البرلمان الكوبي يصادق على التطبيع مع الولايات المتحدة

كاسترو يشيد بالتقارب التاريخي مع واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد الرئيس الكوبي راوول كاسترو أمس، بإزالة عقبة في طريق العلاقات الأميركية الكوبية، وقال انه مستعد لمناقشة اية مسألة مع واشنطن بعد التقارب التاريخي بين البلدين، فيما أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما ان كوبا ستتغير لكن هذا الأمر «لن يحدث بين ليلة وضحاها».

وقال كاسترو في كلمة في ختام دورة للبرلمان ان «الشعب الكوبي يشيد بهذا القرار الصائب الذي اتخذه الرئيس الأميركي باراك اوباما، والذي يمثل ازالة لعقبة في طريق العلاقات بين بلدينا».

وصادق النواب الكوبيون أول من أمس، بالإجماع على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين هافانا وواشنطن حول تطبيع علاقات البلدين بعد اكثر من نصف قرن من العداء.

وقالت وكالة الأنباء الكوبية (برنسا لاتينا) بعيد بدء الجلسة ان «البرلمان الكوبي وافق بالإجماع (الجمعة)» على الاتفاق الثنائي الذي اعلن عنه الأربعاء الماضي الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الكوبي راوول كاسترو.

وأوضحت ان النواب صادقوا خلال المناقشات «بالإجماع على اعلان دعم لخطاب الرئيس راوول كاسترو في شأن القرارات المتخذة للبدء بعملية تطبيع مع الولايات المتحدة».

عودة المعتقلين

والبرلمان الذي يلتئم مرتين سنويا في يوليو وديسمبر، بدأ دورته في حضور الكوبيين الخمسة الذين كانوا معتقلين في الولايات المتحدة في 1998 بعد تسللهم إلى فلوريدا.

وكانت الوكالة ذكرت أن الدورة البرلمانية التي افتتحت أول من أمس، تمتاز «بخصوصية تاريخية كونها تجري بعد عودة ابطال مكافحة الإرهاب الخمسة إلى وطنهم وبعد اعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة».

وأفرج عن اثنين من هؤلاء في 2013 و2014. وأعلنت واشنطن الأربعاء الماضي انها افرجت عن الثلاثة الباقين في «مجموعة الخمسة» الذين يعتبرون في كوبا «أبطال مكافحة الإرهاب».

في المقابل، وافقت كوبا على الإفراج عن عميل كوبي للاستخبارات الأميركية كانت تعتقله منذ نحو عشرين عاماً.

وقالت مصادر أميركية ان هافانا افرجت أيضاً عن 53 سجيناً سياسياً اضافة إلى الأميركي الان غروس الذي حكم عليه في 2011 بالسجن 15 عاماً لإدخاله معدات بث بواسطة الأقمار الصناعية إلى الجزيرة الشيوعية.

تطور العلاقات

لكن الرئيس الأميركي استبعد، في مؤتمره الصحافي التقليدي لنهاية السنة في البيت الأبيض، أي زيارة للجزيرة الشيوعية. وأضاف: «لسنا في مرحلة تنظيم زيارتي لكوبا أو زيارة الرئيس (راوول) كاسترو للولايات المتحدة. لم نطلق اي امر محدد لتنظيم اي زيارة من جانبي».

وأردف: «لست ادري كيف ستتطور هذه العلاقة في السنوات القادمة، انا رجل ما زلت شاباً إلى حد ما وأتصور انه ستتاح لي في لحظة من حياتي الفرصة لزيارة كوبا والاستمتاع بمقابلة الكوبيين»، متعهداً بالضغط بكل ثقله على الكونغرس لتمرير الأمر.

وقال: «لا نستطيع ان نرفع الحظر من جانب واحد. ستكون هناك عملية سيتمكن خلالها الكونغرس من هضم الأمر. يوجد مؤيدون من الحزبين لنهجنا الجديد لكن هناك أيضا معارضون في الجانبين»، معرباً عن الأمل في «نقاش صحي بشأن هذه المسألة في الكونغرس».

وذكر اوباما انه «يشاطر المعارضين وناشطي حقوق الإنسان قلقهم لجهة أن النظام (الكوبي) لا يزال نظاماً قمعياً».

Email