هورست كولر: الشعبوية تعيد العالم إلى الوراء

الرئيس الألماني الأسبق لـ «البيان»: شباب شمال أفريقيا مطالبون بالبقاء في أوطانهم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس الألماني الأسبق، هورست كولر، في حوار خص به «البيان»، أن قدرة بلاده على استقبال ودمج اللاجئين أو المهاجرين غير الشرعيين القادمين من أفريقيا محدودة، داعياً الشعوب إلى البقاء في أوطانها خاصة في دول شمال أفريقيا، حيث لديها من الموارد ما يسمح لها بالتكفل بالشباب لكنه استثنى المتضررين والمهددين بالحروب في سوريا والعراق من المعادلة قائلاً إنه مع توجهات إدماجهم في ألمانيا، لكنه شدد على أن شباب شمال أفريقيا مطالبون بالبقاء في أوطانهم، بينما انتقد بشدة انتشار الشعبوية حيث أوضح أنها ستعيد العالم إلى الوراء.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف تقيمون تجربة بلادكم في التكفل بملف اللاجئين؟

ألمانيا من الدول القلائل التي مدت يدها للمهاجرين فهي حريصة على توفير طرق هجرة منتظمة لكن استمرار تدفق اللاجئين على ألمانيا وعموم أوروبا لا يمكن له أن يستمر بهذا الشكل فلا جدال في أن قدرة ألمانيا على استقبال ودمج اللاجئين أو المهاجرين القادمين من أفريقيا محدودة، خاصة حيال اتفاقيات اللاجئين التي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إبرامها مع دول في أفريقيا، فإني أدعو الشباب القادمين من شمال أفريقيا إلى البقاء في أوطانهم وعدم المغامرة بأرواحهم في البحر من أجل الهجرة، فبلادهم تتوفر فيها كل الموارد اللازمة لضمان لهم حياة كريمة فأزمات الشباب لا تتمثل فقط في عدم الحصول على وظيفة، وإنما في حاجتهم الماسة لتغيير أنماط فكرهم تجاه العالم والحصول على تعليم حقيقي يحببهم في أوطانهم ويبعد عنهم أفكار الهجرة إلى الخارج، فالبحر الأبيض المتوسط ابتلع آلاف المهاجرين غرقاً خسروا أرواحهم بحثاً عن حلم صعب المنال.

عملية الإدماج

وماذا عن المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون ويلات الحرب في سوريا والعراق؟

العالم يمر في الوقت الراهن بفترة صعبة وتتكاثر فيه الأزمات على رأسها أزمات اللاجئين والعنف في منطقة الشرق الأوسط، فالمهاجرون غير الشرعيين لم تتخل عنهم ألمانيا، حيث أعطتهم الأولوية في استراتيجيتها المتعلقة بدمج المهاجرين، حيث إنها تعاملت مع الضغوط بشكل جيد للغاية، فأثبتت للعالم أنها قادرة على وضع مناهج فعّالة لتلبية احتياجات اللاجئين ومن خلال التعاون المستمر مع الشركات ومنظمات المجتمع المدني لإدماجهم وخلق فرص توظيف لهم لاستيعابهم في سوق العمل.

لكن هناك انتقادات لألمانيا على أن فتحها الباب أمام اللاجئين أدى إلى تزايد الإرهاب؟

لا يمكن إلصاق تهمة الإرهاب بالمهاجرين، فالتطرف متواجد في كل أنحاء العالم، لكن من الضروري الحرص أيضاً على حماية ألمانيا من التطرف ومن استغلال البعض اللاجئين للقيام بالعمليات الإجرامية والإرهابية، لذلك فإنني أطالب بضرورة فحص السجل الجنائي لأي لاجئ قبل قبوله في ألمانيا من خلال عدم وجود أي شبهة ضده قد تؤدي إلى ضرب الأمن في البلاد.

خطر الشعبوية

وكيف تعلقون على انتشار المد الشعبوي في العالم؟

انتشار الشعبوية ستعيد العالم إلى الوراء بحيث ستحجب كل الإنجازات المحققة وتساهم في انتشار التعصب واللامساواة، يجب احترام حقوق الأقليات المهاجرة المقيمة بشكل قانوني في بلد ما احتراماً كاملاً، لا ينبغي لأحد أن يتعرض للتمييز في السكن أو التعليم أو الشغل. وللجميع، بغض النظر عن وضعهم القانوني، الحق في حياة كريمة بعيداً عن العرق والدين.

ما هو تعليقكم على الخطة الدولية المنتهجة لمواجهة التغير المناخي؟

أؤكد ضرورة أن تساهم الدول الغنية في العالم في حدوث نمو في الدول الفقيرة، لتمكينها من العمل على توفير الموارد اللازمة للسكان، فالتحدي الأكبر الذي يواجه الإنسانية في هذا القرن هو كيفية حماية كوكبنا من التلوث.

بالإمكان الحد من انبعاث الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري دون أن يدفع الاقتصاد ثمناً باهظاً لهذا الأمر، فتشجيع استخدام الطاقة المتجددة والحد من ذوبان الجليد وتحسين فعالية الطاقة، كل ذلك بإمكانه المساهمة في تحقيق الهدف المنشود لدول الفيدرالية ومنها ألمانيا ينبغي عليها أن تسند الخطوة الأولى في مهمة التحول إلى الطاقة النظيفة إلى الأجهزة البلدية، فالبداية في تحقيق التنمية في ألمانيا يجب أن تبدأ من البلديات لأنها أقرب من الناس فيصبح الحوار أسهل والتفاعل أقرب نظراً لقربها من الجمهور.

إشادة

أشاد الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر بمبادرة الإمارات الخاصة بعام الخير،مؤكداً أن التضامن والتكافل المجتمعي أمر رائع وله إيجابيات كثيرة. كما نوه بتوجهات الإمارات واستراتيجيتها الحكومية للتنمية المستدامة والممتدة لـ 2030، والاعتماد على العنصر الشبابي، وتخصيص وزارة للتغير المناخي.

Email