ساركوزي يوظف «الخروج» البريطاني في معركة الرئاسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد مشهداً مألوفاً في عالم السياسة أن يطالعنا سياسي شعبوي بتعريف لمشكلة معقدة ما، ويجد جهةً يوجه إليها أصابع الاتهام، بوصفها مسؤولة عما حصل، ويخلص إلى طرح الحلّ الذي يكسبه أصوات الناخبين، ويزيد الأمور سوءاً على نحو متوازٍ.

ها قد شارف الصيف الفرنسي على نهايته، ومخيمات اللاجئين في كاليه تضاعفت حجماً، حيث وصل العدد من 4500 لاجئ في يونيو الماضي إلى 10 آلاف اليوم. أما نيكولا ساركوزي من موقعه الطامح للرئاسة مجدداً، فيؤيد إعادة النظر في اتفاقية «لو توكيه» عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على السماح لبريطانيا بمراقبة حدودها في كاليه، وتتيح للفرنسيين فرض رقابتهم على دوفر.

ويتفق كثيرون على أن ذلك يفاقم المشكلة، بدلاً من أن يخفف حدتها على كل من فرنسا وبريطانيا. إلا أن ساركوزي لا يريد بالطبع أن تقام النقاط الساخنة في كاليه، وجلّ ما يبتغيه، هو تحقيق الفوز في انتخابات الرئاسة المقبلة.

ستشهد السنوات المقبلة، على امتداد دول أوروبا، وجود رصيد سياسي قوامه الوعود بمعاقبة البريطانيين الذين يستحقون أن يلاموا لتفكيرهم المفاجئ بأن أوروبا ليست بالقارة الثابتة.

وقد بدأ عدد من الناس في الأسابيع التي تلت عملية الاستفتاء، في التساؤل عن مغزى ظهور حجة معسكر البقاء الأقوى تأثيراً في تلك المرحلة فقط، والتي تقول إن دول الاتحاد الأوروبي ستعاقب بريطانيا لتنقذ نفسها.

ويعرف التاريخ جيداً، أنه حيث تسود مشاعر الغضب، سيظهر دوماً نوع من الأشخاص المستعدين لإيقاد نارها، والبناء على مكتسباتها، سواء عبر حرق الكتب خارج دار الأوبرا في برلين، أو رفع شعارات الهروب الكبير والتغني بها. ومع أنه يستحيل الحسم ما إذا كان كثيرون ممن شكلوا نسبة 52 في المئة من مؤيدي الانسحاب من البوتقة، قد ابتلعوا كذبة أن الاتحاد الأوروبي يستغلهم، فالحقيقة الأكيدة، هي أننا لا نزال في بداية الطريق.

Email