«بوكو حرام» تطور نهجها الإرهابي

■ عمليات "الجماعة" تجاوزت حدود نيجيريا وتخطت قائدها | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تكف جماعة بوكو حرام عن تطوير نهجها الإرهابي، وقد اتخذت بفعل الضغوط الممارسة عليها من قبل التحالف العسكري الإقليمي توجهاً لم تتضح معالمه كثيراً بعد.

شكلت الجماعة العام الماضي تحالفاً مع تنظيم «داعش»، إلا أنها تبنت في الوقت عينه تكتيكات إرهابية متباينة، لم يكن الهدف منها الاستيلاء على الأراضي، خلافاً لهدف التنظيم المعلن بإقامة دولته.

وقد أشارت البنتاغون، أخيراً، إلى اعتراض شحنة أسلحة متجهة من مقاتلي «داعش» في ليبيا قبل وصولها إلى «بوكو حرام» في نيجيريا، كدلالة على التعاون الوثيق بين المجموعتين. غير أن الغموض لا يزال يلف التحالف بحد ذاته، ونوايا بوكو حرام الكلية.

ويقع في صميم ذلك اللغز العقل المدبر لأبو بكر شيكاو الذي تولى قيادة «بوكو حرام» على مدى الأعوام الستة الماضية. ومع أن القليل يعرف عن حياة قائد الجماعة، إلا أن الأمر المؤكد هو موهبته في الإفلات من قبضة الموت.

ويرتبط القليل الذي نعرفه عن شيكاو بمسار تطور الجماعة الإرهابية، إلا أن ظهور فيلمي فيديو متناقضين في الآونة الأخيرة قد يشير إلى أن «بوكو حرام» قد تجاوزت قائدها الذي أكد في ظهور أخير أن النهاية بالنسبة له قد أتت، في حين أشار فيلم آخر إلى أن القتال مستمر.

ومع أن الفيديو أكد قيادة شيكاو لـ«بوكو حرام»، فهو لم يظهر وجهه أو يعطيه الكلام، وهو واقع يعكس تبني الجماعة لمسار جديد، أو وجود قادة آخرين. تدخل «بوكو حرام» في مرحلة التحول السريع، بحيث يصعب تحديد ملامح واضحة لصورتها، حتى في الدعاية الإعلامية لها. وقد تطورت في أقل من عقد من طائفة محلية منعزلة إلى تهديد قومي لأكبر دول إفريقيا، إلى أحد فروع تنظيم «داعش» القادر على زعزعة أوضاع غرب إفريقيا على نحو واسع. لقد تجاوزت «بوكو حرام» حدود نيجيريا وتخطت قائدها شيكاو أيضاً.

Email