وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل لـ "البيان":

التعاون مع الخليج استراتيجي لأمن المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

شدّد وزير الإعلام المصري الأسبق أسامة هيكل، في حوار مع «البيان»، على أنّ «التعاون بين مصر ودول الخليج استراتيجية لأمن المنطقة، مشيراً، من جهة أخرى، إلى أن النخبة تشارك المثقفين في مسؤولية الأزمة التي وقعت فيها مصر حتى ما قبل ثورة 25 يناير.

وفي ما يلي نص الحوار بين أسامة هيكل و«البيان»:

 

كيف ترون وضع الإعلام الآن، لا سيّما خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة؟

يمر الإعلام بمرحلة حرجة للغاية، ولعلي لا أبالغ إذا قلت إنّه في أكثر مراحله سوءاً، إذ لا تُوجد ضوابط حاكمة تنظم العلاقات من بين الإعلام والمجتمع في مصر والعالم العربي، لا سيما في ظل تفاقم الوضع في الإعلام الفضائي، والذي خلق بدوره حالة من التمزّق. فالصراع على عقل المشاهد يُمثّل خطورة كبيرة لا بد من التصدي لها، بما يحمي حقوق الحرّية الفكرية والتعبير.

ولكي يتسنّى لنا الفهم أكثر، كانت هناك ضوابط وحدود للدولة قبل الأعوام العشرة الماضية، وبالتالي، كان التحكم بالبث وما يُعرض سهلاً، لكن العقد الماضي حمل الكثير من المتغيّرات، أولها سقوط نظام حسني مبارك، حيث أصبح الإعلام مفتوحاً بلا ضابط ولا قيد يحكمه، فضلاً عن أنّ فكرة إغلاق القنوات أصبحت مستحيلة، خصوصاً في ظل بث بعض القنوات خارج نطاق تحكّم الدولة.

ومن خلال تجربتي كوزير للإعلام، واجهت هذه المشكلة، إذ وجدت أمامي أكثر من 110 قنوات فضائية، وأكثر من 200 مكتب إعلامي أجنبي في مصر، ومحطات إذاعة تصل تقريباً إلى 90 مكتباً.

إعلام ونخبة

وما سبل التحكّم والآليات الخاصة في هذا الشأن، بما لا يتعدّى على حرية الرأي؟

نحن نقوم بتنظيم الإعلام، وليس تقييده، حرية الإعلام ليست حقاً للإعلامي، بل للمجتمع. الإعلامي مهامه أن يقدم الخدمة ليعلم الناس، حيث يؤدي خدمة ويأخذ عليها أجراً. وحتى يكون هناك إعلام حر، وفي نفس الوقت نحافظ على حرية التعبير بشكل صحيح، يجب تطبيق مبدأ المحاسبة، عن طريق تشريع القوانين والتصدّي للمعلومات المغلوطة أو المضلّلة أو المجهولة.

 

كيف ترى دور النخبة على سطح المشهد السياسي؟

أضرّت النخبة بمصر كثيراً، إذ إنّ النخبة والمثقفين هم السبب الرئيس في الأزمة التي وقعت فيها البلاد حتى قبل ثورة 25 يناير، وقلت هذا في عام 2011، حين كنت في الوزارة، وها هم يعودون الآن للعب الدور القديم، رغم وجود أصوات محترمة بداخلهم، لكن المسيطرين هم أصحاب النفوذ والعلاقات.

تعاون استراتيجي

وكيف أثّر التعاون المصري - الخليجي على المشهد؟

قامت دول الخليج بتقديم الدعم اللازم إلى مصر عقب ثورة 30 يونيو، وهو موقف استراتيجي كان لا بد أن يحدث لحماية دول المنطقة. فمصر هي صمام الأمان في المنطقة. لهذا، لا بد أن يظل التعاون قائماً، وأن تتسم العلاقات المصرية ـ الخليجية بالقوة، ويتم استثمار هذه العلاقات بما يخدم الجميع.

 

وكيف ترى التعاون المصري ـ الروسي وتأثيره في العلاقات المصرية الأميركية؟

توطيد العلاقة مع الجانب الروسي وتقاربه مهم واستراتيجي، وأرى في العلاقات أنّ مصر بدأت تعيد هيبتها في علاقتها مع الولايات المتحدة، لا سيّما أنّ الأخيرة أثبتت سوء نواياها بعدم احترام إرادة الشعب المصري، أمّا التعاون مع الروس، يُعد انتعاشاً قوياً لعلاقات كانت مفقودة، لا سيّما أن الاتحاد الأوروبي أيضاً يدور في فلك الولايات المتحدة، وأعتقد أنّ الولايات المتحدة ستعيد قراءة المشهد وإعادة تعديل دورها تجاه مصر. وهنا، لا بد من توضيح نقطة مهمّة، وهي أن مصر لا تبحث عن بديل، بل عن محور جديد للعلاقات المتوازنة مع العالم، خاصة مع وضوح أن العلاقات مع أميركا لا يمكن البناء من خلالها وحدها.

أزمات

أكّد أسامة هيكل، أنّ رئيس الوزراء إبراهيم محلب حقّق وجوداً مهمّاً في الشارع، وقام بعدة مهام جيّدة، ملمحاً إلى بعض الأزمات التي اعترضت طريق حكومته، وعلى رأسها الكهرباء، مشدّداً على ضرورة اعتماد مبدأ المصارحة مع الشعب في كل المشكلات التي تواجه الدولة المصرية.

Email