قضى في تفجير سيارة مفخخة بالـ«تي.إن.تي» استهدفت موكبه

النائب العام المصري ضحية إرهاب «الإخوان»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أبت قوى الظلام والإرهاب إلا التذكير بنفسها عشية احتفال الدولة المصرية وشعبها بالذكرى الثانية لثورة الثلاثين من يونيو، من خلال جريمة جديدة مست أحد أعمدة القضاء المصري، النائب العام المستشار هشام بركات، الذي انضم إلى قافلة ضحايا العنف الأعمى بعدما قضى بتفجير سيارة مفخخة استهدف موكبه، أمس في شمال شرق القاهرة.

وقالت مصادر أمنية وقضائية مصرية إن الحادث أسفر عن «استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات متأثراً بإصابته في مستشفى النزهة الدولي، وذلك بعد هجوم إرهابي تعرّض له موكبه قرب منزله بشارع عمار بن ياسر في مصر الجديدة. كما استشهد اثنان من المرافقين للنائب العام في العملية الإرهابية التي أعلنت حركة المقاومة الشعبية الإخوانية مسؤوليتها عنها».

وبحسب ما أكد شهود عيان فإن الانفجار كان قوياً جداً، وأسفر عن دخان كثيف وتسبب في حالة من الرعب والصراخ الهستيري للمارة، قبل أن ينتقل رجال المفرقعات إلى مكان التفجير فور وقوع الحادث، والتأكد من خلو المكان من أية متفجرات أخرى.

وأوضح مصدر أمني مطلع أن الانفجار تم من خلال سيارة محملة بمادة «تي إن تي» شديدة الانفجار كانت تقف في تقاطع شارعي مصطفى مختار مع سليمان الفرتي، بجوار منزل النائب العام.

وأعلنت جماعة غير معروفة كثيراً تسمي نفسها «المقاومة الشعبية في الجيزة» مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت في صفحتها على فيسبوك إنها استهدفت سيارة النائب العام أمام منزله ونشرت صوراً قالت إنها للانفجار.

السيسي يتابع

وفي رد فعل مباشر على الجريمة الإرهابية، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، واستمع منه إلى عرض للمعلومات الأولية حول اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، منوهاً إلى ما تتخذه الوزارة من إجراءات للكشف عن الجناة وتمشيط منطقة وقوع الحادث، للتأكد من عدم وجود أية عبوات ناسفة أخرى، حيث تم فرض نطاق أمني على المنطقة، حفاظاً على حياة المواطنين.

وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، إن الرئيس المصري وجّه بسرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة.

تحقيق وتشييع

وإلى ذلك، قال مصدر أمني إن قوات الأمن قد انتهت من رفع آثار حادث الانفجار، بينما انتهت النيابة العامة ونيابة أمن الدولة من المعاينة لموقع الحادث، وسؤال الشهود ومعاينة التلفيات التي وقعت في العقارات المحيطة بالحادث وسيارات المدنيين.

كما صرح مصدر الأمني المسؤول أن فرقاً من المباحث تقوم بعمل تحريات موسعة في منطقة حدوث الانفجار للتوصل إلى الجناة ومرتكبي الحادث.

وأوضح المصدر أنه يتم سؤال عدد من شهود العيان بالمنطقة، بالإضافة إلى البحث عن أي كاميرات مراقبة بمنطقة الانفجار، مشيراً إلى أن الانفجار تم من خلال التوجيه عن بعد، وليست عملية انتحارية.

وأعلن أن جثمان النائب العام المستشار هشام بركات سيُشيع اليوم من مسجد المشير طنطاوي بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقيادات الدولة المصرية في جنازة رسمية، ومن المنتظر أن تعلن الدولة الحداد الرسمي 3 أيام.

الإمارات تتضامن مع مصر

أكد نائب المندوب الدائم للدولة لدى الجامعة العربية خليفة الطنيجي أن دولة الإمارات تدين العمل الإرهابي الذي وقع بجمهورية مصر العربية الشقيقة صباح أمس وأدى إلى مقتل النائب العام المصري المستشار هشام بركات، وان هذه العمليات الإرهابية الجبانة لن تثني مصر عن المضي قدماً في تحقيق الاستقرار ودحر الإرهاب.

