ترشيح ترامب يُظهر تغير النزعة المحافظة

ترشيح ترامب أظهر أن طبيعة النزعة المحافظة قد تغيرت

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما فاز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري في أميركا أخيراً، انطلقت أضواء الديسكو، وارتفعت أصوات الموسيقى تصدح «نيويورك، نيويورك»، وهتفت إحدى اللافتات «أكثر من عادي»، وهو بالضبط ما كان عليه الوضع.

لاحقاً، وجه نجل ترامب كلامه للمحتشدين، وهو أمر غير مألوف بالنسبة لعائلة ترامب المحافظة بالفعل، كما ابنته، وصديق العائلة كريس كريستي، وصدقوا أو لا تصدقوا، المدير المسؤول عن مصنع الخمور العائد لترامب. فهل هذا كان مؤتمرا أم فرصة استثمارية؟

وهذا الترشيح لم يكن بالطبع بالإجماع. تذكروا أن الانتخابات التمهيدية المبكرة كانت قريبة نسبيا، وبالتالي كان عدد المندوبين التابعين لترامب في بعض الولايات منخفضاً جداً، وكان هناك عدد كبير من المندوبين المعارضين داخل القاعة.

وقامت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بالتأكد من عدم وضع أي أسماء بديلة في دائرة المنافسة. برغم ذلك، كانت بعض الولايات لا تزال تسجل أصواتاً كثيرة لصالح تيد كروز، وماركو روبيو وجون كاسيتش.

أمر غير عادي

ومن المفارقات أن مؤسسة الحزب الجمهوري الراسخة ونخبها الحاكمة تحمي ترامب من معارضيه، وهو أمر مثير للسخرية، لأن خوضه الترشح تم ضد هذه المؤسسة الراسخة.

وبناء على ذلك فإن هذا الفوز أمر غير عادي. منذ عام، كان ترامب عبارة عن مزحة، مظاهرة إعلامية، شيء جديد، وافتراضنا وجوده كان لإثارة الضحك. واعتقدت أنا شخصيا انه سوف ينسحب، واعتقدت أن غياب الخبرة لديه بالكامل، وتهوره، سوف يحسب ضده في الانتخابات التمهيدية بين المحافظين، غير أن طبيعة النزعة المحافظة قد تغيرت.

ولا يتماهى الناس مع ترامب بنفس الطريقة الشخصية، كما سبق أن فعلوا مع سيدة «الهوكي» من ألاسكا. كيف يمكنهم ذلك؟ فهو يحلق بطائرته الخاصة فوق أنحاء العالم، وزوجته عارضة أزياء، لكن قضاياه ضربت على وتر حساس.

الشيء الإيجابي

لم يتحد ترامب النظام فحسب، بل تحدى المحافظين الأيديولوجيين الذي يطرحون أنفسهم بأنهم المتمردون. وبفوزه على تيد كروز، فإن ترامب بالفعل أدار تمرداً ضد المتمرد. وأظهر أن ما يرغب به الناس لم يكن شيئا أكثر نقاء على الصعيد الأيديولوجي، كما افترض كروز، وإنما شيء مختلف تمام.

وهذا هو الشيء الإيجابي الهام الوحيد الذي يمكننا أن نستخلصه من الحملة. إذا كان بإمكان ترامب أن يفوز عندما يطعن بموقف الجمهوريين من موضوعات التجارة والحرب، فربما يمكن لأحدهم في المستقبل أن يفوز، متحدياً مواقفهم على أمور أخرى. لا مزيد من خصخصة الضمان الاجتماعي. ماذا عن الحريات المدنية؟

كان خطاب دونالد ترامب الابن من النمط الجمهوري ذكياً ورؤوفاً. ومع كل كلمة نطق بها، لمست أن جماعة المناهضين لترشيح ترامب، «نفر ترامب»، تلين عزيمتهم. إذا كان دونالد الابن بإمكانه أن يحب دونالد الأب ويحترمه، ألا يمكننا القيام بالأمر نفسه في قلوبنا؟ اللعنة أيها الجمهوريون: لقد رشحتم ترامب الخطأ!

تطمينات

انتقل موضوع مؤتمر الحزب الجمهوري من بناء الجدار إلى الدفاع عن رجال الشرطة الأميركية، ونحن نكره هيلاري كلينتون. وفيما كان كريس كريستي يقرأ لائحة اتهامات ضدها، صاح المؤتمر «اعتقلوها»، فابتسم كريستي. ونحن بحاجة إلى تطمينات بأن الكراهية لن تكون الموجة المستقبلية.

Email