احتدام المعارك في موقع سقوط الطائرة الماليزية

روسيا تهمّش الانفصاليين شرقي أوكرانيا

مقاتل من الانفصاليين في وضع قتالي خلال اشتباكات شرقي أوكرانيا أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتدمت المعارك أمس بالقرب من موقع تحطم الطائرة الماليزية شرقي أوكرانيا، ما أرغم رجال الشرطة الهولنديين والأستراليين على عدم التوجه إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين، فيما تتكشف شيئاً فشيئاً فصول من سياسة روسيا تقوم على تهميش الانفصاليين مقابل دعم عناصر روسية، تعمل شرقي أوكرانيا على تقلد المناصب الرفيعة في «الجمهوريات» الجديدة.

وتردد دوي قصف مدفعي على بعد كيلومتر من موقع تحطم الطائرة الماليزية شرقي أوكرانيا، وشوهدت أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد منه، كما أورد مصور لوكالة «فرانس برس»، قال إنه رأى أناساً يفرون. وجرى إخلاء نقطة تفتيش للمتمردين بالقرب من المكان.

وكان 30 خبير طب شرعي هولندياً ورجال شرطة غير مسلحين من هولندا وأستراليا يستعدون للتوجه إلى الموقع، إلا أنهم عدلوا عن ذلك لأسباب أمنية.

وقتل 13 مدنياً، بينهم طفلان، في معارك في غورليفكا، أحد معاقل الانفصاليين شمال دونيتسك (شرق)، كما أعلنت الإدارة الإقليمية في بيان.

من جهة أخرى، تتكشف سياسة روسية جديدة شرقي أوكرانيا، تقوم على دعم تقلد حملة الجنسية الروسية للمناصب العليا، واستبعاد وتهميش الانفصاليين الأوكرانيين.

وعندما استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على أراضٍ في شرقي أوكرانيا مطلع الشهر الجاري، سافر الزعيم الانفصالي ألكسندر بوروداي، وهو روسي الجنسية، إلى موسكو لإجراء مشاورات سياسية.

وبعد محادثات وصفها بأنها ناجحة مع أشخاص مجهولين، عاد بوروداي إلى معقل المتمردين في دونيتسك، لتقديم شخصية كبيرة جديدة في الجمهورية التي أعلنها من جانب واحد، وهو رفيق محنك له في الحركة الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا، وخاض حرباً بين روسيا وجورجيا.

وعين بوروداي رفيقه فلاديمير أنتيوفييف في منصب نائب رئيس الوزراء، لينضم إلى عدد من الروس الذين تولوا المناصب في تمرد الانفصاليين في المناطق الأوكرانية الشرقية.

وإلى جانب بوروداي وقائد المتمردين إيجور ستريلكوف، يؤكد وصول أنتيوفييف تغيراً في قيادة الحركة الانفصالية.

وحل أنتيوفييف محل ألكسندر خوداكوفسكي، وهو من مواليد دونيتسك، في منصب أكبر مسؤول أمني في جمهورية دونيتسك الشعبية. وأقيل دينيس بوشيلين، وهو ابن آخر من أبناء دونيتسك من منصب رئيس الجمهورية. ومن مكتبه الجديد بمقر الانفصاليين في دونيتسك، قال أنتيوفييف المولود في سيبيريا، إنه جاء إلى أوكرانيا لأن الروس يقتلون على يد قوات ترسلها كييف.

ولا يزال خوداكوفسكي قائداً كبيراً، لكنه أصبح يتبع نهجاً أكثر استقلالية، وقال لوكالة «رويترز» إن الانفصاليين يملكون نظام الصواريخ المضادة للطائرات الذي تقول واشنطن إنه أسقط الطائرة الماليزية، وتسبب في مقتل 298 شخصاً.

وتمت تنحية قادة المتمردين الأوكرانيين جانباً، ما سبب صدوعاً بين الانفصاليين القلقين على نحو متزايد، منذ إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية فوق أراضٍ يسيطرون عليها قبل أسبوع.

وقال مسؤول أوكراني في ميناء ماريوبول الجنوبي المطل على بحر آزوف الذي استعادت كييف السيطرة عليه الشهر الماضي، إن الروس يحكمون قبضتهم على الحركة الانفصالية برمتها، ويهمشون أو يقصون أبناء شرقي أوكرانيا.

ويقول ستريلكوف إنه كان برتبة كولونيل في جهاز الأمن الروسي (إف.إس.بي)، لكنه استقال في مارس الماضي، وإنه اكتسب خبرة قتالية في ترانسنيستريا، وفي حرب البوسنة والشيشان.

وترك ستريلكوف منزله في إحدى ضواحي موسكو في فبراير، وسافر إلى القرم، حيث احتل البرلمان الإقليمي برفقة مقاتلين آخرين بعد وقت قصير من ضم روسيا للمنطقة.

Email