الجدران الفاصلة مرادف سياسي للاستسلام للخوف

الجدار الواقي فشل في حماية الإسرائيليين من هجمات الفلسطينيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقترح المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب إقامة جدار المكسيك، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي سور كاليه، أما مخططات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو فتشمل إطالة الجدار الفاصل بين إسرائيل، والضفة الغربية، من خلال بناء سور يحيط إسرائيل برمتها.

ومهما كان ما رأيناه عن الجمود، الذي يكتسح اقتصاد العولمة، فإن عهد باني الأسوار في أوج ازدهاره، ما يطرح السؤال عما إذا كانت الأسوار الفاصلة تعود بالضرر أكثر مما تنفع مشيديها وحماتها.

ويحفل التاريخ بأمثلة عن أسوار بنيت انطلاقاً من طرق تفكير محاصرة، وفشلت في تحقيق الهدف الأولي من بنائها، حيث لم يكن سور الصين العظيم المشيّد بهدف إبعاد الغزاة المقبلين من الشمال كافياً، لمنع جيوش كينغ من اختراق الحواجز وإطاحة سلالة مينغ.

أما خط ماجينو، الذي أنشأته فرنسا عقب الحرب العالمية الأولى، فلم يحصنها بوجه اجتياح هتلر النازي. وأصبح جدار برلين، الذي رمى لعزل فيروس الرأسمالية الغربية عن دول التكتل السوفييتي المثال الأشهر لانهيار الشيوعية.

ومما لا شك فيه أن بناة أسوار المكسيك وكاليه وإسرائيل، على الرغم من اقتراب المشروع الأول إلى حالة الوهم، ينظرون لأنفسهم على أنهم حماة مواطنيهم من نشاط الأجانب المحتشدين على الحدود.

إلا أن المشهد السياسي المنتج للأسوار يبدو مخيفاً أكثر منه بناء، وقد صنف ترامب المكسيكيين العابرين للحدود بالمجرمين والغاصبين، في حين اعتبر نتانياهو أنه ببناء الجدار يبقي «الوحوش الضارية» خارجاً.

قد تنجح الأسوار في النطاق العملي الضيق على فرضية أنها أقيمت أصلاً في الحد من التدفق البشري عبر الحدود، إلا أنها لا تثري على ما يبدو المجتمعات المختبئة خلفها. وتعتبر حماية الأفكار أمراً يختلف تماماً عن ضمان الحريات. وتظهر الحواجز المقامة من بنوها، وكأنهم قد استسلموا للخوف من الأجنبي.

Email