موسكو تطالب بتحقيق دولي وتعلن أنها لن ترد على العقوبات بالمثل واتصالات مكثفة لأوباما

الأمم المتحدة: تحطم الطائرة الماليزية جريمة حرب

انفصاليون مسلحون في دونيتسك الأوكرانية يفتشون سيارة مدنية «رويترز»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاقمت تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية، لاسيما تداعيات إسقاط طائرة ماليزية في الشرق الأوكراني، حيث اعتبرت الأمم المتحدة أن تحطم الطائرة بمثابة «جريمة حرب».. فيما أعلنت روسيا أنها لن ترد على العقوبات بالمثل، وطالبت بتحقيق أممي في الحادث، في حين أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالات مكثفة بزعماء أوروبيين.

وأعلنت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان تحطم الطائرة الماليزية اثر اصابتها بصاروخ في منطقة خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا يمكن اعتباره «جريمة حرب». وصرحت بيلاي، في تقرير نشر أمس، ان «هذا الانتهاك للقانون الدولي يمكن اعتباره بالنظر الى الظروف جريمة حرب». وشددت بيلاي على ان «كل الجهود ستبذل لإحالة المسؤولين عن هذه المأساة.. أيا كانوا إلى القضاء».

انخفاض ضغط

بدوره، أعلن المجلس الوطني الاوكراني للأمن والدفاع أمس ان سبب تحطم الطائرة هو «انخفاض في الضغط» مرتبط بـ «انفجار قوي».

وفيما أقر المتمردون بخسارة السيطرة على جزء من المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة، ذكر مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أن الانفصاليين الموالين لروسيا أخضعوا المواطنين في شرق أوكرانيا لـ «سطوة التخويف والارهاب»، ما أسفر عن انهيار تام للقانون والنظام في المنطقة.

عقوبات يابانية وألمانية

وانعكست تطورات تلك الأزمة على موقف المجتمع الدولي من روسيا، حيث قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا إن بلاده ستجمد أصول المتورطين في زعزعة الاستقرار بشرق أوكرانيا.

وقال سوجا، في مؤتمر صحافي، «ستجمد اليابان أصول افراد وجماعات شاركت بشكل مباشر في ضم القرم وزعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا».

كذلك، تدرس الحكومة الألمانية إمكانية أن يشمل وقف توريد أسلحة إلى روسيا عقودا قديمة أيضا، كما أيدت الشركات الألمانية الكبرى فرض عقوبات مشددة على روسيا، موضحة أن مثل هذه الضغوط قد تساعد على حل الصراع في أوكرانيا، وان كان ذلك قد يعرض الاقتصاد الألماني واقتصاد الاتحاد الأوروبي لبعض الاضرار. وأجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالات مكثفة بزعماء ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا تمحورت حول الوضع في أوكرانيا.

تحقيق أممي

بدورها، طالبت روسيا بالتحقيق في سبب سقوط الطائرة تحت مظلة الأمم المتحدة، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف ان بلاده لن ترد العقوبات بالمثل، او تتصرف بـ «هستيرية» للرد على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على بلاده.

وأضاف لافروف: «لا نستعد للتحرك على أساس مبدأ العين بالعين والسن بالسن، نريد ان نتعامل مع الموقف بتفكير هادئ». وأوضح لافروف أنه يتعين بدء تحقيقات تحت مظلة الأمم المتحدة في أسرع وقت ممكن، وأضاف: «يتعين أن يتخذ مجلس الأمن قرارا بهذا الشأن».

تحذير روسي

وجدد لافروف تحذيره للولايات المتحدة من توريد أسلحة إلى القيادة الأوكرانية، قائلا إن «هذا الإجراء قد يسكب الزيت على النار، ويدفع إلى حل حربي غير قابل للتفاوض للنزاع».

وطالب لافروف واشنطن بتوضيح ما إذا كان هناك مستشارون عسكريون أميركيون في خدمة القيادة الأوكرانية. وقال: «سألت وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل ثلاثة أشهر ما إذا كانت الأنباء حول وجود نحو مئة خبير أميركي في مجلس الأمن الأوكراني صحيحة. لم أتلق إجابة حتى الآن، لكني أعتقد أنه لا يوجد دخان بدون نار».

1129

 نددت الامم المتحدة بقيام الجيش الاوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا باستخدام اسلحة ثقيلة في مناطق مأهولة، وذلك في تقرير اشار الى سقوط اكثر من 1100 قتيلا في المعارك شرق البلاد منذ أواسط إبريل. وصرحت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان «المعلومات حول التصعيد في حدة المعارك في منطقتي دونيتسك ولوغانسك تثير القلق، لأن الفريقين يستخدمان اسلحة ثقيلة». وأشار التقرير إلى أن «1129 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 3442 بجروح» منذ إطلاق كييف «عملية مكافحة الإرهاب». أ.ف.ب

Email