الانتخابات الأردنية تؤكد عمق التحول في المنطقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في أغلب الأحيان، يشبه التقدم في الشرق الأوسط مشية القطة، فهو يسير بهدوء إنما بثبات، وتشكل الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب الأردني مثالاً جيداً في هذا الصدد، فقد ترشح للانتخابات عدد قياسي من النساء، وفزن بمقاعد في المجلس. كما طرحت قوى سياسية مرشحين لها للمرة الأولى منذ نحو عقد من الزمن، وكان التصويت نفسه نزيهاً إلى حد كبير، بنظر المراقبين الأجانب.

وتشكل الانتخابات في الأردن قفزة كبيرة للأمام، فقد كان على البلاد التعامل مع ما لا يقل من 650 ألف لاجئ سوري، ومعدل بطالة بين الشباب يقتضي المبادرة إلى معالجته.

وكما كان الوضع في عدد من بلدان الشرق الأوسط، فقد تابعت الأردن تردد أصداء «الربيع العربي». وقامت بإصلاحات عدة، مثل إنشاء لجنة انتخابات مستقلة ونظام تصويت جديد، يعزز الأحزاب على حساب المرشحين الفرديين.

وقد برهن التصويت الأخير على 130 مقعداً في مجلس النواب على اتجاه شعبي مستمر لدعم الديمقراطية، ليس فقط في الأردن، بل ربما في المنطقة بأسرها.

واحدة تلو الأخرى، ستحتاج الدول العربية إلى ابتكار طرق لجذب القوى السياسية المختلفة إلى الحكومات. وتشكل الانتخابات في الأردن مؤشراً على اتجاه صحي دال. ووفقاً للمؤرخ عبد الله العريان من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة: «على مدار العقد الماضي، تخلت قوى سياسية عن شعاراتها التبسيطية لصالح التركيز على القيم التي تنصب في مقولات رئيسة، هي الحرية والعدالة».

الشرق الأوسط بحاجة إلى رؤية مشتركة، وبصورة خاصة لشبابه، للتغلب على الانقسامات بشأن الدين والعرق. وتقدم الانتخابات في الأردن خطوة إيجابية إلى الأمام نحو مستقبل شامل لكل فئات المجتمع، خطوة تمت بهدوء إنما بثبات.

Email