الرئيس الأوكراني يعلن 21 نوفمبر يوماً لـ «الكرامة»

المحتجون غير نادمين ومتفائلون بالمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بعد مــرور عام واحتلال وغزو أجنبي دامٍ، لا يزال محتــــجو ساحة الميدان غير نادمين على تحركهم الذي غير أوكرانيا وشكل أزمة في العالم، ويصرون على إعادة الكرة لو تطلب الأمر ذلك. وعندما عرض صــديق لايغور روماننكو عليه التوجه في 21 نوفمبر للمشاركة في تجمع في ساحة الميدان (الاستقلال)، لم يكن ليخــطر له أنه سيشهد ولادة حركة تاريخية.

بالطبع سأعود

ففي ذلك المساء، كان روماننكو، وهو مخرج سينمائي، مستاء لقرار النظام برئاسة فيكتور يانوكوفيتش العدول عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي لصالح تقارب مع روسيا. وعلى غرار مئات الأشخاص الذين تجمعوا بشكل عفوي، فإن روماننكو (48 عاماً)، كان يفــكر في «الثورة البرتقالية» ويتــــوقع رد فعل من قبل السلطة.

إلا أن ما حصل فاق تصوره. وقال روماننكو: «لو قال لي أحد أن يانوكوفيتش سيغادر البلاد بعدها بأربعة أشهر لما كنت صدقت». وأكد روماننكو: «بالطبع سأعود. وكما من الخطأ القول إن اغتيال فرنسوا فرديناند أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، ليس من الدقيق القول إن التحرك في الميدان كان وراء الحرب (في شرقي البلاد). إنها ذريعة تستخدمها روسيا للانتقال إلى موقع هجومي».

تسلسل وتداعيات

وفي غضون عام، شهدت أوكرانيا تسلسلاً مفاجئاً للأحداث. وبعد الثورة، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ثم اندلع نزاع أوقع أكثر من 4100 قتيل في شرقي البلاد، الذي بات تحت سيطرة انفصاليين. وتوسع نطاق تحرك «الميدان» بسرعة. وأتت محاولات الشرطة لتفريق المتظاهرين بالهراوات والغاز المسيل للدموع بنتيجة عكسية، فقد ازداد عدد الحشود، وبات الناشطون في خيم.

وبدا أن مطالبهم بالتغيير تتحقق عندما فر يانوكوفيتش في فبراير إلى روسيا، بعد مقتل أكثر من مئة شخص، لكن من دون أن يحبط ذلك من عزيمة المتظاهرين. وفي أواخر فبراير، احتل طلائع الجــــنود الروسي شـــبه جزيرة القرم التي أعــلنت موسكو ضمها بعد ثلاثة أســـابيع، إثر استفتاء مثير للجدل. وفي أبريل، أطلقت كييف عملية لمكافحة الإرهاب ضد المتمردين في شرقي البلاد، الذين يدعمهم الكرملين.

وأدى النزاع إلى أسوأ أزمة بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. وفي ساحة الاستقلال، زالت الخيم وحلت محلها صور لضحايا الاحتجاجات، ولافتات تدعو إلى دعم الجيش الذي يقاتل الانفصاليين الموالين لموسكو. وأعلن الرئيس بترو بوروشنكو يوم 21 نوفمبر يوماً لـ «الكرامة».

الوضع تحسن

وتهز ليزا تاتارينوفا، وهي أيضاً من المحتجين في ساحة الميدان رأسها عندما تسترجع كل الأحداث التي شهدتها. وقالت تاتارينوفا: «من جهة، لدي انطباع بأن حياة بكاملها مرت. من جهة أخرى، الحياة اليوم حافلة، إلى درجة أنه من الصعب استيعاب أن عاماً بكامله انقضى». وأضافت: «كل هذه الأحداث وهذا الألم وهذا الفرح، وكأنها حصلت في غمضة عين».

واعتبرت أن النظام السابق كان «فاسداً»، ومع أن الوضع الاقتصادي تدهور بشكل ملحوظ، إلا أن تحرك الميدان أحدث تغييراً في أوكرانيا إلى الأحسن. وقالت: «نتفهم أن الوضع الاقتصادي تدهور، وأن حالنا أسوأ من السابق، لكن إذا تحدثنا عن البلاد بشكل عام، فإننا لا نتحدث عن تحسين، بل عن إعادة تأسيس».

21 نوفمبر

مع أن اتفاق الشراكة تم توقيعه مع الاتحاد الأوروبي، فإن الناشطين يعتبرون أن تغيير النظام ومكافحة الفساد تعطلا بسبب الحرب. وقال مصطفى نعيم، وهو صحافي معارض كان من الناشطين في التحرك، وبات نائباً الآن، إن يوم 21 نوفمبر «ليس يوماً للاحتفال بالنسبة لي، فالعمل في الميدان لم ينته، والتاريخ يستمر».

شاهد الجرافيك

Email