وأضاف ان دولة الإمارات تؤكد تضامنها الكامل والتام مع الشقيقة مصر وتضع كل إمكانياتها لدعم جهودها لمكافحة الإرهاب والعنف الموجه ضدها وضد مواطنيها حتى يتم استئصاله والقضاء عليه، مشدداً على ان ما شهده العالم خلال الأيام الأخيرة من جرائم إرهابية طالت عدداً من الدول وحصدت أرواحاً بريئة يعد انتهاكاً لحرمة شهر رمضان ومخالفة لكل الأديان.

وعبر خليفة الطنيجي في كلمة له أمام أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية الذي بدأ أمس بمقر الأمانة العامة على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأردن عن إدانة دولة الإمارات تدين بأشد العبارات الجريمة الإرهابية البشعة التي استهدفت مسجد الإمام الصادق بدولة الكويت الشقيقة، كما عبر عن إدانة الدولة للهجوم الإرهابي الذي استهدف فندقين في ولاية سوسة السياحية بتونس، والعمل الجبان الذي طال جهود الإغاثية والمساعدة الإنسانية التي تقوم بها الدولة في الصومال.

الجامعة العربية

وأدان مجلس جامعة الدول العربية الجريمة الإرهابية والجبانة التي استهدفت المستشار هشام بركات النائب العام المصري وأدت إلى استشهاده.

وجدد المجلس في بيان اصدره في ختام اجتماعه الطارئ أمس على مستوى المندوبين الدائمين التأكيد على ما تضمنته كافة البيانات والقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على كافة المستويات بشأن وقوف الدول العربية بكل قوة الى جانب مصر في حربها ضد آفة الإرهاب وتأييده الكامل لجميع الإجراءات والتدابير التي تتخذها لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء عليها نهائياً.

البرلمان العربي

وأدان رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع أمس وأدى إلى استشهاد النائب العام المصري المستشار هشام بركات.

وتوجه رئيس البرلمان العربي، في بيان له، ببالغ الأسى بالتعازي لأسرة الشهيد وللرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والشعب المصري العظيم في مقتل الشهيد هشام بركات.

مفتي الجمهورية

وأدان مفتي الجمهورية المصرية د. شوقي علام الحادث، مؤكداً براءة الإسلام من الأفعال الإجرامية التي تنفذها الجماعات المتطرفة، التي لا تنسب إلى الإسلام، لا قولاً، ولا عملاً، مشيرًا إلى أنَّ ما يفعله هؤلاء الإرهابيون لا يجيزه الإسلام؛ لأنَّ رسالة الإسلام جاءت لصيانة الحياة البشرية.

وأضاف علام: «تلك الأفعال لن تفت في عضد الدولة ولن تثنيها عن المضي قدمًا في طريق البناء والعمل، وإذا كانوا يظنون بأفعالهم تلك أنهم يبثون الرعب في نفوس رجال العدالة الذين يقفون لهم ولأفعالهم الإرهابية بالمرصاد فهذا محض وهم صورته لهم نفوسهم المريضة، وهذا يزيد من إصرار رجال العدالة ورجال الدولة بل الشعب كله على مواصلة البناء والوصول بالبلاد إلى بر الأمان».

إدانات واسعة

ومن جانبها، أدانت القوى السياسية والأحزاب الجريمة بشدة ووصفتها بـ«الخسيسة»، حيث مؤكدة أن هذه العملية الإرهابية لن توقف مسيرة الدولة نحو البناء واستكمال خارطة الطريق والتأسيس لدولة ديمقراطية حديثة.

هشام بركات

عرف النائب العام المصري الراحل، هشام بركات، بأنه واحد من أهم المدافعين عن استقلالية القضاء المصري، طوال رحلته الطويلة التي ابتدأت بميلاده 21 نوفمبر 1950، وحتى وفاته أمس.

تم تعيينه في منصب النائب العام المصري للفترة من 10 يوليو 2013 وحتى عام 2020، وهو النائب العام الثالث في مصر بعد ثورة 25 يناير، وهو من القضاة المدافعين على استقلال القضاء المصري. جاءت المقدمات الأولى لتعيينه،

تولى الراحل أيضاً قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، الذين كان من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي.

