عقوبات جديدة تمنع الاستثمارات في القرم

بوتين يتهم الغرب ببناء جدار أوروبي و«إمبراطورية»

بوتين يتحدث خلال مؤتمره الصحافي السنوي ــ رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بحل أخطر أزمة نقدية تواجهها روسيا خلال عامين، لكنه لم يحدد وسائل تحقيق ذلك، ولم يبد مرونة حول الملف الأوكراني، متهماً الغربيين ببناء جدار جديد في أوروبا والتصرف كامبراطورية تملي رغبتها على اتباعها.

وفيما كان بوتين يتحدث أمام ألف صحافي روسي وأجنبي، كان الاتحاد الأوروبي يعلن سلسلة جديدة من العقوبات التي منع بموجبها كل الاستثمارات الأوروبية في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في مارس الماضي. فيما ردت وزارة الخارجية الروسية بالتذكير بأن القرم جزء لا يتجزأ من روسيا.

التزم بوتين الصمت منذ بداية الأزمة النقدية التي تضرب بلاده وتهدد اعمدة الاقتصاد الروسي، لذلك كان مؤتمره الصحافي مترقباً بشدة لمعرفة موقفه. لكن الرئيس الروسي لم يعلن في هذا المجال اي شيء عملياً، معولاً على ارتفاع اسعار النفط لتحسين الوضع. وقال بوتين «في اسوأ سيناريوهات للوضع الدولي، قد يستغرق الأمر عامين لكنه قد يتحسن قبل ذلك». وأضاف «سنعتمد اجراءات استخدمناها بنجاح في 2008» خلال الأزمة المالية، واكتفى بالتأكيد على انه لن يتخذ اي تدبير صارم لتوجيه السوق، واصفا الاجراءات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي لمواجهة الأزمة بـ«المناسبة»، رغم بعض الانتقادات.

واذ ارجع بوتين السبب الأكبر لتراجع النفط إلى العوامل الخارجية، اقر ايضا بأن روسيا تتحمل حصتها من المسؤولية، لأنها لم تحسن الاستفادة بصورة كافية من السنوات الماضية لتنويع اقتصادها الذي يعتمد كثيرا على أسعار النفط والغاز. وفيما وجه القادة الغربيون في الأيام الأخيرة نداءات إلى الرئيس الروسي ليبدي مرونة حول الملف الأوكراني، كان رد الرئيس الروسي حازماً، وقال ان موسكو على حق والدول الغربية على خطأ وان الاستراتيجية المطبقة في اوكرانيا هي الصحيحة. واتهم بوتين السلطات الأوكرانية بشن حملة تأديبية ضد المتمردين في الشرق. وقال بصيغة قاطعة: «اعتبر اننا على حق في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية. وكما سبق ان قلت، فإن شركاءنا الغربيين مخطئون».

ورداً على سؤال عن قيام جدار جديد بين روسيا وأوروبا بعد 25 عاما على سقوط جدار برلين، اتهم بوتين البلدان الغربية بالمسؤولية عن هذا الجدار. وقال «انه جدار افتراضي، لكن تشييده قد بدأ»، مذكرا بسابقة توسيع الحلف الاطلسي حتى ابواب روسيا (دول البلطيق) والدرع المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية.

وقال ان «شركاءنا قرروا انهم المنتصرون وانهم باتوا امبراطورية وان الاخرين اتباع يتحكمون بهم». وأضاف ان «القرم ليست المشكلة، ما ندافع عنه هو استقلالنا وسيادتنا وحقنا في الوجود».

وعلى الصعيد الشخصي، اتاح المؤتمر الصحافي الذي استغرق 189 دقيقة معرفة امرين بشأن بوتين، الأول انه في حالة حب والثاني انه لا يعرف قيمة مرتبه.

ولم يوضح بوتين، المنفصل عن زوجته وابنتيه منذ عام 2013، مع من يعيش حياته، مكتفياً بالقول «كل شيء على ما يرام، لا تقلقوا». في هذه الأثناء، تبنى الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة تستهدف القرم عبر منع الاستثمارات الأوروبية فيها والرحلات إليها للتعبير عن معارضته «للضم غير المشروع» لشبه الجزيرة الأوكرانية من قبل روسيا.

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني الرئيس الروسي إلى تغيير جذري في موقفه، ورأت ان الأزمة المالية الروسية ليست نبأ ساراً لأوروبا والعالم.

وقالت موغيريني عند وصولها إلى القمة الأوروبية: «على الرئيس بوتين والقادة الروس التفكير جديا في (...) تغيير جدي في الموقف حيال بقية العالم» وان يعتمد أسلوباً تعاونياً في مواجهة الأزمات الحالية.

وأضافت ان «العالم لم يكن اكثر خطورة وعدم استقرار مما هو الآن»، داعية إلى علاقة بناءة مع روسيا من اجل مواجهة هذه الأزمات، وخصوصا في اوكرانيا. وقالت: «يجب ان نطور استراتيجية قوية ومسؤولة مع روسيا». وأكدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل لبوتين ان أوروبا تسعى إلى الحوار مع موسكو والهدف هو «التعاون الأوروبي في مجال الأمن مع روسيا وليس ضد روسيا». وأضافت انه «حتى تحقيق هذا الهدف تبقى العقوبات حتمية».

إشارات

من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان الاتحاد الأوروبي يمكن ان يخفف العقوبات المفروضة على روسيا اذا راجعت موقفها من النزاع في اوكرانيا.

وقال هولاند: «اذا ارسلت روسيا الإشارات التي نتوقعها، لن يكون هناك داع لاعتماد عقوبات جديدة»، معتبراً انه «على العكس، سيدفعنا هذا للتفكير كيف يمكننا ان نبدأ نحن أيضا في تخفيف التصعيد».

Email