»ناتو« يعزز قواته شرق أوروبا وبوادر نزاع مسلح على حدود روسيا

قمة في جنيف اليوم تبحث أزمة أوكرانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

(جرافيك)

 

تتجه أنظار المجتمع الدولي اليوم الخميس إلى مدينة جنيف السويسرية، حيث من المنتظر أن تناقش قمة رباعية بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا الأزمة السياسية في الأخيرة، تزامناً مع قرار اتخذه حلف «الناتو» بتعزيز قواته في شرق أوروبا على خلفية التطورات، في وقت تلوح في الأفق بوادر نزاع مسلح بين كييف وموسكو شرقي أوكرانيا.

ويلتقي اليوم في جنيف مسؤولون من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا بمشاركة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين أشتون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيريه الروسي سيرغي لافروف والأوكراني اندريه داشيتسا.

ووصف مراقبون هذه المباحثات قبل بدايتها بـ«الصعبة» إذ تريد موسكو فرض «فيدرالية» في أوكرانيا ترى فيها حكومة كييف تهديداً بتفكيك البلاد على خلفية اختبار القوة في شرق البلاد بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات المسلحة الأوكرانية.

وحذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الليلة قبل الماضية المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من أن أوكرانيا «على شفير حرب أهلية»، لكن المسؤولين «اعربا عن الأمل في أن يعطي لقاء جنيف إشارة واضحة لتعود الأوضاع سلمية». وفي حال فشل الاجتماع، هددت واشنطن بفرض عقوبات جديدة على موسكو، ما يعني استهداف المزيد من الأفراد وحتى منع الوصول إلى بعض القطاعات الاقتصادية الأساسية مثل المناجم والطاقة والخدمات المصرفية.

تعزيز القوات

في غضون ذلك، أكد حلف شمال الأطلسي انه قرر اتخاذ سلسلة من الخطوات على الفور لتعزيز قواته في شرق أوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية. وقال الأمين العام للحلف اندرس فو راسموسن في مؤتمر صحافي عقب القرارات التي اتخذها مندوبو الحلف خلال اجتماع لهم: «سترون انتشاراً في البحر والجو والبر ينفذ فوراً وهذا يعني خلال أيام».

وأضاف أن المقاتلات التابعة للحلف «ستقوم بعدد أكبر من الطلعات فوق منطقة البلطيق»، وأن سفنه «ستنشر في بحر البلطيق وشرق البحر المتوسط ومناطق أخرى، مشيراً إلى أنه «سيتم إرسال عسكريين من الدول الأعضاء لتحسين درجة استعداد وتدريب الحلف». وتابع راسموسن أن «الناتو سيراجع ويعزز خططه الطارئة للدفاع عن أعضائه، ويمكن أن تتخذ المزيد من الخطوات لتعزيز الدفاعات في الأسابيع أو الأشهر المقبلة إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك».

بوادر حرب

يأتي ذلك في وقت تلوح أفق بوادر نزاع مسلح بين كييف وموسكو شرق أوكرانيا، إذ رفع انفصاليون موالين لموسكو علم روسيا على ناقلات جند مدرعة في شرق أوكرانيا متحدين محاولة كييف التأكيد على سلطتها.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مسلحين موالين لروسيا أسروا عسكريين أوكرانيين اثنين في منطقة لوغانسك شرق البلاد الناطق بالروسية. وأشارت الوزارة إلى أن الرهينتين وهما ضابط وجندي اعتقلهما متطرفون وتم اقتيادهما إلى مكان مجهول. ولفتت إلى أن وحدات عدة في الجيش الأوكراني تشارك في عملية البحث عن العسكريين، متوعدة بـ«رد صارم» ضد من يتعرض للقوات الأوكرانية.

وفي سياق متصل، ذكرت الوزارة أن المسلحين الموالين لروسيا استولوا على ست مدرعات أوكرانية أرسلتها كييف إلى بلدة كراماتورسك الشرقية لإخماد الحركة الانفصالية، مشيرة إلى أن السكان المحليين حاصروا في البداية قافلة المدرعات التي استولى عليها المتطرفون بعد ذلك. وأضافت أن المسلحين نقلوا قافلة المدرعات إلى مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا.

تصدير الإرهاب

إلى ذلك، اتهم رئيس وزراء أوكرانيا ارسيني ياتسينيوك موسكو بإقامة «جدار برلين جديد» يهدد أمن أوروبا وبتصدير الإرهاب إلى بلاده. وقال ياتسينيوك خلال اجتماع حكومي إن «الأحداث بدأت بتعريض أوروبا والاتحاد الأوروبي للخطر، وأصبح من الواضح الآن أن جيراننا الروس قرروا بناء جدار برلين جديد، والعودة إلى عهد الحرب الباردة».

إطلاق نار

 

أفادت الاستخبارات الأوكرانية في بيان أمس أنها اعترضت اتصالات تفيد بأن القيادات العسكرية الروسية في شرق البلاد أصدرت أوامر للمقاتلين الموالين للكرملين بـ«إطلاق النار للقتل»، بعدما باشرت كييف عمليةً عسكرية لطردهم.

Email