الشرطة التركية تدهم بشكل متزامن 22 مدينة ومئات المنازل

أردوغان يستعد للانتخابات باعتقال مسؤولين كبار

الرئيس السابق لقسم مكافحة الإرهاب في شرطة اسطنبول خلال اعتقاله أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

اتسعت دائرة ملاحقات معارضي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تمهيداً لخوضه الانتخابات الرئاسية، باعتقال عشرات كبار الضباط في الشرطة بتهم فساد واستغلال نفوذ، خلال عمليات دهم واسعة طالت 22 مدينة ومئات المنازل في وقت متزامن.

وأوقفت السلطات التركية أمس 55 مسؤولاً كبيراً في الشرطة في تحقيق جنائي بشأن قضية فساد واستغلال مناصبهم، والضلوع في أنشطة تجسس وتنصت غير قانونية خلال تحقيق فساد طال المقربين من أردوغان، فيما وصف بأنه تحرك جديد ضد حركة حليف أردوغان السابق فتح الله غولن.

وأوقف 40 مسؤولاً حالياً وسابقاً في اسطنبول، بما في ذلك الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في شرطة اسطنبول عمر كوسى. كما اعتقل 15 آخرون في أماكن أخرى.

وذكرت القناة الإخبارية أنه جرى احتجاز 76 ضابطاً على الأقل في 22 إقليماً في تركيا للاشتباه في تشكيل منظمة إجرامية والتنصت على الهواتف دون سند قانوني.

وذكرت وسائل إعلامية أخرى أن معظم المعتقلين شغلوا مناصب رفيعة خلال تحقيق فساد في العام الماضي أدى لرحيل أربعة من الوزراء واعتقال رجال أعمال بارزين مقربين من أردوغان. فيما رفضت الشرطة في اسطنبول التعليق.

ودهمت الشرطة في اسطنبول وحدها قرابة 200 منزل في وقت مبكر أمس. وأظهرت لقطات التلفزيون مسؤولي الشرطة بينما يتم اقتيادهم وأيديهم مكبلة.

وأوردت صحيفة حرييت على موقعها أن عمليات مداهمة واسعة متزامنة تمت في 22 مدينة في مختلف أنحاء تركيا.

ويتهم المشتبه بهم بالتجسس والتنصت بشكل غير قانوني وتزوير وثائق رسمية وانتهاك السرية وتلفيق أدلة وانتهاك سرية التحقيق، بحسب وسائل الإعلام التركية.

وكان أردوغان اتهم أنصار حركة غولن بالتدخل في شؤون الشرطة والقضاء وبالتآمر لتدبير فضيحة فساد من أجل إطاحة حكومته قبل الانتخابات المحلية في مارس.

وحقق حزب العدالة والتنمية الحاكم فوزاً كاسحاً في تلك الانتخابات وبات رئيسه أردوغان مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقررة في العاشر من أغسطس.

في موازاة ذلك، أعرب أردوغان، خلال لقاء تلفزيوني الليلة قبل الماضية، عن رغبته في تحويل تركيا إلى النظام الرئاسي، في حال توليه الرئاسة.

وأوضح أردوغان أن اتخاذ حزب العدالة والتنمية موقفاً بشأن التحول إلى النظام الرئاسي سيكون بيد قيادة الحزب وآلية اتخاذ القرار به، مشيراً إلى أنه في حال توليه رئاسة تركيا لن يظل رئيساً لحزب العدالة والتنمية، وبالتالي لا يعرف إن كانت قيادة الحزب ستشاركه الرأي فيما يتعلق بالتحول للنظام الرئاسي.

وأضاف أردوغان أنه في حال لم يكن من الممكن التحول إلى النظام الرئاسي، يمكن التحول إلى النظام شبه الرئاسي، معبراً عن اعتقاده بأن تحول تركيا إلى أي من هذين النظامين، سيكسبها الكثير من المميزات.

وقال أردوغان إنه سيفعل ما بوسعه في حال توليه الرئاسة ليحول الجيش التركي إلى جيش محترف.

وفيما يتعلق بعلاقة أردوغان وحزب العدالة والتنمية مع الأكراد في تركيا، قال رئيس الوزراء التركي إن «الأكراد يفهمون الخطوات التي اتُخذت في عهد العدالة والتنمية لحل مشاكلهم، إلا أن عدداً من الكتاب لم يتمكنوا من فهم تلك الخطوات».

وتابع أردوغان قائلاً: «أشقائي الأكراد يحبونني ويحبون حزبي. إن المحبة التي يحملونها لنا مختلفة لأننا اهتممنا بمشاكلهم».

نفي

نفت وزارة الداخلية التركية في بيان تطاول وزير الداخلية إفكان آلا، خلال حفل سحور نظمه شباب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وأضاف البيان أن ما قاله الوزير «دار حول التطورات السياسية في تركيا والحصول على الحريات الدينية والتأكيد على مبدأ التواضع الذي يوليه الدين الإسلامي أهمية كبرى». ونسب إلى آلا قوله إن «النبي أصابه الغرور عند فتح مكة، وإن الله حذره ونحن سنعيد فتح مكة من جديد». اسطنبول - الأناضول

Email