إقبال كثيف على التصويت ومؤيدو الوحدة يتقدمون.. والنتيجة اليوم

معركة إسكتلندية لتحديد المصير سلاحها «نعم» و«لا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تهافت الناخبون الاسكتلنديون أمس من غلاسكو الى ادنبره للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء التاريخي الذي سيحدد بقاء أو نهاية أكثر من 300 عام من اتحاد اسكتلندا مع باقي المملكة المتحدة، وقيام دولة جديدة في اوروبا، وسط مؤشرات على تقدم مؤيدي الوحدة ورافضي الاستقلال عن تاج الملكة إليزابيث، حيث ستحسم النتيجة صباح اليوم الجمعة.

وفتحت مكاتب الاقتراع الـ 2600 في جميع انحاء اسكتلندا ابوابها صباحا وحتى منتصف الليلة قبل الماضية، على ان تصدر النتائج الاولية صباح اليوم.

ودعي حوالى 4,29 ملايين ناخب، بينهم 600 الف سبق وأدلوا بأصواتهم عبر البريد، الى صناديق الاقتراع، حيث رجحت مصادر محلية أن يشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كثيفة بمستوى 80 في المئة، وسط مؤشرات على تقدم الرافضين للانفصال، وأجواء احتفالية من قبل المؤيدين للاستقلال.

وكان الوزير الأول الاسكتلندي اليكس سالموند، الذي قاد الحملة من أجل الاستقلال، بين أول الناخبين حيث ادلى بصوته في قرية ستريشن في ابردينشاير شمال شرق البلاد. وأدلى كذلك رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، الذي لعب دورا رئيسيا في الحملة المنادية بالاتحاد، بصوته في نورث كوينسفيري بالقرب من ادنبره.

استطلاعات رأي

وبعدما تقدم المعارضون للاستقلال بفارق كبير في نوايا التصويت خلال الاسابيع الاخيرة، عادت المنافسة واشتدت مع تقدم المؤيدين الذين شنوا حملة مكثفة ووسعوا ظهورهم العلني.

الا ان استطلاعات الرأي الاخيرة اشارت الى تقدم طفيف لمؤيدي بقاء اسكتلندا في المملكة المتحدة، لكن نسبة المترددين لا تزال كبيرة ويمكن ان ترجح الكفة.

وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه قبل ساعات من الاستفتاء أن 52 في المئة من الاسكتلنديين يؤيدون البقاء ضمن المملكة المتحدة، مقابل تأييد 48 في المئة الانفصال.

آراء مصوّتين

وفي ادنبره، وصلت شارلوت فاريش قبل عشر دقائق من فتح مكتب التصويت وقد حرصت المرأة البالغة من العمر 34 عاما على الادلاء بصوتها قبل ان تقود ولديها الى المدرسة وتتوجه بعد ذلك الى عملها.

وقالت فاريش، التي تعارض الاستقلال، انه «يوم مهم والقرار الذي سنتخذه سيلزمنا الى الابد»، مضيفة: «احب بلادي ولا اريد ان يفسدوها».

من جهتها، قالت ساره رويل (36 عاما) التي ادلت بصوتها لصالح الاستقلال: «صوتت بنعم لانني اعتقد انه من المفترض ان يكون بوسع اسكتلندا ان تتخذ بنفسها القرارات المتعلقة بها».

وقال سالموند، في رسالة مفتوحة نشرتها الصحف أول من أمس، «دعونا نصنع» الاستقلال.

وفي غلاسكو، اعلن رئيس حملة رفض الاستقلال وزير المالية البريطاني اليستير دارلينغ في تحذير الى المترددين ان «كانت تساوركم ادنى شكوك فلا تحولوها الى تصويت بنعم».

انفصال أم حكم ذاتي

وفي حال اختارت اسكتلندا الاستقلال، فإن ذلك سيضع حدا لتحالف يعود الى العام 1707. كما ان خيار الاسكتلنديين قد يقرر ايضا مصير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي وصف سيناريو الانفصال الاربعاء بانه «مأساة».

وفي المقابل، فان اليكس سالمود سيخرج منتصرا من الاقتراع مهما كانت نتيجته. ففي حال فوز الاستقلاليين سيطرح نفسه في موقع بطل الاستقلال، وفي حال البقاء ضمن الوحدة، فسوف يحصل على حكم ذاتي اوسع.

وكتبت صحيفة «ذي هيرالد» الاسكتلندية ملخصة الوضع ان اسكتلندا «لن تعود ابدا كما كانت سواء كانت النتيجة نعم ام لا».

وتمثل اسكتلندا 8.3 في المئة من سكان المملكة المتحدة وثلث مساحتها و9,2 في المئة من اجمالي ناتجها الداخلي. وبالتالي فإن اقلية ستقرر مستقبل الاتحاد الذي يضم انجلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية.

Email