صمت مع وصول 200 لاجئ سوري إلى أميركا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع وصول طائرة محملة بأكثر من 200 لاجئ سوري إلى الولايات المتحدة، أخيراً، لإعادة توطينهم في كاليفورنيا وفرجينيا، يكون الهدف الذي وضعه الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ عام، والمتمثل في قبول 10 آلاف لاجئ سوري، قد تم تحقيقه.

وقد قوبل الحدث بقليل من الضجة. فمن جهة، بدا الأمر إقراراً باللحظة السياسية، فالمرشح الجمهوري دونالد ترامب كان من أشد منتقدي هذه السياسة، وتشير استطلاعات الرأي، إلى أن العديد من الأميركيين يقفون إلى جانبه.

لكن حتى بين الذين يؤيدون إعادة توطين اللاجئين السوريين في أميركا، فإن الإعلان المتواضع، بالكاد، كان مدعاة للاحتفال، وقد وصفه المدافعون عن حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين، بأنه غير كافٍ على نحو رهيب، نظراً لأبعاد المأساة السورية.

يقول بعض المدافعين، إن إدارة أوباما تخطو بهدوء، في سعيها لتفادي الخطاب المناهض للاجئين، الذي ازدهر، عندما أعلن أوباما لأول مرة هذا الهدف.

وتصرح جين سمايرز، المديرة المساعدة لسياسة الهجرة واللاجئين في خدمة إحدى وكالات المساعدات لإغاثة اللاجئين، بدعم من الطوائف المسيحية: «نحن مسرورون بالتأكيد، بأن الإدارة توصلت لهذا الهدف، لكنه من المهم في الوقت نفسه، وضع هذا الأمر في نصابه، 10 آلاف لاجئ سوري، هو عدد قليل جداً، بالمقارنة مع الاحتياجات، ومع ما يفعله آخرون في المنطقة بوجه خاص».

فقد فر أكثر من 4 ملايين سوري من بلادهم، منذ أن بدأت الحرب الأهلية عام 2011، ومعظمهم استقروا في البلدان المجاورة، مثل الأردن وتركيا ولبنان. في لبنان، يصل عدد السوريين 1 مقابل كل 5 أشخاص الآن. وقد عبر مئات الألوف البحر الأبيض المتوسط أيضاً، سعياً للجوء في أوروبا. ألمانيا وحدها استقبلت مليون لاجئ، ونظراً لتلك الأرقام، فإنه ينبغي على الولايات المتحدة «أن تنظر إلى هذا الحدث الهام، المتمثل باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري، كأرضية، وليس كسقف»، حسبما يقول ديفيد ميليباند، وزير الخارجية بريطانيا الأسبق، ورئيس لجنة الإنقاذ الدولية.

مهما كانت أهداف الإدارة، لا تبدو هذه هي اللحظة المناسبة لقرع الطبول. وبينما 56 % من الديمقراطيين يؤيدون دخول اللاجئين السوريين، فإن 18 % فقط من الجمهوريين يفعلون ذلك، وهذا الرقم انخفض من 27 % في عام 2014، وفقاً لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية، في استطلاع صدر أخيراً. وتراجع أيضاً التأييد بين المستقلين خلال الفترة نفسها إلى 32 % من 40 %، وفقاً للاستطلاع نفسه.

وقد حذر ترامب، من تأثير السماح بمزيد من اللاجئين، وبخاصة السوريين، إلى الولايات المتحدة. وقال النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، فرن بوكانان، في رسالة إلى أوباما أخيراً: «نحن بحاجة إلى التوقف عن قبول اللاجئين السوريين، باعتبار ذلك مسألة تتعلق بالأمن القومي».

وفيما هناك تصعيد في المشاعر المعادية للاجئين، بعد هجمات باريس في نوفمبر، تقول سمايرز إنه: «منذ ذلك الحين، فإن فيض الدعم للاجئين الذي نشهده عبر العديد من المجتمعات، لافت للنظر»، مضيفة: «تدفق الدعم تجاوز احتياجات الأعداد القليلة من اللاجئين السوريين القادمين».

أرقام دالة

في العام الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن الولايات المتحدة سوف تنظر في زيادة إعادة توطين اللاجئين من 85 ألفاً خلال السنة المالية 2016 (المنتهية في 30 سبتمبر)، إلى 100 ألف العام المقبل. لكن هيئات إغاثة اللاجئين، تضغط من أجل العودة إلى 200 ألف، وليس أقل من 140 ألف لاجئ.

Email