أسئلة شائكة في فرنسا بعد هجوم نيس

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما كان متنزه الإنجليز في نيس بفرنسا رمزاً للحياة الرغدة. وبالنسبة إلى سكان نيس فإنه يحفظ لهم ذكريات أول سباحة وأول تذوق للأيس كريم. ويعتبر بالنسبة إلى الزوار جوهر الريفيرا الفرنسية.

ولكن فيما وراء هذا الرمز الذي يحف به السعف، هناك واقع أكثر تعقيداً، فالمدينة أيضاً تضم أحياء المهاجرين المحرومين في منطقة تعد معقلاً لحزب من أقصى اليمين، يكتسب أرضيته من خلال رفضهم.الحافلة التي تزن 20 طناً، التي قادها التونسي محمد لحويجي بوهول، وقتل بها 84 شخصا كانوا في الطريق جعلت العالمين يتصادمان. ولا يزال الأمر في مراحله الأولى، ولكن يقول كثيرون إن الأخذ بعين الاعتبار الواقع في نيس وفرنسا إجمالاً يعد أول خطوة تجاه الشفاء .

تداعيات

ولا تزال العائلات تجوب المستشفيات من أجل أقاربها، بينما هناك بعض الضحايا ممن يتعين تحديد هوياتهم. ولا يزال دافع السائق غير معروف بعد، على الرغم من إعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم.

عرفت نيس بثرائها. وفيها الكثير من كبار السن والسكان المحافظين. ومن يسمون بالمستعمرين الفرنسيين البيض، الذين استقروا في المنطقة بعد طردهم من الجزائر عقب تحريرها. وجنوب شرق فرنسا معقل قوي للجبهة الوطنية اليمينية التي نمت على مستوى البلاد استنادا للمشاعر للاتحاد الأوروبي والمهاجرين.

واجتذبت نيس المهاجرين أولاً عقب الحرب العالمية الثانية، وكان معظمهم من الجزائر وتونس وإيطاليا، وعملوا على بناء الفنادق والطرقات والبيوت. ووصل كثير من المهاجرين الجدد مثل بوهليل للبحث عن عمل.

ومع تصاعد التطرف وجدت نيس نفسها في قلب مشكلة التطرف. وبحسب منظمات غير حكومية في نيس فإن هناك نحو 120 شخصاً غادروا المنطقة وتوجهوا إلى سوريا للانضمام إلى المتطرفين، وكان 11 منهم ينتمون إلى عائلة واحدة.

ويتساءل الكثيرون عما إذا كانت جذور المشكلة ستعالج. لا سيما أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستنطلق حملتها قدماً العام المقبل. ويقول أحد المحللين إنه «عقب هجمات باريس عام 2015 كان هناك نوع من الهدنة في الحياة السياسية لأيام قليلة. وهذه المرة ليست هناك هدنة».

دعوات للتماسك

ألقى السياسيون باللوم على بعضهم بعضا. ويشار إلى أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي يأمل بالعودة إلى السلطة توجه إلى كاتدرائية نيس بعد الهجوم مباشرة، وقال إن على البلاد أن تفعل المزيد بحيث لا تتعرض لمثل هذه الهجمات مرة كل ستة أشهر.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن على فرنسا أن تتماسك تماما كما فعلت عقب أحداث شارلي ابدو، وهجمات متجر الكوشيير في يناير عام 2015، ثم بعد عشرة أشهر عقب هجمات باتاكلان. ولكن عقب ثمانية شهور من ذلك هل يمكن لفرنسا أن تبقى موحدة؟ يشير النقاد إلى أن المجتمع الفرنسي أصبح هشا اليوم، ويتساءلون عما إذا كانت دعوات الحكومة إلى التماسك والهدوء سوف تلقى آذاناً صاغية.

شاهد عيان

قال جيرمي سيمون كولادو، الصحافي في «نيس ماتان» وهي صحيفة محلية في نيس إنه كان في المنزل يشاهد فيلماً وتلقى اتصالاً هاتفياً من زميل له. وكان رئيسهما في موقع الهجوم، وقد أوشكت الشاحنة أن تدهمه وتوجه محررو الصحيفة لتغطية الحدث، ومنذ تلك اللحظة تم حشد المجتمع. وقدم سائقو التاكسي توصيلات مجانية وفتح أبناء المدينة أبواب بيوتهم.

Email