السودان

استراتيجية جديدة لمحاربة التشرد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف القيادي في المؤتمر الوطني الشيخ صديق مأمون التوم عن استراتيجية جديدة وضعتها الحكومة لرعاية الفقراء والمشردين وذوي الحاجة، وتستهدف أساساً المناطق المتأثرة في الريف ودارفور والتي تعاني أيضاً من تفشي الأمراض.

وقال مأمون ان ظاهرة التشرد هي ظاهرة مجتمعية ولها أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، لكن أهم هذه الأسباب في السودان استشراء الحروب والنزاعات المسلحة ثم العوامل الطبيعية مثل الجفاف والتصحر والسيول والفيضانات وهي من اهم الأسباب التي ادت إلى النزوح حول المدن الكبرى، هذا بدوره اضعف ومزق النسيج الاجتماعي للمجتمعات السكانية النازحة بعد فقدانها للترابط الأسري. واضاف ان ولاية جنوب دارفور تمثل النسبة الاعلى من عدد المشؤردين الذي بلغ ‬1170 ثم ولاية البحر الاحمر ‬749، ولاية النيل الازرق ‬423، ولاية شمال كردفان ‬404، ولاية النيل الابيض ‬141، واقل نسبة تشرد سجلتها الولاية الشمالية بلغ عدد المشردين فيها ‬126، وتعتبر الخرطوم هي المحطة النهائية للاطفال المشردين. واوضح ان العديد من الاسر السودانية فقدت عائليها في مثل هذه الظروف، هذا أدى بدوره إلى الفقر والاوضاع الاسرية البائسة حيث ينتمي اطفال الشوارع إلى الاسر ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي الضعيف في مستوى الدخل والتعليم، بالإضافة للتفكك الأسري من جراء الهجرة وازدياد حالات الطلاق، كذلك من العوامل المجتمعية التي ساعدت على انتشار الظاهرة ازدياد نسبة السكن العشوائي التي تنتفي فيها الخدمات الأساسية وتمهد السبيل للانحراف.

وأرجع مأمون أسباب ذلك إلى ارتفاع كلفة التعليم، ضعف القوة الاستيعابية، وعدم تلاؤم المجتمع مع احتياجات الطفل واسرته، واجمل الأعمال التي يمارسها اطفال الشوارع في التسول والنشل والسرقة وتوزيع المخدرات وغسل العربات ومسح الاحذية والعمل في المطاعم والعمل كبائعين متجولين. وقال ان الاستراتجية الجديدة تهدف الى وضع الاطفال في بيئة تحميهم من كل انواع الاساءة والاستغلال والعنف اي في بيئة تحمي وتعزز جميع حقوق الطفل، وحتى تتوفر هذه البيئة هناك عناصر رئيسية تعتبر ضرورية لايجاد بيئة حامية للاطفال مثل الالتزام الحكومي بحق الطفل في الحماية وضرورة توفير معلومات موثقة لدى الاجهزة الرسمية، وان تصبح قضية حماية الاطفال على رأس الاولويات عند اقرار السياسات والبرامج في مختلف القطاعات الرسمية، ووتضمن الاستراتجية الجديدة فغي ان تصبح المدرسة هي المكان الطبيعي للاطفال ضمن خطة التعليم العام، مع إزالة كل اسباب التسرب من المدرسة بالتدخلات المناسب والقضاء علي عمالة الاطفال ومنع الاطفال من الاعمال المضرة بالصحة. وتقليل معدل التشرد بنسبة ‬10 في المائة بحلول عام ‬2012. وتقرر وضع مناهج عملية موحدة لدراسة حالات الاطفال المشردين بمراكز الاستقبال والمناهج الخاصة بتأهيلهم اجتماعياً ونفسياً وروحياً وتشجيع قيام المزيد من الجمعيات الطوعية العاملة مجال تشرد الاطفال وربط تلك الجمعيات بشبكات اتحادية وولائية. واشار الى ان هناك مجالات تؤثر سلباً في حماية الطفل وقد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في قضايا حماية الطفل مثل: السياسات الاقتصادية والتنموية، والسياسات الصحية، والقوانين الجنائية، وتنظيم وسائل الإعلام وسياسات الضمان الاجتماعي.

Email