شهر العسل السياسي لرئيسة وزراء بريطانيا فيما يتعلق بأوروبا لن يدوم طويلاً

خطوات ماي الأولى في السير على حبل مشدود

لقاء ماي بميركل الحدث الأهم في أجندتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

باشرت رئاسة الوزراء البريطانية بقيادة تيريزا ماي العمل الجدي، أخيراً. وبعد أن جرى تغيير الحرس، وتشكيل الحكومة، وتلقي المكالمات الهاتفية من باب المجاملة، حان الوقت أخيراً للانطلاق نحو السياسة والحكم والسلطة الجدية.

وقد وُجدت حكومة ماي لسبب وحيد، وهو التصويت التاريخي الذي جرى لمغادرة الاتحاد الأوروبي. وسيجري إطلاق الأحكام على حكومتها، بناء على كيفية تعاملها مع تفويض الخروج من الاتحاد الأوروبي، قبل أي شيء آخر، والطريقة التي ستشكل سياستها المملكة المتحدة ما بعد خروجها، إن بقيت متحدة.

الحدث الأهم في أجندة رئيسة الوزراء كان لقاءها مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، الذي أعقبه لقاء في باريس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وانطلاقاً من هذين اللقاءين ستتشكل المفاوضات التي سوف تحدد أكبر نجاح أو أكبر إخفاق لها.

وكان التصويت الأخير قد حسم موضوع الخروج، لكن ليس الشروط للوصول إليه، ويتعين على حكومة ماي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الآن تقرير ما يعنيه فعلاً الخروج في واقع الممارسة.

قبل ذلك، جاء أول ظهور لتيريزا ماي في جلسة توجيه الأسئلة إلى رئيسة الوزراء في مجلس العموم أخيراً. وقد برهنت ماي على أنها تجيد هذا الدور، حيث التزمت بمبادئها الشاملة اجتماعياً، وسجلت بعض النقاط، وكشفت عن موهبة مخبأة تستقي من بصمات مارغريت تاتشر. ساعدتها في ذلك أولويات زعيم حزب العمال جريمي كوربن المضللة.

وبدلاً من الضغط على ماي بشأن اللقاء مع ميركل أو هز الحبل المشدود الذي تسير عليه، بشأن الوصول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وحرية حركة العمالة، وهي القضايا التي تعتبر ماي ضعيفة حيالها بلا شك، فإن زعيم حزب العمال سأل عن إضراب عمال المناجم في الثمانينيات، مظهراً مرة أخرى عدم اكتراثه للأهمية الحيوية لأوروبا.

تحديات كثيرة

ومع ذلك، فإن نواباً آخرين حذروا من أن شهر العسل السياسي بالنسبة لماي في وستمنستر بشأن أوروبا قد لا يدوم طويلاً. فأكد انغوس روبرتسون من الحزب الوطني الإسكتلندي أن تصويت إسكتلندا للبقاء في الاتحاد الأوروبي ينبغي احترامه.

وترك بعض نواب حزب المحافظين علاماتهم الخاصة بشأن التكاليف التنظيمية للوصول إلى السوق الموحدة وأعداد المهاجرين والدعم الزراعي، وفي غضون ذلك، أصر نائب حزب العمال باري شيرمان على صفقة عادلة للمواطنين الشباب الراغبين في السفر والعمل في أوروبا.

كل هذه القضايا والمزيد منها ستكون قضايا مطروحة في العملية الجارية في برلين. وكلها مزالق محتملة. في هذه المرحلة، تتحسس ماي خطواتها، وتوضح نية حكومتها في العمل على تقديم خروج بريطانيا بشكل يمكن تسويقه سياسياً في الداخل، وليس بنية التراجع عن التصويت.

 وقد هدف الإعلان الأخير بأن المملكة المتحدة لن تأخذ دورها في الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من 2017 لتأكيد هذا الأمر، وكذلك واقع تولي ماي قيادة هذه القضية.

لكن حتى هذه الاجتماعات المبكرة تشكل تذكيراً بأنه سيكون هناك جانبان، وفي كثير من الأحيان أكثر من جانبين، على كل قضية في المباحثات.

تفضيل

يفضل معظم الذين يؤيدون بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خروج بريطانيا بحده الأدنى، لكن جلسة توجيه الأسئلة لرئيسة الوزراء أظهرت وجود العديد من نواب حزب المحافظين على الجانب المتطرف ، في الوقت الذي يمتلئ تاريخ القضية الأوروبية بالتذكير بأن الأقلية يمكنها أن تجعل الحياة مستحيلة لرئيسة وزراء بأغلبية صغيرة.

Email