الانتفاضة الفلسطينية الثالثة حتمية سياسية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب متحدثون إسرائيليون، أخيراً، ببناء عدد لا يحصى من المستعمرات في الضفة الغربية. وقال عضو الكنيست السابق أرييه إلداد، الذي يعيش في مستوطنة غير قانونية، مخاطباً حشداً من قطعان المستوطنين إبان تصاعد الهتاف إن: «تلك اللعنة الفلسطينية تطاردنا إلى يومنا هذا، ويجب علينا محو اسم فلسطين من أرض إسرائيل».

في حين قال العضو البارز في الكنيست يهودا غليك: «يجب علينا توضيح انتهاء كل ما يقال عن أن أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية.. سنمضي قدماً في فرض السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وبالتالي فإن أي شخص يرغب بالعيش بسلام هو موضع ترحيب، وإلا سنستخدم إجراءات قاسية ضدهم».

من السهل أن يتم صرف النظر عن مثل تلك التصريحات باعتبارها خرجت من الجانب الصهيوني اليميني المتطرف، أي بشكل منفصل عن الإسرائيليين عامة. فمن دون ريب، سيعارض بعض الإسرائيليين تلك الأفكار التي تتناقض والسلام، ولكن التيار الإسرائيلي السائد تحرك بحدة نحو اليمين خلال العقد الماضي.

وقد كشف استطلاع للرأي أجراه «مؤشر السلام» التابع لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي خلال العام الجاري عن أن 72% من اليهود الإسرائيليين لم ينظروا للسيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين على أنها «احتلال». توجد تلك الحالة العميقة من الإنكار في كافة أرجاء المجتمع الإسرائيلي، كما أن وسائل الإعلام تنصاع لها، إلى حد كبير.

إذ نادراً ما أمعنت الصحافة في الحياة في الضفة الغربية بالنسبة إلى الفلسطينيين، ناهيك عن غزة، باستثناء كيفية تأثير ذلك على قدرة القوات الإسرائيلية على القيام بعملياتها مع الإفلات من العقاب.

يوافق العام المقبل الذكرى الـ50 لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة. ويعيش اليوم أكثر من 400 ألف مستوطن يهودي، بصورة غير قانونية، في الضفة الغربية، مع 200 ألف آخرين، على الأقل، في القدس الشرقية.

لقد نشرت باحثة في جامعة أكسفورد، تدعى سارة يائيل هيرشهورن، إحصائية في عام 2015، أظهرت أن حوالي 15% من مستوطني الضفة الغربية، أي يقرب من 60 ألف شخص، كانوا مواطنين أميركيين.

وقالت الدكتورة هيرشهورن، في مؤتمر عقد بالقدس العام الماضي، إن أولئك الناس كانوا "شباناً أميركيين، وليبراليين محنكين وأذكياء ومثاليين، ممن كانوا نشطاء صهاينة، وقد كانوا حريصين على تطبيق قيمهم وخبراتهم على حركة الاستيطان الإسرائيلية.

إذا كان غالبية الإسرائيليين لا ينظرون لسياساتهم ضد الفلسطينيين على أنها تمييزية، ليتم اعتبارها بأنها سياسات عادية للسيطرة على جوانب لا تحصى من الحياة الفلسطينية اليومية، بدءاً بهدم المنازل وإقامة نقاط التفتيش العشوائية.

واعتقال الأطفال في منتصف الليل، ووصولاً إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية لأجل المستوطنات الإسرائيلية الآخذة في الاتساع، فإنه من المهم أن نفهم الكيفية والأسباب التي أدت لأن تصبح تلك المسألة مقبولة للغاية. فقد عملت الحركة الاستيطانية الإسرائيلية لأكثر من خمسة عقود محاطةً بضغط استراتيجي، لتحتل المناصب العليا في جميع مستويات الحكومة والجيش.

Email