وأسفر أسوأ تفشٍّ لـ «إيبولا» عن وفاة 7373 شخصا على الأقل من إجمالي 19031 إصابة سجلت في البلدان الثلاثة الأكثر تضررا من هذا الفيروس.

أما عربيا، فلم تسجل أي إصابات بالوباء وإنما تم الإعلان عن حالتي اشتباه أو ثلاثة على الأكثر، حيث نفت وزارة الصحة السعودية ما نشر حول وجود إصابة بالمرض أو حالة اشتباه ثانية بالفيروس، مؤكدة أن ما تم تداوله في هذا الجانب عارٍ تماماً من الصحة.

جهود علاجية

وليس هناك علاجاً محدداً لهذا المرض، وتتضمن جهود مساعدة الأشخاص المصابين إما إعطائهم علاج بالإماهة عن طريق الفم، وهو ماء محلى ومالح قليلاً للشرب، أو سوائل وريدية.

ويتصف المرض بـمعدل وفيات مرتفع جدا، حيث يودي بحياة ما بين 25 إلى 90 في المئة من الأشخاص المصابين بعدوى الفيروس.

وتشارك أكثر من جهة حالياً على تطوير مصل مضاد للمرض، إلا أنه لم يتم التوصيل إليه حتى الآن.

وقد حقق السرير العازل بعض النجاح عن طريق أخذ عينات من دم أشخاص كانوا يعانون من هذه الحمى وأصبحوا الآن بصحة، والسبب أن في دم المرضى القدامى تم بناية مضادات ضد الفيروس.

وفي أكبر مستشفيات برلين تم إيقاف عمل الفيروس لدى الكثير من الحالات، فيما تبحث مستشفيات الجيش الأميركي عن حل نهائي لهذه الحمى.

تمويل أميركي

وفي محاولة لتطويق الخطر، مارس الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغوطا على الكونغرس للموافقة على تمويل طارئ حجمه 6.18 مليارات دولار للمساعدة في مكافحة تفشي الوباء، وإعداد المستشفيات الأميركية للتعامل مع أي حالات في المستقبل.

وخصص معظم المبلغ للتعامل الفوري مع المرض في الداخل والخارج. لكنه يشمل أيضا 1.5 مليار دولار مخصصة للحالات الطارئة، وهو مبلغ يمكن خصمه إذا ما قرر أعضاء الكونغرس خفض التمويل.

نصائح وإرشادات

يعتبر إذكاء الوعي بعوامل المخاطر وبالتدابير التي يمكن أن يتخذها الناس لحماية أنفسهم من مرض «إيبولا» الطريقة الوحيدة للحد من معدلات المرض والوفاة.

وشددت منظمة الصحة العالمية على المسافرين تفادي كل احتكاك بالمصابين بالعدوى، خاصة العاملين الصحيين المسافرين إلى المناطق المتأثرة، وضرورة التقيد بشكل صارم بتوجيهات مكافحة العدوى الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، كما يجب على كل من أقام في مناطق تم الإبلاغ أخيراً عن وقوع حالات فيها أن يعي أعراض العدوى، وأن يلتمس العناية الطبية عند ظهور أول علامة من علامات المرض.

ونصحت المنظمة الأطباء السريريين الذين يتولون العناية بالمسافرين العائدين من المناطق المتأثرة بأعراض ينطبق عليها التقييم السريري أن ينظروا في احتمال إصابة هؤلاء بالمرض.

Email