12 أساسا أهمها الديمقراطية والتعددية والفصل بين السلطات

عباس يكشف ملامح الدولة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في كلمة له امام المجلس الثوري لحركة «فتح» ملامح الدولة الفلسطينية التي سيطالب الأمم المتحدة الاعتراف بها في العشرين من الشهر الجاري، على اسس 12 اهمها الديمقراطية والتعددية والفصل بين السلطات، في وقت أطلقت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين حملتها «فلسطين تستحق مقعدا» من خلال الاعلان عن مقعد خشبي يحاكي المقعد الرسمي المخصص للدول الاعضاء في الامم المتحدة.

وقال الرئيس الفلسطيني إن الفلسطينيين «سيعودون إلى المفاوضات مهما كانت النتيجة التي سنحصل عليها في الأمم المتحدة لحل كافة قضايا الوضع النهائي والأسرى والمعتقلين»، مضيفا ان «حوالي 126 دولة تدعم فلسطين، وهناك سبع دول أوروبية رفعت التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى مستوى بعثة»، ولافتاً إلى أنه قرر الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل نيل عضوية فلسطين الكاملة في الهيئة الدولية، ومن ثم «العودة إلى المفاوضات على أسس واضحة ومحددة».

 وأشار إلى أن الطلب الفلسطيني إلى الأمم المتحدة «يتضمن نقل الصفة للأراضي الفلسطينية من أراض متنازع عليها إلى دولة تحت الاحتلال»، مؤكداً أن الذهاب إلى الأمم المتحدة «لا يعني انتهاء الاحتلال، وإنما هي مقدمة».

ملامح الدولة

وحدد عباس ملامح الدولة التي سيطالب الأمم المتحدة الاعتراف بها في العشرين من الشهر الجاري. وقال إن الدولة الفلسطينية القادمة ستكون «ديمقراطية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، و«ستحترم كرامة الإنسان الفلسطيني وحقوقه المشروعة بما في ذلك السيادة على أرضه وحق العودة طبقا للقرار الأممي 194». وقال ان الاساس الثالث سيكون بأنها دولة «قائمة على أسس احترام وتطبيق مبادئ الديمقراطية والفصل بين السلطات وتحترم التعددية السياسية وحرية تشكيل الأحزاب والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات العامة الدورية البرلمانية والرئاسية».

واردف انها «ستحترم حرية الاعتقاد والعبادة وحرية الأديان»، مضيفا ايضا انها «ستكون قائمة على سيادة القانون والعدل والمساواة وتحارب وتنبذ الفساد بكل اشكاله وتستند إلى مبادئ المحاسبة والنزاهة والشفافية في إدارة الأموال العامة وطريقة إنفاقها». اما الاساس السادس للدولة فهو «تحقيقها للأمن والأمان لمواطنيها ونبذ العنف والإرهاب ومحاربة التمييز بكافة أشكاله»، موضحا انها« دولة ستضع التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والرعاية الاجتماعية على رأس أولوياتها وتكرس مواردها من أجل تطوير الاقتصاد الفلسطيني المستقل والمزدهر».

واستطرد انها ستكون دولة «تصبح إحدى أعمدة الاستقرار والازدهار والتعاون في كافة الميادين في المنطقة تحترم اتفاقاتها وتساهم في بناء صرح للسلام والأمن الدوليين وتشكل نموذجا للتسامح». واضاف ابو مازن ان فلسطين «ستحترم الشرعية الدولية وتحفظ لأجيالها القادمة أسس الحياة الإنسانية المشرفة وترعى أسر شهداءها».

من جهة اخرى، كشف الرئيس الفلسطيني خلال لقاء مع صحافيين إسرائيليين في مقر الرئاسة في مدينة رام الله إنه التقى مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في العاصمة الأردنية عمان في 24 أغسطس الماضي.

 

مبادرة التفافية

الى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه مستعد للذهاب إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية لإجراء محادثات مع عباس، معتبراً أن المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة لنيل اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية هو «مسار مليء بالعقبات»، على حد تعبيره.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتانياهو قوله في ختام لقائه مع رئيس الوزراء البلجيكي إيفل وترم: «إنني أدعوه (أي عباس) إلى هنا وبإمكاني أن أصل إلى رام الله، فالمحادثات المباشرة هي الطريق الوحيد لضمان السلام»، مضيفاً أنه «من الأفضل القيام بذلك هنا على عبور مسار العقبات في الأمم المتحدة». ومن المفترض أن يصل وفد أميركي إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء للاجتماع مع نتانياهو ومسؤولين آخرين للتباحث في التعامل مع المسعى الفلسطيني لنيل اعتراف دولي بالدولة.

 

حملة الكرسي

على صعيد آخر، أطلقت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين حملتها «فلسطين تستحق مقعدا» من خلال الاعلان عن مقعد خشبي يحاكي المقعد الرسمي المخصص للدول الاعضاء في الامم المتحدة. وبحسب اصحاب هذه الفكرة، فان هذا المقعد سيطوف عدة دول، اولها لبنان وصولا الى مقر الامم المتحدة في نيويورك. واعلنت هذه المجموعة عن اطلاق حملتها من امام ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «تعبيرا عن اعوام النضال التي قضاها الرئيس عرفات لتحقيق امنيته بإقامة الدولة الفلسطينية».

والمقعد الذي اعده اصحاب المبادرة يشبه تماما المقعد المخصص للدول الاعضاء في الامم المتحدة، من حيث لونه الازرق والابيض. وكتب عليه بالإنجليزية «فلسطين تستحق». وبحسب القائمين على الفكرة التي يصفونها بانها «فكرة شعبية سلمية»، فان المقعد سيطوف لبنان حيث التجمع الاكبر للاجئين الفلسطينيين، ومن ثم قطر بصفتها تترأس لجنة المتابعة العربية، وباريس ولندن وبروكسل ومن ثم مدريد وصولا الى الامم المتحدة.

 

«فلسطين 194» تنطلق الخميس

 

أعلن منسق الحملة الوطنية الفلسطينية «دولة فلسطين 194» احمد عساف أن هذه الحملة ستنطلق الخميس المقبل من أمام مقار الامم المتحدة في فلسطين وعدة عواصم عالمية. وقال عساف مساء أول من أمس: «قررنا أن تنطلق الحملة الوطنية الفلسطينية بعنوان «دولة فلسطين 194» من امام مقرات الامم المتحدة في فلسطين بما فيها من امام مقر المنظمة الدولية في قطاع غزة ولبنان وكل مدن الضفة الغربية».

وذكر ان «الحملة ستبدأ بتسليم رسائل الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالب المنظمة الدولية بعضوية كاملة في الامم المتحدة عنوانها دولة فلسطين 194 في الامم المتحدة»، مؤكداً أن حوالي اربعمائة متطوع ومؤسسات حكومية ومنظمات أهلية وبلديات يعملون ليل نهار من اجل نجاح هذه الحملة.

وتابع ان الحملة «تحضر لحملة اعلانية واسعة وتستعد لتنظيم مسيرات حاشدة في كل المدن الفلسطينية وفي الخارج، ذروتها يومي افتتاح الجمعية العامة في 21 سبتمبر ويوم خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الجمعية لحض العالم على الاعتراف بدولة فلسطين والتصويت لصالحها».

 

Email