بوتين يتمسك بخطة العمل الحالية بانتظار ما بعد أوباما

لا فرص لمسار روسي أميركي مشترك في سوريا

العلاقات الأميركية- الروسية تشهد تردياً بسبب الحرب السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن تحصل حكومة بغداد على جائزة أكبر من إعادة السيطرة على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، التي سقطت بانهيار الجيش العراقي أمام الهجمة الشرسة لتنظيم «داعش» في يونيو 2014.

ويواجه عناصر التنظيم، في ظل التلويح بهجمة قريبة في الأسابيع المقبلة، صفعةً قد تكون الأكثر إيلاماً لحلمهم الوهمي بإنشاء خلافة تمتد من شمال إفريقيا، وتمر بالشرق الأوسط، وصولاً إلى باكستان.

وعلق حيدر الخوئي، الزميل المشارك الزائر للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن، على المسألة بالقول: «إننا لا نتكلم هنا عن انتصار رمزي وحسب على التنظيم في الموصل، بل عما قد يشكل الضربة القاضية لدولة الخلافة المزعومة».

ويحذر الخوئي في الوقت عينه من أن المتشددين لن يختفوا، حيث يضيف:«سيظل هؤلاء موجودين ضمن تنظيم إرهابي، وستؤدي خسارتهم لدولتهم المزعومة قبل كل شيء إلى ارتفاع وتيرة الاعتداءات في كل من الغرب وسوريا والعراق على وجه التأكيد، في طريقة يقولون من خلالها اننا لا نزال موجودين وإن خسارة عاصمة دولتنا في العراق لن تجعلنا نختفي ببساطة».

وعلى قدر مواز تحظى معركة الموصل بأهمية محورية بالنسبة للعراق نفسه، حيث يؤكد محللون أن إحكام السيطرة على آخر المعاقل الأساسية للتنظيم في البلاد، عقب استعادة الحكومة السيطرة على مدن تكريت والرمادي والفلوجة في يونيو الماضي، من شأنه أن يساعد كذلك على تغيير الصورة النمطية للدولة الضعيفة المركزية عن طريق إقناع المواطنين العراقيين بانبعاثة جديدة لقدراتهم العسكرية.

وتعمل الحكومة العراقية إلى جانب وحدات مكافحة الإرهاب والجيش العراقي على رص الصفوف استعداداً لخوض المعركة، وذلك في تتويج لعامين ونصف العام من الوعود الآتية من بغداد بدحر قوات التنظيم الداعشي من الموصل بالقوة. وللغاية عينها تم نشر قوات البيشمركة الكردية أيضاً على مقربة من المدينة، التي كان عدد سكانها يقدر يوماً بحوالي مليوني نسمة، وقد تقلص اليوم ليصل إلى ما يقارب 700 ألف فقط.

وبشّر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أخيراً، شعب الموصل بالنصر القريب حين قال: «سنحتفل معاً قريباً بانتصار تحرير الموصل».

وتختلف في ظل الرهانات على خسارة «داعش» لواحدة من أكبر مدن العراق توقعات الفرقاء. ويقول مايكل نايتس، الخبير في الشأن العراقي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: «إنها نهاية لكابوس وبداية لعهد جديد، حيث تدخل القوات الأمنية العراقية المدينة للمرة الأولى بصفة المحرر لا المحتل».

وسيبرز دور الميليشيات الشيعية كأحد المتغيرات الأساسية وعشرات ألوف العناصر الذين احتشدوا في منتصف عام 2014 دفاعاً عن بغداد ولعبوا دوراً محورياً في محاربة «داعش»، إلا أنهم عملوا في الوقت عينه على تعميق الانقسامات الطائفية.

وحذر أثيل النجيفي، حاكم مقاطعة نينوى السني، من المخاطر الطائفية المحتملة بالقول: «يكمن الخوف الأكبر من تشرذم العراق، إذا لم يتم التحكم بزمام المعركة بحكمة، ولم يمنح السنة سلطات فعلية».

ويشير المحللون إلى أن طريقة سقوط الموصل تحدد صيغة الحكم السياسي في العراق لسنوات مقبلة طويلة.

وقال نايتس: «أعتقد أن هناك الكثير من الدروس المستفادة في هذه الحرب. فالشيعة تعبوا من القتال، والسنة يدركون أن حكومة بغداد هي الحكومة الشرعية التي أنقذتهم. وهو أمر يجب أن يتعايشوا معه».

تأكيد

أكد حيدر الخوئي، الزميل المشارك الزائر للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن، أنه استدراكاً لضرورة إقامة توازن يضمن تقليص الاحتكاكات الطائفية في حقبة ما بعد الموصل، أعطيت الميليشيات الشيعية «تعليمات واضحة للغاية بأنها لن تشارك في الهجوم على المدينة، بل أنها ستحصر نطاق وجودها بالانتشار على أطرافها».

Email