حداد في باكستان وطالبان الأفغانية تدين قتل الأطفال

قرقاش: مجزرة بيشاور تؤكد صحة دعمنا لأفغانستان

باكستانيات في لاهور خلال وقفة تنديد بمجزرة بيشاور ــ أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دان معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني، المجزرة الوحشية التي ارتكبها الإرهابيون في مدينة بيشاور الباكستانية وأودت بحياة 148 معظمهم تلاميذ، مؤكداً أن المجزرة تؤكد صحة موقف الامارات في قرارها التاريخي بدعم أفغانستان، في وقت دخلت باكستان في حداد لثلاثة أيام على ضحايا المجزرة التي دانتها حركة طالبان الأفغانية معتبرة أن قتل الأطفال يتعارض مع تعاليم الإسلام.

فيما أعلنت باكستان إلغاء تعليق عقوبة الإعدام في حالات الإرهاب بعد الهجوم الذي أثار موجة إدانات واسعة في العالم، حيث اعتبرت دول مجلس التعاون أن الاعتداء عمل إجرامي جبان.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني في تغريدات على «تويتر»: إن «مجزرة بيشاور الوحشية تؤكد صحة موقف الإمارات في قرارها التاريخي بدعم أفغانستان وشعبها والتزامها الواضح والصريح في التصدي للتطرف والإرهاب»، مضيفاً أن «الموقف ضد الاٍرهاب لا يتحمل حياداً ونظريات ما يسمى حزب الكنبة، فالخطر حقيقي وكما هو في بيشاور يطال الصغير والضعيف قبل غيرهما».

وأردف متسائلاً: «أي موقف ديني يبرر جريمة تستهدف الأطفال؟.. طالبان وغيرها من الجماعات المتطرفة والإرهابية تقتات من حيادية بعضنا ومن ضبابية المواقف». وقال: إن «البعض سيبرر ويقارن والحقيقة واضحة، التطرّف والاٍرهاب تحدينا الأول.

وعلينا كمجتمعات أن نتحمّل المسؤولية»، موضحاً أنه «منطق أعوج الذي يلجأ إليه البعض، العنف في هذا البلد أو ذاك لا يبرر بأي حال من الأحوال وحشية قتل 124 طفلاً باكستانياً، لنراجع بوصلتنا الأخلاقية». واختتم معاليه بالقول: «ولنسأل أنفسنا عن طبيعة فكر وتوجه طالبان الذي يبرر العنف والقتل واستهداف الأطفال وكراهية التعليم والعلم، ما هو هذا الفكر المجرم القاتل؟».

إدانات المجزرة

ودانت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة الاعتداء الإرهابي المروع على إحدى المدارس في مدينة بيشاور الباكستانية، الذي أدى إلى مقتل وجرح المئات من الأطفال الأبرياء والأساتذة العزل، ووصفته بأنه «عمل إجرامي جبان، يتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية كافة».

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في بيان له أمس، إن «دول مجلس التعاون تدين بشدة هذه الجريمة البشعة التي تجرد منفذوها من كل المشاعر الإنسانية باعتدائهم على أطفال أبرياء».

كما دان فضيلة الإمام الأكبر أ-د- أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة طالبان باكستان على مدرسة في مدينة بيشاور. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مشيخة الأزهر في بيان أصدرته أمس «أن الأزهر الشريف إذ يستنكر هذا الحادث الإجرامي الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة.. يترحم على هؤلاء الأبرياء من أبناء الشعب الباكستاني».

وعلى الصعيد الدولي، دان أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيان بأشد العبارات ما وصفه بالهجوم الإرهابي الفاسد والوحشي ضد الأطفال.

حداد في باكستان

في باكستان، تم إعلان الحداد لثلاثة أيام، حيث أغلقت معظم المدارس في مختلف أنحاء البلاد فيما أقيمت صلوات خاصة في ذكرى الضحايا في المدارس التي فتحت أبوابها.

وأوقد الناس الشموع في أماكن مختلفة في أنحاء البلاد وسهروا الليل في أجواء حزينة، وحضر قائد الجيش وحاكم ولاية خيبر باختونخوا إضافة إلى مسؤولين كبار عسكريين ومدنيين الصلاة على ضحايا مأساة بيشاور. وقال آثار خان والد تلميذة في كراتشي «أولياء الأمور خائفون جدا من إرسال أبنائهم إلى المدارس سواء في كراتشي أو لاهور أو أي مكان آخر.

الخوف سكن قلوبهم من أن شيئا قد يحدث». وبدأت مراسم تشييع الضحايا الذين سحبت جثثهم من المدرسة وهم لا يزالون باللباس المدرسي الأخضر الملطخ بالدماء، في وقت متأخر من أول من أمس، فيما تواصلت أمس وسط أجواء من الحزن.

 من جهته قال ناطق باسم الحكومة الباكستانية: إن رئيس الوزراء نواز شريف ألغى وقف العمل بعقوبة الإعدام، بعد مقتل 132 طالبا. متوعداً بسحق المتمردين وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد، لكن وسائل الإعلام الباكستانية لفتت الى أن وعوداً سبق أن صدرت بعد وقوع هجمات مماثلة لكن العنف لم يتوقف.

تعارض مع الإسلام

إلى ذلك، دانت حركة طالبان الأفغانية الهجوم الذي شنته حركة طالبان باكستان على مدرسة للجيش الباكستاني وقتل فيه 141 شخصاً -معظمهم من الطلاب- وقال الناطق باسم حركة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد في بيان: إن «القتل العمد لأناس وأطفال ونساء أبرياء يتعارض مع مبادئ الإسلام، ويجب على كل حزب إسلامي وحكومة إسلامية وضع هذا المعيار في الحسبان».

يشار إلى أن الحركتين منفصلتان عن بعضهما، ولكنهما متحالفتان عبر الحدود، وتخوض كل حركة معارك مع حكومة بلادها.

تضامن في الهند

وقف تلاميذ المدارس والنواب في الهند أمس، دقيقتين حدادا على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدرسة تابعة للجيش في باكستان.

وقال فاسافدوتا ساركار، المعلم بمدرسة شريرام في جورجاون في ضواحي العاصمة الهندية «لقد وقفنا دقيقتين حداداً وأقمنا صلوات على أرواح الضحايا».

ونقلت شبكة «ان دي تي في» الإخبارية أن وزارة الداخلية الهندية طالبت الشرطة بحراسة المدارس.

Email