سلسلة عقوبات مرتقبة تشمل حظر بيع أسلحة وتطال مقربين من الرئيس الروسي

كاميرون يلوّح بتجميد أموال بوتين في بريطانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

(جرافيك)

في تطور لافت لتداعيات إسقاط طائرة ماليزية فوق الأراضي الأوكرانية، هدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بفرض عقوبات على روسيا تطال الرئيس فلاديمير بوتين شخصياً والشخصيات المقربة منه، تشمل تجميد أموال وحظر مبيعات أسلحة.

وبحسب صحيفة »ميل أونلاين« البريطانية، تشمل تلك العقوبات حظرا على نطاق الاتحاد الأوروبي على مبيعات الأسلحة إلى روسيا إلى جانب إمكانية فرض قيود على قدرة شركات الطاقة الروسية على جمع الأموال في أوروبا.

وذكرت الصحيفة أن كاميرون اتصل بالكرملين لثلاثة أيام متتالية في محاولة يائسة للتحدث للرئيس الروسي دون جدوى، إلا أنه نجح في نهاية المطاف في التحدث إليه، وحذره من إمكانية تجميد أصول مليارات تعود لشخصيات روسية مقربة من الرئيس بوتين ما لم تتعاون روسيا مع التحقيق في حادثة إسقاط طائرة الرحلة »ام اتش 17« التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي تحطمت في شرق اوكرانيا الأسبوع الماضي، والذي توجه أصابع الاتهام فيه إلى روسيا والمتمردين الموالين لها في أوكرانيا.

غضب واتهامات

وأضافت »ميل أونلاين« أن رئيس الوزراء البريطاني قام بالتنفيس عن غضبه في مكالمة أجراها مع الرئيس الروسي لنحو 30 دقيقة، وهو أول اتصال مباشر بينهما منذ أن أسقطت الطائرة الماليزية.

ضرر اقتصادي

واتهم كاميرون بوتين بأنه ساهم في المأساة المروعة، وحضه على »تغيير المسار« من خلال دعوته له بكبح جماح الانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، متهما إياه ايضا بانه كان وراء الفظائع التي أسفرت عن مقتل عشرة بريطانيين كانوا على متن الطائرة.. فيما قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن العقوبات اتسعت لتشمل مقربين من بوتين.

واعترف هاموند بأن مستوى العقوبات التي يجري النظر فيها قد تضر لندن، حيث تصل استثمارات الأثرياء الروس نحو 27 مليار جنيه إسترليني، قائلا إنه على البلدان الأخرى تقاسم هذا الألم، إلا أن بريطانيا قادرة على إلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي.

كما قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ إنه من المحتمل أن تواجه روسيا عقوبات أقسى من جانب الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، رفض مكتب رئيس الوزراء »10 داونينغ ستريت« توضيح أسماء الأفراد المستهدفين في تلك العقوبات، وقلل من التكهنات التي تحدثت عن أنها قد تطال مليارات بوتين، وإن كان مستهدفا شخصيا بتلك العقوبات في هذه المرحلة، وبشكل واضح.

عقوبات أوروبية

وتضغط بريطانيا الآن من أجل أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مجموعة من الشخصيات المحسوبة على الرئيس الروسي من أنصاره الأثرياء، وخاصة أن بعضهم »استخدم لندن كملعب لهم«.

كما تدفع المملكة المتحدة وأستراليا باتجاه استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي بمنح المحققين إمكانية الوصول الفوري إلى حطام الطائرة الماليزية. كذلك، ذكر منسق الحكومة الألمانية للشؤون الروسية جيرنوت إرلر أن تشديد الاتحاد الأوروبي لعقوباته ضد روسيا وارد.. في حين قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ان »كل الخيارات السياسية والاقتصادية على الطاولة«.

بوتين ينفي

بالمقابل، نفى بوتين مسؤولية بلاده عن سقوط الطائرة الماليزية في أوكرانيا، محذرا من استغلال الحادث في أغراض سياسية.

وطالب بوتين الانفصاليين بالسماح لخبراء دوليين بالوصول لموقع الحادث.

وقال بوتين، بينما كان يرتدي سترة داكنة اللون ورباط عنق أسود، »ينبغي بذل قصارى الجهد لضمان أمن الخبراء الدوليين في موقع المأساة«.

ومن المقرر أن يجتمع بوتين اليوم مع مجلس الأمن الروسي لمناقشة القضايا الدفاعية وحماية سيادة الدولة.

 

تسليم تحقيق

إلى ذلك، تولت هولندا القيادة في التحقيق الخاص بالطائرة، حيث وصل فيه المحققون الهولنديون إلى موقع الحادث لتولي المسؤولية من نظرائهم الأوكرانيين.

وكما هو الحال مع القضية، فإن المسار القادم يظل غير واضح، مع اتهام الحكومة الاوكرانية والكثير من الغرب الانفصاليين الذين يسيطرون على المنطقة بعرقلة التحقيق. وقال رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك إن الضحايا سوف ينقلون جوا إلى امستردام لفحصهم في مؤسسة رئيسية للطب الشرعي. فيما أمر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الجيش بوقف فوري للعمليات القتالية حول المنطقة التي سقطت فيها الطائرة.

 

تغيير مسار

 

أظهرت بيانات المسارات الجوية أمس ان شركة الخطوط الجوية الماليزية عدلت مسار رحلتها من كوالالمبور الى لندن لتطير في الأجواء السورية بعد اغلاق مسارها المعتاد فوق اوكرانيا. ونشر موقع فلايت رادار 24 على حسابه على تويتر خريطة جوية ظهر فيها تعديل المسار. وتظهر بيانات الرحلات ان هذه الرحلة كانت تمر من قبل فوق شرق أوكرانيا.

Email