خمس خرافات تحيط بالاتحاد الأوروبي

ألمانيا تتولى قيادة الاتحاد الأوروبي باعتبارها زعيمة أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قلبت الأحزاب الشعبوية الوضع السياسي في أوروبا، وتأتي هذه الأحزاب بمختلف الأشكال والأيديولوجيات واللغات، لكن شيئا واحدا يوحدها، هو كرهها للاتحاد الأوروبي، الذي كان دوما كيانا معقداً تديره النخب، مما جعله أرضا خصبة للخرافات، التي لا يزال بعضها يحظى بشعبية بشكل ملحوظ.

الخرافة الأولى

تقول إن الاتحاد الأوروبي دكتاتورية التكنوقراط والبيروقراطية المتضخمة، وقد احتجت صحيفة «تلغراف» في عام 2013 بأن موظفي الخدمة المدنية تزداد تكلفتهم باطراد كل عام بسبب التزامات التقاعد، حتى مع انخفاض الإنفاق الإجمالي للاتحاد الأوروبي بنسبة 6 %. وتظهر الأرقام صورة مختلفة، إذ توظف مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي حوالي 55 ألف موظف في الخدمة المدنية، مما يزيد على بضعة آلاف عن عدد العاملين في باريس.

الخرافة الثانية

تتولى ألمانيا قيادة الاتحاد الأوروبي، لأنها أكبر مساهم في الميزانية، وتتصرف باعتبارها زعيمة أوروبا بحكم الأمر الواقع لا سيما منذ الأزمة المالية.

لكن المقصود من قيام الاتحاد الأوروبي كان تحقيق السلام في أوروبا عبر ضوابط وتوازنات تضمن عدم هيمنة بلد واحد، لا سيما ألمانيا. وكانت برلين مترددة في القيادة تحديدا بسبب حملها التاريخي. ويعني تصويت الأغلبية في المجلس الأوروبي أن أي بلد بحاجة إلى حلفاء للضغط من أجل تامين أفضلياته الوطنية.

الخرافة الثالثة

تصدر عن بروكسل تدابير تنظيمية مفرطة ومثيرة للسخرية.

يدعي المشككون في اليورو أن هناك 26911 كلمة تختص بالأنظمة التي تنظم بيع الملفوف في الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى أن البيروقراطيين يتدخلون إلى حد بعيد في الحياة اليومية بقواعد زائدة عن الحاجة. لكن بعض المبادئ التوجيهية التي يجري انتقادها بأنها تدخلية تشكل نعمة للمستهلكين، كالقواعد التي تجعل الحافلات قابلة للاستخدام من قبل المعوقين، والتي تضع معايير للأمان للأطعمة.

الخرافة الرابعة

يريد الاتحاد الأوروبي أن يبني جيشا، وكان السياسيون البريطانيون مذعورين بشان فقدان السيادة.

حلم الجيش الأوروبي موجود، كما قال رئيس المفوضية جان كلود جونكر أخيرا. لكن واقعيي الأمن والتعاون الدفاعي أكثر جدية. وكانت الدول الأعضاء تعمل معا، لكن على أرضية حكومية حيث العواصم الوطنية يمكنها الاعتراض على أي مبادرة. دستوريا، تسمح بعض البنود بالتقدم نحو الدفاع المشترك، لكن لم تستخدم هذه البنود مطلقا. وتوصي وثيقة الاستراتيجية الدولية للاتحاد الأوروبي، بطرق لتحسين الوضع، لكن إنشاء جيش أوروبي ليس بينها.

الخرافة الخامسة

اليورو جلب الازدهار. صحيح أن منطقة اليورو حمت البلدان الصغيرة ذات العملات الضعيفة من صدمات الأزمة المالية عام 2008، وعززت التجارة داخل الاتحاد الأوروبي، لكن تصميم اليورو لم يشجع على تقارب اقتصادي حقيقي عبر القارة. والتفاوت بين الوسط والأطراف بقي في قلب متاعب أوروبا.

صعوبة التغيير

تم انتقاد قواعد منطقة اليورو من البداية، وأزمة الديون السيادية بررت الانتقادات جزئيا، عندما واجهت الاقتصادات الأصغر نقصا هائلا في الميزانية ، كان بإمكان المصرف المركزي الأوروبي دعمها بضخ سريع للأموال، لكن لأنه لا يملك قوة الإقراض وقف متفرجا فيما ألمانيا قررت ماذا ستفعله . وهذا لم يكن «الازدهار» الموعود به.

Email