النهج الجديد يعزز القوى المناهضة للتنظيم الإرهابي

مؤشرات واعدة للتعزيزات ضد «داعش»

■ القوات الأميركية الخاصة قد تعزز دحر «داعش» | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، أخيراً، عن توجه 250 عنصراً من قوات العمليات الخاصة إلى سوريا، يوحي بأن نهج «البدء بقوات قليلة» في محاربة تنظيم «داعش»، يُظهر مؤشرات واعدة.

الخريف الماضي، قالت المحللة السابقة في «وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية»، ماليسا دالتون، إن أوباما أرسل 50 عنصراً من «قوات النخبة» إلى سوريا بصفة مدربين «إدراكاً للطريقة التي تثبت جدوى تلك النظرية»، مضيفة إن الهدف كان رؤية ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة استخدام التدريب لكسب شعبية بين صفوف المقاتلين الأكراد والسنة العرب على الأرض.

وقدم أوباما حكمه الذي توصل إليه بخصوص هذا الموضوع، قائلاً إن ما تتحلى به قوات العمليات الخاصة في سوريا من خبرة «كان حاسماً حيث قامت قوات سورية محلية بدحر تنظيم داعش من مناطق رئيسية». وبدا قراره الأخير بأنه محاولة للضغط على زر «تسريع التقدم».

جدوى النظرية

واستنادا إلى دالتون: كان هناك تزايد في الزخم الإيجابي، بالترافق مع الفكرة الرائجة: «حسناً، إذا قمنا بتوسيع هذا الجهد قليلاً، ومضاعفة عدد المدربين في البلاد، لربما نتمكن من مضاعفة التأثير».

.

لكن بناء البرنامج شيئاً فشيئاً يعد أمراً منطقياً، حسبما يقول آخرون. فهو يمنح الولايات المتحدة إمكانية تعزيز القوات المناهضة لـ«داعش» بشكل مؤكد من دون التورط في حرب في الشرق الأوسط.

وفي هذه الحالة، يقول المحلل في شؤون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد نيكولاس هيراس: «إن اتباع سياسة التدرج في صنع التغييرات يشكل النهج الصحيح».

وهذا القرار الأخير يعكس قرارا آخر تم اتخاذه في الآونة الأخيرة، مع المزيد من القوات الأميركية في طريقها إلى العراق في أدوار جرى توسيعها تقربها «من موقع الحدث» كما يعبر عن ذلك وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر.

ومع عدم إخفاء أوباما رغبته في إبقاء الولايات المتحدة خارج أي حرب أخرى في الشرق الأوسط، فإنه ينظر إلى زيادة قوات العمليات الخاصة في سوريا من 50 إلى 300 عنصر، كمناورة منخفضة المخاطر نسبياً.

ويقول هيراس إنهم «كانوا يعملون على توضيح المنافع: ستحصلون على تدريب، وعلى دعم الضربات الجوية الأميركية، والدعم اللوجستي الأميركي، وعلى الفكرة غير المفصح عنها ومفادها أنه في الوقت الذي يشكل داعش الهدف الأساسي، فإن الولايات المتحدة لن تتبرم إذا ما قاتلت تلك الجماعات الرئيس السوري بشار الأسد».

ويضيف هيراس إن المدربين حققوا بعض النجاحات في زيادة أعداد العرب السوريين داخل قوات سوريا الديمقراطية.

وهذا الأمر مهم لبناء بعض الثقة بين القوات المناهضة لـ«داعش». ولقد أثبت الأكراد أنهم الشركاء الأكثر موثوقية للقوات الأميركية، لكن العرب السوريين لا يثقون بهم، إلى درجة أن عائلات عربية سنية كانت تفر داخل عمق المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» خوفاً من القوات الكردية، وفقاً لتقرير مؤسسة العفو الدولية.

وتريد القوات الكردية في النهاية منطقة حكم ذاتي لها داخل سوريا، وهو الهدف الذي لا يلقى تأييدا بين العديد من العرب السنة، حسبما تشير جيني كافاريلا، زميلة في مؤسسة دراسة الحرب.

صعوبات متوقعة

لكن خليطا عرقيا أكبر ضمن تلك القوات التي تقاتل «داعش» قد يساعد في المدى الطويل، وإذا تمكنت عناصر هذه القوات من استعادة السيطرة على بلداتهم في النهاية، فإنه سيتوجب عليهم إيجاد طريقة للعيش معاً وأن يحكموا سوياً، وهذا الأمر يشكل مقترحاً أكثر صعوبة حتى من الفوز في ساحة المعركة.

في مهمة التدريب والتجهيز الأولى، كان يجري التشديد على المقاتلين الذين أوصى بهم السوريون على الأرض، وفي الغالب بوساطة من الأتراك.

الآن، فإن مجموعة المجندين تضم «رجالاً تم طردهم من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وبالتالي تحفزهم مشاعر الانتقام، وهم عازمون على محاربة التنظيم» يقول هيراس، مضيفاً: «بالنسبة لهم، داعش يشكل العائق الرئيسي أمام إمكانية عودتهم إلى ديارهم وبناء حكومتهم، وهو العدو الرئيسي».

فكرة

بذلت الولايات المتحدة جهوداً أكبر بكثير في الماضي، لمحاربة «داعش»، وحاولت، قبل إرسالها 50 عنصراً من قوات النخبة الخريف الماضي، تقديم 500 مليون دولار لتدريب قوات سورية مناهضة لتنظيم «داعش». وكانت حصيلة ذلك نزول «أربعة أو خمسة مقاتلين» إلى ساحة المعركة .

ومع ذلك، يؤكد كريستين وورموث، كبير منسقي سياسات البنتاغون للمشرعين، أن عناصر قوات المعارضة السورية في البرنامج «كانوا يتلقون تدريبا رائعا».

وجاء رد المشرعين بالتمحور حول 50 عنصراً من قوات النخبة، الذين عملوا على صقل رسالتهم للمجندين المحتملين.

Email