بروفايل

فيليب هاموند.. عصا المحافظين في دواليب الاتحاد الأوروبي

فيليب هاموند

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو ان مساعي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرافضة لانتخاب رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق جان كلود يونكر رئيسا للمفوضية الاوروبية، لم تقف عند حد التصريحات والتحذيرات من عواقب ذلك، بل انعكست على حزمة تعديلات حكومية تستبق الانتخابات المقررة مايو المقبل، شملت تعيين وزير الدفاع فيليب هاموند وزيرا للخارجية، خلفا لوليام هيغ الذي استقال لتزعم مجلس العموم البريطاني، بما يمهد لحشد معارضة أكبر للاتحاد الأوروبي.

ويأتي تعيين هاموند، المعروف بموقف أكثر تشددا تجاه أوروبا من سلفه هيغ، ليعكس توجها للمحافظين الى أقصى اليمين وتصلبا في الموقف تجاه الاتحاد الأوروبي، لاسيما بعد إعلانه في وقت سابق انه سيصوت على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ما لم يتم التوصل الى شروط عضوية افضل، في استفتاء وعد كاميرون بإجرائه في 2017 اذا ما اعيد انتخابه.

وزير الدفاع السابق فيليب هاموند، الذي يرفض رفضا قاطعا التدخل عسكريا في الأزمة العراقية باعتبارها شأنا داخليا، ويستبعد احتمال نشر قوات بريطانية في سوريا، والذي أبدى تعاطفا مع أوكرانيا في مواجهة روسيا في ابلاده الاقتصادية، ستنعكس آراؤه العسكرية حتما على مواقفه كوزير الخارجية، بما يتناغم مع سياسة كاميرون.

أما هيغ، الذي برز نجمه في حزب المحافظين عندما كان في السادسة عشرة من عمره عندما القى خطابا حماسيا امام مؤتمر المحافظين في 1977، صفقت له بحرارة زعيم المعارضة آنذاك مارغريت تاتشر، فسيبقى النائب السياسي لكاميرون، وسيلعب دورا رئيسيا في الحملة الانتخابية، وتبدو استقالته مجرد إجراء تكتيكي لكسب معركة كاميرون الموسعة.

ومن المتوقع ان تمهد التعديلات الحكومية، التي جاءت اكبر من المتوقع، وشملت نحو 12 من اعضاء الحكومة وأخرجت العديد من الوزراء المخضرمين، ووصفتها المعارضة بأنها «حمام دم» و«مجزرة» بحق المعتدلين، الطريق أمام سياسيين أصغر سنا وعددا اكبر من النساء، وهي أول خطوة ضمن حملة كاميرون لإعادة انتخابه تحت ضغوط من حزب الاستقلال البريطاني الصاعد والمتشكك باليورو.

Email