متعاونون مع التحالف من داخل المدينة يمدونه بالمعلومات والاحداثيات

داعش يسعى لتحويل خسارته الموصل إلى كارثة إنسانية

معركة الموصل تتعلق بتوقيتها وكيفية إدارتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الخبراء العسكريون، أخيراً، أن معركة الموصل لا تتعلق بالضرورة بقدرة الجنود العراقيين المدربين أميركياً على طرد تنظيم «داعش» من ثاني أهم المدن العراقية فحسب، بل بتوقيت هذه الخطوة وكيفية القيام بها.

ويمعن عناصر التنظيم، في غضون ذلك، في محاولة استخدام المدنيين كدروع بشرية، وهم ينزلون أشد العقوبات بكل من يعثر عليه مغادراً للمدينة.

ويتوقع مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية بالمقابل وجود منازل مفخخة بالمتفجرات جاهزة للنسف، بالإضافة إلى انتشار الألغام والحفر المملوءة نفطاً القابلة للاشتعال.

تحويل الخسارة لكارثة

ويتلخص هدف «داعش» في الاحتفاظ بالموصل بأي ثمن، أو تحويل الخسارة إلى كارثة إنسانية. وتصدياً لتلك الخطة توجد عناصر أميركية أصبحت أكثر إتقاناً لحرب المدن خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، كما باتت أكثر خبرةً بشعب الموصل نفسه.

وتشير التقارير إلى أن معارضين لتنظيم «داعش» في قلب المدينة قد تعاونوا مع التحالف العراقي الأميركي لسنوات في مجال تأمين المعلومات، بما في ذلك الإدلاء بمعلومات عن إحداثيات، والمشاركة في عمليات حرب نفسية من تخطيط الدولة.

وقال الكولونيل جون دوريان، المتحدث الرسمي باسم القوات الأميركية في بغداد للصحافيين قبيل الهجوم إن الخطوة قد تكون جوهرية نظراً لوجود عناصر التنظيم في المدينة لعامين. وقد بنوا «دفاعات مدروسة جداً، وهم يقاتلون من داخل مواقع محصنة، كما أنهم قد شقوا خنادق تحت الأرض».

وأشار الكولونيل المتقاعد بيتر منصور، أستاذ التاريخ العسكري في جامعة أوهايو بالقول: «إننا بارعون في تلك المسائل».

وأضاف منصور، الذي شغل منصب الضابط المسؤول يوم كان الجنرال ديفيد بترايوس لا يزال قائد القوات العراقية خلال عامي 2007 – 2008، إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة:

«بذلت القوات الأميركية محاولات واضحة لرفع مستوى الجيش العراقي، وأنا متأكد من أن الجنود العراقيين أصبحوا أفضل استعداداً مما كانوا عليه يوم دخل التنظيم المدينة للمرة الأولى عام 2014..

إلا أن وتيرة القتال ستكون أكثر تمهلا مما رأيناه في هجوم القوات الأميركية على الفلوجة في نوفمبر الماضي. أضف إلى ذلك أنهم يحظون اليوم بسيل من الدعم الجوي، كما أن عامل الوقت يصب في صالحهم، وهم سيحققون الفوز في نهاية المطاف».

وتعتبر الموصل المدينة الأكبر التي يقال إنها الأكثر أهمية كذلك لدولة التنظيم المزعومة. وقد سبق أن كانت نقطة انطلاق الإعلان عن إنشاء «دولة الخلافة» المزعومة على لسان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

اتجاهان مختلفان

وذكر نيكولاس هيراس، الباحث في برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز للأمن الأميركي الجديد أن الموصل «تشكل القلب النابض للقومية السنية العراقية» وقد أجاب رداً على سؤال محوري حول ما إذا كان عناصر التنظيم الذين يتراوح عددهم بين 3000 و5000 عنصر المتبقين في المدينة سيختارون الصمود والقتال، سيما في الأحياء الرئيسية، بالقول: «يمكن للأمور أن تسير باتجاهين مختلفين».

وأشار المرشح الأميركي الجمهوري دونالد ترامب إلى أن قوات التحالف قد تخلت عن مكسب مبدئي محوري حين أخفقت في شن ما أسماه بـ«التحرك التسللي» في الموصل، ووصف القرار بـ«الأحمق».

وعمدت قوات التحالف في الأيام التي سبقت شن الهجوم إلى رمي منشورات على أمل أن تحقق غاية الإجلاء. لكن من الواضح أن التنظيم لا يسمح بحصول ذلك.

أما عن النتيجة، فيقول منصور: «يظهر ذلك أننا حاولنا، وهناك بعض الأشخاص الذين لا يزالون يحاولون الفرار».

أما الأمر الذي لم ترفع عنه السرية فيكمن في عدم الكشف عن مدى اتساع نطاق المتحالفين مع قوات التحالف داخل الموصل، حيث يشير هيراس إلى أن السرية كان لا بد منها في هذا المجال.

وأضاف: «يدل ذلك بالنسبة لي على أن المسائل التي كانت تحتاج لأن تبقى سرية ومستورة بقيت كذلك. كما يدل على أن التحالف قد قام،على ما يبدو، بعمل فاعل في طرح العديد من الأوراق التي يمكن لعبها لتقويض التنظيم بسرية».

تحرك

يجمع كثيرون على رفض منطق «التحرك التسللي» الترامبي على الموصل، حيث قال الكولونيل بيتر منصور، في تعليق له على الأمر: «الجميع كان يعلم أن الموصل ستكون الخطوة التالية، بما في ذلك التنظيم نفسه».

وقد سمح رفع غطاء السرية عن العملية لقوات التحالف بتحذير المدنيين بالاختباء، وفق ما أكدت مراسلة محطة «إيه بي سي» مارتا راداتز خلال إدارة المناظرة الرئاسية الثانية.

وقالت: «توجد في بعض الأحيان أسباب تدفع الجيش للقيام بذلك»

لكن ترامب ردّ عليها بالقول: «لا يسعني التفكير في أيٍ منها»

فأضافت: «قد يكون السبب السماح بإجلاء المدنيين».

Email