هولاند يطلق العملية العسكرية "برخان" من أنجامينا

فرنسا نحو استعادة دورها في أفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بلقائه الرئيس التشادي في العاصمة أنجامينا السبت الماضي، يكون الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قد أنهى جولته الإفريقية التي شملت كلاً من ساحل العاج والنيجر بالإضافة إلى تشاد، حيث أطلق العملية العسكرية الفرنسية الجديدة »برخان«، والتي ستنطلق مع مطلع الشهر المقبل، والتي تهدف إلى مواجهة المتشددين وخطر الإرهاب الذي يهدد القارة السمراء في دول عدة منها ما يجري في نيجيريا من أعمال عنف تقف وراءها جماعة »بوكوحرام« أو في مالي أو انتشار السلاح وتجارة المخدرات في جنوب ليبيا أو ما يحدث في إفريقيا الوسطى، في وقت تحدثت تقارير إعلامية فرنسية أن زيارة هولاند إلى القارة السمراء هدفها إعادة تنظيم الجيش الفرنسي واستعادة باريس لدورها القيادي في هذه القارة، خصوصاً في ظل الأحداث التي يشهدها العالم سواء في الوطن العربي أو خارجه.

عملية "برخان"

ونقلت صحيفة »لوفيجارو« تصريحات هولاند خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره التشادي إدريس ديبي، إذ أعلن عن إطلاق عملية عسكرية باسم »برخان« أو »الكثبان الرملية« تضم 3000 جندي فرنسي وستكون مجهزة بـست طائرات مقاتلة وعشر طائرات نقل وثلاث طائرات من دون طيار و20 مروحية و200 مدرعة وسيكون مركز قيادتها العاصمة التشادية، مشيرة إلى أن هذه العملية سيبدأ تنفيذها اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل.

وأوضحت الصحيفة ذاتها أن هولاند أراد أن يقف بنفسه على مدى استعداد القوة الجديدة التي لا تخرج عن نطاق الدمج مع عملة »سيرفال« في مالي و»إيبيرفيه« و»سابر« المنتشرة في تشاد وبوركينا فاسو، فيما أكد الرئيس الفرنسي أن اختياره أنجامينا كمركز للعملية الجديدة جاء نظراً لموقع تشاد التي تعتبر بوابة يستغلها الجهاديون والمتشددون على اعتبار أن لها حدوداً مع كل من نيجيريا، حيث الإرهاب والقتل الذي تمارسه جماعة »بوكوحرام«، أو مع ليبيا التي تعاني من انتشار المليشيات والأسلحة والتجارة غير شرعية على طول حدودها الجنوبية والنيجر وإفريقيا الوسطى، حيث العنف الدائر.

وفي إطار الشراكة مع خمس دول في المنطقة هي موريتانيا ومالي وبوركينافاسو والنيجر وتشاد، سيتم تمديد عمل القوات الفرنسية لمكافحة الحركات الجهادية على طول الساحل.

ويبدو أن باريس ومن خلال عملية »برخان« أعادت توزيع وتنظيم جيشها في خمسة بلدان في شمال غرب إفريقيا خضعت للاستعمار الفرنسي في السابق، كجزء من محاربة الإرهاب في المنطقة من جهة، وتأكيداً لدورها وأحقيتها في »التدخل« في هذه الدول على اعتبار أنها مستعمراتها.

تهديد مباشر

بدوره، أوضح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن عملية »الكثبان الهلالية« تأتي من أجل التفاعل اللازم مع أي نشاط إرهابي في المنطقة، مشدداً على أن الوجود العسكري الفرنسي سيكون دائماً اعتباراً لما بات يشكله الإرهاب من تهديد مباشر للدول ولمصالح فرنسا.

وأضاف أن »الهدف هو منع ما أسميه الطريق السريع الذي تسلكه عصابات الجريمة المنظمة والتنظيمات المتطرفة حتى لا تنتقل من ليبيا إلى المحيط الأطلسي، الأمر الذي سيشكل خطراً حقيقياً على أمن فرنسا«، معتبراً أن أمن فرنسا بات على المحك، فالهدف الرئيسي من عملية »الكثبان الرملية« هو مواجهة خطر الإرهاب الذي بات يتهدد النصف الشمال للقارة الإفريقية من الصومال إلى منطقة الساحل ليجد له منفذاً على المحيط الأطلسي، وتابع: »الآن هناك قلق بالنسبة لنا وبالنسبة لدول المنطقة من تزايد خطر الإرهاب لأن هناك دائماً خطراً رئيسياً لتزايد أعداد الجهاديين في المنطقة، وهذا الخطر يمتد من القرن الإفريقي إلى غينيا بيساو«.

عملية سيرفال

 

انطلقت العملية العسكرية »سيرفال« في يناير من العام الماضي وشاركت فيها جيوش إفريقية بقيادة فرنسا، حيث تم طرد التنظيمات الإرهابية من شمال مالي وتدمير القواعد ومخازن السلاح التي استولى عليها الإرهابيون من الثكنات العسكرية في ليبيا بعد انهيار نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

Email