أوكرانيا تنتخب برلمانها اليوم وسط أزمة سياسية واقتصادية حادة

أطفال يلعبون فوق مدرعة عسكرية في كييف أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تحبس أوكرانيا أنفاسها قبل الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة اليوم الأحد والتي يسعى عبرها الموالون للغرب إلى تعزيز سلطتهم في أوج أزمة مع روسيا في الشرق الانفصالي، لكنهم يجمعون على أنها تأتي في واقع صعب غير مسبوق، تواجه فيه البلاد أشباح التقسيم، والحرب مع روسيا، والانهيار الاقتصادي.

ومهمة الانتخابات التشريعية هي اختيار 424 نائباً يشكلون أعضاء البرلمان (الرادا) في ظروف أزمة سياسية واقتصادية حادة، حيث فقدت أوكرانيا السيطرة على جزء من أراضيها في شرق البلاد، وأدى النزاع المسلح إلى توقف الصناعة في منطقة دونباس ونفاد الموارد المالية، علاوة على أن ممثلي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك (المعلنتين من طرف واحد) أعلنوا مراراً أن الانتخابات المذكورة لن تجري في أقاليمهم.

وسيشارك في الانتخابات 29 حزباً سياسياً، بينها كتلة الرئيس بيترو بوروشينكو و«الجبهة الشعبية» بقيادة رئيس الوزراء أرسيني ياتسنيوك ورئيس البرلمان ألكسندر تورتشينوف، و«الحزب الراديكالي» بقيادة أوليغ لياشكو، إضافة إلى حزب «باتكيفشينا» بقيادة يوليا تيموشينكو، وكذلك الحزب الشيوعي وأحزاب أخرى.

شغور 27 منصباً

وفي الإجمال، لن يستطيع حوالي خمسة ملايين ناخب من أصل 26 مليوناً، الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد في القرم التي ضمتها روسيا في مارس وفي المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في حوض دونباس. وسيبقى 27 من 450 مقعداً في البرلمان الاوكراني شاغرة.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي سيشارك 60 – 70 في المئة من 36.2 مليون ناخب في الاقتراع وينتظر أن تكون المشاركة عالية في المناطق الغربية ومنخفضة في الشرق.

وبوروشنكو الذي انتخب في مايو الماضي منذ الدورة الاولى خلفاً لفيكتور يانوكوفيتش الذي هرب إلى روسيا بعد مقتل متظاهرين في ساحة الميدان في كييف، يبدو الأوفر حظاً بحصوله على حوالي 30 في المئة من الاصوات في استطلاعات الرأي.

تحالفات مرتقبة

وقد يضطر على الأرجح للتحالف مع واحد أو أكثر من الاحزاب السياسية المؤيدة للغرب والتي سيتقدم عليها حزبه، ويؤيد بعضها شن هجوم حاسم على الانفصاليين المدعومين من القوات النظامية الروسية، كما تقول كييف وحلف شمال الأطلسي.

وتراجع الحلفاء السابقون ليانوكوفيتش الذين تصدروا الانتخابات التشريعية في 2012، ومن المتوقع ألا يفوزوا إلا بتمثيل ضعيف. وقد يختفي الشيوعيون من المجلس.

ومن المتوقع أن تتجسد الأكثرية الكبيرة المنتظرة المؤيدة للغرب، والتي تشكل سابقة منذ استقلال هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، بوصول شبان يمثلون المجتمع المدني شاركوا في تظاهرات الميدان، ومقاتلين عادوا من الجبهة.

إصلاحات جديدة

ومن المفترض أن يقر البرلمان الجديد اصلاحات جذرية ترمي إلى إخراج أوكرانيا من ركود عميق زاد من خطورته النزاع في الشرق الصناعي، والتصدي للفساد المزمن، وتقريبها من الاتحاد الأوروبي الذي وقعت معه في الفترة الأخيرة اتفاقاً للتبادل الحر رفضه يانوكوفيتش العام الماضي.

وقال يوري لوتسينكو، أحد حلفاء الرئيس بوروشنكو، في مناظرة تلفزيونية إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخل عن مشاريعه للاستيلاء على كييف وعلى كامل أوكرانيا». وأضاف أن الإصلاحات المؤيدة لأوروبا مميتة، في نظره.

Email