بروفايل

جوكوي «مرشح القطيعة» يهزم جنرال أندونيسيا السابق

جوكو ويدودو

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن اندونيسيا، أكبر بلد مسلم في العالم، تستعد لحقبة جديدة باستقبال رئيسها الفائز بالانتخابات جوكو ويدودو الملقب بـ «جوكوي»، حديث العهد في الساحة السياسية الذي يشبهه البعض بالرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي يتمتع بشعبية كبيرة واكتسب شهرة واسعة بعد أن كان مجهولا تماما أمام العالم.

ابن النجار، الذي نشأ في كوخ من قصب الخيزران في ضواحي مدينة سولو، عمل كبائع أثاث قبل أن ينشئ شركته الخاصة، ودخل المعترك السياسي في العام 2005 عندما انتخب رئيسا لبلدية سولو. حقق فوزا ساحقا في العام 2010 بإعادة انتخابه بحصوله على 91 في المئة من أصوات الناخبين.

تغييرات

وأحدث جوكوي تغييرات كبيرة في المدينة من خلال اصلاحات، إلى حد وصف سكانها له بأنه «رجل عادي لكن لديه مواهب غير عادية ورائعة».

وفي 2012، تم تعيين جوكوي المعروف بتواضعه رغم شخصيته القوية حاكما على جاكرتا، العاصمة التي تضم عشرة ملايين نسمة، ولاقت الاصلاحات التي بدأها في سولو وأتمها هناك تأييد سكان المدينة.

ورغم الآمال التي أثارها جوكوي «مرشح القطيعة» في الانتخابات ببروز شكل جديد لحكام هذا البلد، الذي تسيّر أموره نخبة تعود الى عهد الدكتاتور سوهارتو، إلا أن منتقديه يأخذون عليه قلة خبرته في السياسة الوطنية والعلاقات الدولية.

مثير للجدل

أما خصمه برابويو سوبيانتو الجنرال السابق القومي، والمنحدر من عائلة ميسورة، والذي أصبح مثيرا للجدل بعد انضمامه إلى الجيش وتنفيذه عدة أعمال في عهد الدكتاتور سوهارتو (1967-1989) لا زالت محط خلاف الإندونيسيين، لاسيما بعد أن أصبح رجل أعمال ثريا، وعاد إلى السياسة في العام 2009.

ورغم إقرار سوبيانتو، صاحب القبعة السوداء، بأنه امر بخطف ناشطين ديموقراطيين في نهاية عهد سوهارتو، وبينما تتهمه منظمات غير حكومية ايضا بأنه انتهك حقوق الانسان في تيمور الشرقية، وفيما نسب اليه الانقلاب الفاشل بعد اطاحة صهره سوهارتو (الذي اسقط في 1998 وتوفي في 2008)، إلا أنه منذ بداية الاستحقاق عرف أن حظوظه في الفوز أقل من خصمه، لذا استبق نتائج الانتخابات بإعلانه الانسحاب واتهام القائمين عليها بالتزوير.

واستند الجنرال السابق في تطلعاته لمستقبل بلاده إلى ماضيه العسكري، معلنا أنها بحاجة الى صاحب قبضة حديدية، متهما منافسه بأنه «دمية» بين أيدي رأسماليين في الخارج.

تساؤل

ويبقى التساؤل ما إذا كان قائد القوات الخاصة السابق، الذي يتمتع بسجل غامض في مجال حقوق الإنسان، لا يزال لديه النفوذ السياسي الكافي ليحاول التأثير على الوجهة التي سيسلكها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.

ماء الوجه

تبدو عملية الطعن في نتائج الانتخابات التي يعتزم برابويو سوبيانتو اتخاذها، وكأنها خطوة لانقاذ ماء الوجه إذ يرى القليل أنها ليس أمامها أي فرصة لتغيير النتيجة الرسمية للانتخابات التي جاءت بجيل جديد من السياسيين على حساب أعضاء في النخبة العسكرية والسياسية التي سيطرت تقليديا على مقاليد الحكم في إندونيسيا. رويترز

Email