الرئاسة تنعى

نعت رئاسة الجمهورية المصرية المستشار هشام بركات، النائب العام.

وتقدمت الرئاسة لأسرة الراحل وذويه ولأبناء الشعب المصري بخالص التعازي والمواساة، قائلة: «إن مصر فقدت اليوم قامة وقيمة قضائية شامخة، طالما تفانت في العمل والتزمت بآداب وأخلاق مهنة القضاء النبيلة، وضربت مثالاً يُحتذى في الوطنية والعمل الجاد والدؤوب، وسيظل الفقيد الذي اغتالته يد الإرهاب الآثمة بعطائه الممتد وسعيه الدائم لإقرار العدالة، رمزاً لرجل القضاء المصري النزيه، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته».وأكدت أن مرتكبي هذه الجريمة النكراء سيلقون أشد العقاب، مشددة على أن مثل هذه الأعمال الخبيثة لن تثني الدولة عن مواصلة طريق التنمية وإقرار الحقوق وتحقيق الاستقرار والأمن.

إعلان الحداد وإلغاء احتفالات «30 يونيو»

ألغت رئاسة الجمهورية في مصر احتفالات ذكرى مرور عامين على ثورة 30 يونيو بعد اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات في عمل إرهابي استهدف موكبه صباح أمس.

وأعلنت الرئاسة وقف كافة المظاهر الاحتفالية التي تم الإعداد لها لإحياء الذكرى الثانية للثورة، حدادا على الفقيد الراحل.

وقالت الرئاسة، في بيان، إن مصر «فقدت قامة وقيمة قضائية شامخة، طالما تفانت في العمل والتزمت بآداب وأخلاق مهنة القضاء النبيلة، وضربت مثالاً يُحتذى في الوطنية والعمل الجاد والدؤوب، وسيظل الفقيد الذي اغتالته يد الإرهاب الآثمة بعطائه الممتد وسعيه الدائم لإقرار العدالة، رمزاً لرجل القضاء المصري النزيه، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته».

وأكدت الرئاسة أن مرتكبي هذه الجريمة النكراء سيلقون أشد العقاب، وشددت على أن مثل هذه الأعمال الخبيثة لن تثني الدولة عن مواصلة طريق التنمية وإقرار الحقوق وتحقيق آمال وطموحات أبناء الشعب المصري في الاستقرار والأمن.

مرسي يستخدم «علامة الذبح»

وإلى ذلك، رصد الصحافيون المكلفون بتغطية جلسة أمس من قضية «التخابر مع قطر» حواراً بالإشارة بين الرئيس المعزول محمد مرسي المتهم الرئيسي في القضية ومدير مكتبه أحمد عبد العاطي المتهم بذات القضية، وظهر من إشارات أيديهم أنه دار حول «تفجير موكب النائب العام» ومحاولة اغتياله.

بدأت الواقعة حينما أُودع مرسي للمرة الثانية في القفص الزجاجي المجاور لمثيله المودع به باقي المتهمين، ولاحظ جميع من في القاعة أن مرسي أشار بيديه بطريقة يُفهم منها أنه يقصد «حريقاً أو انفجاراً»، ليتبعها إشارة بيديه تفيد الاستفسار عن تفاصيل تلك الأنباء، وفي هذه الأثناء اقترب المتهم عبد العاطي من مرسي عبر الحد الفاصل بين القفصين الزجاجيين العازلين للصوت، ليلاحظ المتابعون للموقف إشارة مرسي بعلامة اختلف في تفسيرها، فالبعض رجّح أنها «علامة الذبح»، والبعض اعتبرها حركة عابرة.

إرهاب الإخوان

وفي سياق متصل، أظهر أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي شماتتهم بحادث استهداف موكب النائب العام المستشار هشام بركات، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر».

وهدد أعضاء التنظيم المحظور بتصعيد عملياتهم الإرهابية على مستوى الجمهورية حتى تصل إلى اغتيال عدد من الشخصيات العامة خلال ذكرى ثورة 30 يونيو التي خلصت مصر من حكم جماعة الإخوان.

Email