نزع سلاح الميليشيات وتسليم دور الوساطة إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا

قمة جنيف تفضي لاتفاق تهدئة في أوكرانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

(جرافيك)

انتهت القمة الرباعية التي جمعت في جنيف أمس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وأوكرانيا باتفاق على التهدئة يتضمن دعوة الجماعات المسلحة غير الشرعية لنزع سلاحها وإعادة المباني المحتلة، وتسليم دور الوساطة إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، على الرغم من توترات سبقت الاجتماع تمثلت في منع كييف الذكور الروس من دخول أوكرانيا ومقتل 3 مسلحين باشتباكات في الشرق.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بيان مشترك امس عقب اختتام اجتماعه بنظيريه الأميركي جون كيري والأوكراني اندريه داشيتسا فضلاً عن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في جنيف ان «الأطراف الأربعة اتفقت على دعوة الجماعات المسلحة غير الشرعية لنزع سلاحها وإعادة المباني المحتلة».

وافاد لافروف ان المجتمعين «اتفقوا على تسليم دور الوساطة إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا»، داعياً الى «اللامركزية ومنح الأقاليم سلطات أوسع ومكانة أقوى للغة الروسية في أوكرانيا». كما دعا الى «البدء فوراً في حوار وطني واسع في أوكرانيا»، مضيفين ان «كل الأطراف اتفقت على اتخاذ خطوات لتهدئة التوتر في أوكرانيا بما في ذلك نبذ العنف».

موقف بوتين

إلى ذلك، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن جهود حلف شمال الأطلسي للتوسع لما هو أبعد من حدوده الشرقية كان سبباً «جزئياً» لضم شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسي. وقال بوتين في برنامج تلفزيوني روسي إن «موقع القرم على البحر الأسود له أهمية جيوسياسية وأحد أسباب اتخاذ خطوة ضم شبه جزيرة القرم كان لتجنب زيادة نفوذ حلف الأطلسي هناك». وأضاف ان «الولايات المتحدة رفضت توقيع وثائق ملزمة قانوناً تضمن أن ذلك لم يكن عزم الحلف».

وقال بوتين إن «ما حدث في أوكرانيا بعد قرار الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، تأجيل توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي هو انقلاب مسلح منافٍ للدستور».

وأضاف أن «كل الأحاديث عن يد موسكو في شرق أوكرانيا هي مجرد هراء»، رافضاً بشكل مطلق «وجود أي قوات روسية أو أجهزة خاصة أو خبراء في شرق أوكرانيا». وأشار إلى أن مواطني شرق أوكرانيا «يتحدثون بشأن إقامة نظام فيدرالي وسلطات كييف تتحدث عن اللامركزية»، مؤكداً أنه يجب توضيح مضمون هذه المصطلحات والجلوس وراء طاولة المفاوضات وإيجاد حل».

قيود أوكرانية

وبالتوازي، أعلنت هيئة حراسة الحدود الأوكرانية فرض قيود صارمة على دخول المواطنين الروس إلى أراضي البلاد اعتباراً من أمس. وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن قرار الهيئة يشمل الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 60 عاماً، إلى جانب النساء من مواطنات القرم ومدينة سيفاستوبول.

وأفادت أن هذا الإجراء تم اتخاذه: «بسبب ورود معلومات عن احتمال استفزازات حدودية وأعمال إرهاب». من جهتها، أعلنت شركة الخطوط الجوية الروسية «آيروفلوت» أنها تبلغت من السلطات الأوكرانية عن فرض قيود على رحلات جوية للمواطنين الروس إلى أوكرانيا. وطلبت وزارة الخارجية الروسية توضيحاً من كييف وأشارت إلى انها «ستدرس الرد».

الوضع الميداني

ميدانياً، قتل ثلاثة مهاجمين واصيب 13 بجروح في هجوم استهدف وحدة من الحرس الوطني الأوكراني في ماريوبول جنوب شرق البلاد. واعلن وزير الداخلية ارسين افاكوف ان قوات وزارة الداخلية التي تشرف على الحرس الوطني صدت الهجوم الذي شنه حوالي ثلاثمئة عنصر بدون ان تتكبد خسائر، مشيراً الى القاء القبض على حوالي 63 مهاجماً. واستهدف المهاجمون معسكر القوات الأوكرانية بالقنابل والزجاجات الحارقة وفتحوا النيران على مراكز الحرس. ورد جنود الحرس الوطني على مصادر النيران بدعم من جميع وحدات وزارة الداخلية في المدينة.

Email