أصدر أحكاماً مبدئية وفشل في إتباعها بإجراءات فعالة

«خيبة الأمل» إرث أوباما الوحيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان من المقرر أن يجري الرئيس الأميركي باراك أوباما، مباحثات مع زعيم الفلبين الجديد، رودريغو دوتيريتي، في قمة شرق آسيا في لاوس أخيراً. وقد أعاد النظر في الأمر بعد أن دعاه دوتيريتي بوصف خارج عن اللياقة الدبلوماسية، فقرر سريعاً أنه من الأفضل أن يلتقي برئيس كوريا الجنوبية عوضاً عنه.

كان ينبغي أن تكون جولة وداعية لأوباما في منطقة، من المفترض أنها تمثل النجاح الأكبر لسياسته الخارجية: «التمحور حول آسيا».

كان الوقت والانتباه الذي منحه «الرئيس الباسيفيكي» إلى المنطقة موضع ترحيب، لكن برغم بعض التشجيع من قبل مسؤولي دول سابقين، هللوا للتمحور حول آسيا، إلا أن هناك العديد ممن يخشون من أن يكون التدخل الأميركي، لا سيما الوجود العسكري المتصاعد ونشر سفن في بحر الصين الجنوبي ومنظومة صاروخية جديدة وشيكة في كوريا الجنوبية، قد يزيد التوترات مع الصين بدلاً من احتواء الصعود الصيني أو إدارته.

مصير اتفاقات الشراكة

في غضون ذلك، فإن اتفاق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ، موضوع على جهاز إنعاش، وهو الذي كان من المفترض، بناء على تأكيد مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال راسل، أن يلبي «الوعد الاستراتيجي بإعادة التوازن، كنظام يدمج الولايات المتحدة بمنطقة آسيا المحيط الهادي». ويبدو من غير المرجح بشكل متزايد، في ظل وجود مرشحين رئاسيين معارضين، أن يمر هذا الاتفاق، أو حتى أن يطرح على الكونغرس.

كما أن معادله الأوروبي، اتفاق الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي، يعد أقل ترجيحاً، مع قول الفرنسيين والألمان، إن المباحثات فشلت هذا العام، وإلقائهم بظلال من الشك على إمكانية التوصل إلى اتفاق في يوم ما.

كل هذا يدفع المرء ليسأل: هل إرث رئاسة أوباما سيكون فقط إرثاً قوامه الخيبة؟

في ما يتعلق بباقي العالم، تبدو الإجابة بنعم. يستحق أوباما بعض الفضل على الاتفاق النووي الإيراني، على الرغم من أنه من المفيد، الإشارة إلى أنه أزعج حلفاء أميركا القدامى في المنطقة.

وكان أيضاً على حق في الوقوف في وجه الحكومة الأكثر عدائية من أي وقت مضى لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وهذا لم يكن يعني أكثر من عدم الإذعان لكل مطلب من هذه الحكومة.

لكن الأمل والتفاؤل في خطاب القاهرة، الذي ألقاه أوباما عام 2009، حيث دعا لإنهاء «دائرة الشك والخصام» بين العالم الإسلامي والغرب، تبددا منذ فترة طويلة. وأدى التدخل الغربي في ليبيا، الذي كانت الولايات المتحدة جزءاً منه، إلى كارثة. وقد يكون الموقف المرتبك من سوريا، والذي زاده سوءاً، التصريح عن «خط أحمر»، ومن ثم الفشل في التصرف عندما تم عبوره، أطال حرباً أهلية لا تظهر أي إشارة إلى حل، ولعب دوراً هائلاً في تمكين صعود «داعش».

قول مأثور

وفيما قد يكون القول المأثور «لا ترتكب أموراً حمقاء»، قولاً جيداً لنتذكره عند صياغة سياسة من هذا النوع، فقد وقع أوباما في كثير من الأحيان في فخ إصدار أحكام مبدئية، ومن ثم الفشل في إتباعها بإجراءات فعالة ومفيدة. في الوقت نفسه، فإن ممارسات غير مبدئية، يمكن أن تكون غير قانونية، تستمر من دون أن تبدو أنها تزعج ضمير أستاذ الحقوق القاطن في البيت الأبيض، مثل الضربات بالطائرات الموجهة عن بعد، التي تقتل الأبرياء، وأهدافاً محرومة من أي حق في المحاكمة.

وكانت العلاقات الأميركية مع روسيا، حصة دراسية لخبير، في ما لا ينبغي القيام به. فقد أغضب المسؤولون الأميركيون، الكرملين، من خلال التدخل بوضوح على أبوابهم في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، كانت الولايات المتحدة غير مستعدة للوقوف إلى جانب البلاد المؤيدة للغرب، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.

ملاحظات تظهر ازدراء بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعداء عاماً نحوه، لم تفعل شيئاً إلا زيادة شعبية الرئيس الروسي في الداخل، فيما النزعة البراغماتية التي كان بإمكانها أن تقود إلى التعاون وتحسين الأمن في آسيا الوسطى والشرق الأوسط، تم تجاهلها.

Email