الخريطة الجغرافية والسياسية تغيرت جذرياً

2014 أوكرانياً.. شكل وعهد جديدان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الكثير من الأوكرانيين يتوقعون أن ينتهي 2014 بالطريقة التي انتهى إليها فعلاً، حيث تغيرت الخريطة الجغرافية والسياسية كلياً.

وعلى الرغم من أن إرهاصات الأحداث في العام الماضي بدأت أواخر 2013، إلا أن زخمها تزايد بشكلٍ كبير في فبراير حينما هاجمت قوات أمن النظام السابق، الموالي لموسكو، المحتجين في ساحة «ميدان» المؤيدين للتقارب مع أوروبا وقتلت العشرات منهم. وما كان من الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش إلا الفرار إلى روسيا وسقوطه مع حكومته.

وما لبث الكرملين أن رد على العهد الجديد في كييف بإشعال فتيل الحرب في الشرق والجنوب اللذان يتميزان بوجود كثيف للأقلية الروسية، وخاصة في شبه جزيرة القرم التي غزاها مستعيناً بطابورٍ خامس وضمها إلى روسيا، وهو القرار الذي لم يلق أي دعمٍ دولي على الإطلاق.

وتلا ذلك استفتاءات وإعلان جمهوريات انفصالية في مدن أوكرانية في الشرق واشتباكات بين الميليشيات الموالية والقوات الحكومية التي اضطرت إلى إطلاق حملة لمكافحة الإرهاب في أبريل في محاولة لاستعادة زمام السيطرة على الأمور.

وطبعاً، دفعت أوكرانيا وروسيا أثمانا اقتصادية باهظة جراء الحرب، حيث فرض الغرب حزمة عقوبات على الكرملين بسبب سياساته، ما أدى إلى تداعيات مالية دفعت روسيا ثمنها في 2014 وستمتد، إن لم تكن لتتفاقم، في 2015.

في 2015

ما حصل في 2014 سيكون له آثار العام الجاري وسيشهد الجميع تكملة لحلقات المسلسل الدرامي الطويل بين كييف وموسكو، حتى مع الأحاديث عن تفاهمات من هنا وهناك لتسكين الأمور، من قبيل اتفاق التهدئة بين الانفصاليين والحكومة في سبتمبر الماضي أو إعلان وقف إطلاق النار في 9 ديسمبر أو اتفاق الغاز بين الجارين أواخر أكتوبر.

فمع كل تلك التفاهمات، لم تتوقف الخروقات ولا المناكفات والانتهاكات، وهو ما يشي بتبعات قد تكون أسوأ مما حدث العام الماضي، بالنظر إلى أن أوروبا مشغولة بملفات داخلية وخارجية حساسة (كداعش)، بينما يدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما عامه الأخير في البيت الأبيض عاجزاً أكثر من أي وقتٍ مضى.

والحال، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معروف باستغلاله لتلك اللحظات واقتناصه فرص التخلخل والاسترخاء الدوليين، مثلما حصل في صيف 2008 حينما كان العالم مشغولاً بأولمبياد بكين والرئيس الأميركي السابق جورج بوش في شهوره الأخيرة في الحكم، فغزا جورجيا وقسمها واستباحها حتى كاد يصل العاصمة تبليسي.

وإن كانت أوكرانيا ليست باللقمة السائغة كجورجيا، إلا أن بوتين يملك أوراقاً قد تمكنه من مشاكسة جارته والمضي قدماً في مخططه ضرب الاستقرار في أوكرانيا ومنعها من الاستمرار في نهج الاندماج الأوروبي الذي ما فتئت تسعى إليه للتخلص من الهيمنة الروسية.

3

اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل روسيا مؤخراً بالتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول التي تسعى إلى إقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي. وقالت ميركل: «مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا ثلاث دول تجاورنا من الشرق اتخذت قرارات سيادية للتوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي».

 وأضافت: «روسيا تسبب مشاكل للدول الثلاث»، مشيرة إلى الصراعات في مناطق انفصالية مثل ترانسدنيستريا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وكذلك التدخل الروسي في شرق أوكرانيا.

Email