الجيش ينهي الهجوم الوحشي بالإجهاز على جميع المهاجمين

بالصور: مذبحة أطفال في مدرسة باكستانية بسلاح «طالبان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ساعات طويلة من الرعب الذي سيطر على أهالي مدينة بيشاور الباكستانية، أنهى الجيش هجوماً نفذه مسلحو حركة طالبان على مدرسة يديرها عسكريون، ما أدى إلى مقتل 141 على الأقل غالبيتهم من التلاميذ، ومصرع جميع المهاجمين، في إحدى الهجمات الأكثر دموية في البلاد في السنوات العشر الماضية.

والهجوم الذي تبنته حركة طالبان الباكستانية على مدرسة لأولاد العسكريين الباكستانيين في بيشاور، مؤكدة أنها أرادت الثأر لمقاتليها الذين قتلوا في الهجوم العسكري الباكستاني الذي أطلق ضدها في المنطقة في يونيو، انتهى مساء أمس بعد سبع ساعات من الاشتباكات المسلحة بمقتل جميع المهاجمين وأكثر من 141 شخصاً معظمهم تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة.

انتقام طالبان

وقال الناطق باسم حركة طالبان محمد خراساني إن «مقاتلات الجيش تقصف ساحاتنا العامة ونساءنا وأطفالنا وآلاف من مقاتلين وأفراد عائلاتهم وأقربائهم تم توقيفهم. لقد طلبنا تكراراً بأن يوقفوا هذا الأمر».

وهذا الهجوم هو أحد الهجمات الأكثر دموية التي شهدتها باكستان في السنوات العشر الماضية، ويترك أثراً نفسياً كبيراً لأن حركة طالبان الباكستانية القريبة من تنظيم القاعدة استهدفت هذه المرة أولاد الجنود الذين يقاتلونها.

استهداف مباشر

وبدأ الهجوم عند الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي لباكستان، حين دخل خمسة أو ستة عناصر من طالبان يرتدون بزات عسكرية المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة على تخوم المناطق القبلية كما أفادت مصادر متطابقة.

وكان في المدرسة حوالى 500 تلميذ. وقال شهود في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، إن انفجاراً قوياً هزّ المدرسة الرسمية للجيش وإن مسلحين دخلوا من صف إلى آخر وأطلقوا النار على التلاميذ بشكل مباشر.

وغالبية القتلى من التلاميذ وقد قتلوا برصاصة في الرأس كما أوضح وزير الإعلام في إقليم خيبر بختونخوا، وعاصمته بيشاور المحلي مشتاق غني.

وقال أحد العاملين في المدرسة إن بعض التلاميذ كانوا يقيمون حفلة حين بدأ الهجوم. وأضاف: «رأيت ستة أو سبعة أشخاص ينتقلون من صف إلى آخر ويطلقون النار على الأطفال».

مأساة وطنية

وقال مسؤول عسكري محلي إن «القوات العسكرية أغلقت المنطقة وتلاحق المهاجمين المتمردين». وأضاف إنه «تم إجلاء العديد من التلاميذ والأساتذة».

وندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بهذه «المأساة الوطنية» التي ارتكبها «وحوش»، وقرر التوجه إلى مكان وقوعها للإشراف بنفسه على العملية وهو أمر نادر في بلد اعتاد على الهجمات التي تشنها طالبان.

وأضاف شريف: «هؤلاء الأطفال هم أولادي، البلاد في حداد وأنا في حداد».

وقال تلميذ نجا من الهجوم: «أثناء خروجنا من الصف رأينا جثث أصدقائنا ممدة في الممرات. كانوا ينزفون وبعضهم تعرض لإطلاق نار ثلاث أو أربع مرات».

وأضاف: «دخل المسلحون إلى الصفوف وبدأوا إطلاق النار بشكل عشوائي على التلاميذ والمعلمين».

ملالا تندد

وقوبل الهجوم الإرهابي بسلسلة إدانات محلية ودولية، وصرحت الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بأن «قلبها منفطر بسبب هذا العمل الإرهابي الأحمق الذي يحدث أمامنا بدم بارد في بيشاور».

وقالت ملالا، التي تعرضت لإطلاق نار في رأسها من قبل مسلحي حركة طالبان منذ عامين بسبب حملاتها لتشجيع تعليم الفتيات، إن «الأطفال الأبرياء في مدرستهم ليس لهم شأن بفزع مثل هذا. إنني أدين هذه الأفعال البشعة والجبانة».

إدانات إسلامية ودولية

كما ندد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني بشدة بالهجوم الدموي، وأعرب عن تضامنه وعن تعازيه لباكستان حكومة وشعباً، وشدد على موقف المنظمة الرافض لجميع الأعمال الإرهابية مهما كانت مبرراتها.

كذلك، أدان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الهجوم، وقال إن اختطاف وقتل أطفال تجاوز في «خسته المتوحشة كل ما عرفته حتى الآن باكستان المبتلاة بالعنف والإرهاب».

كما أدان الرئيس الأفغاني أشرف غني الهجوم «البربري»، وقال إن «قتل أطفال أبرياء ليس من الإسلام إطلاقاً وعمل غير إنساني». فيما اعتبر رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي الهجوم «عمل متهور لا يمكن وصف وحشيته».

وعبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «صدمته وذهوله لرؤية أطفال يقتلون لمجرد أنهم ذهبوا إلى المدرسة». كما وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الهجوم بأنه «خسيس».

146

المدرسة الرسمية للجيش التي هاجمها مسلحو طالبان هي ضمن نظام مدارس وثانويات تابعة للمؤسسة العسكرية التي تدير 146 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد مخصصة لأولاد العسكريين ومدنيين. وقال الجنرال المتقاعد في الجيش المحلل الأمني طلعت مسعود إن الهجوم هدفه «إضعاف عزيمة الجيش.. إنه تكتيكي واستراتيجي».

Email