فرنسا تواجه عقبات في إحياء عملية السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

مساعي الحكومة الفرنسية المتكررة لدفع عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي لم تتوقف على الرغم من غياب العقبات الكبيرة وغياب الحماسة لبذل الجهود من بعض الأطراف التي يفترض أنها معنية بالمسألة.

وبمعزل عن السلطة الفلسطينية، فإن الشريكين الأساسيين الآخرين، أي إسرائيل وأميركا، تبدوان مرتابتين.

وأحد أسباب ترحيب السلطة الفلسطينية بأي مسعىً لإحياء عملية السلام شبه الميتة هو أن أي تحرك في هذا الاتجاه، مهما كان عقيماً، سيمنح سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مهلة ويبعده قليلاً عن دوامة الفشل التي لازمته لإخفاقه على مدى عقدين بوضع استراتيجية تفاوض ناجحة مع إسرائيل.

وتخطط الحكومة الفرنسية، على الرغم من كل الصعاب، لعقد قمة في باريس في 30 مايو بهدف إحياء عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي.

وقد أعلمت إسرائيل، أخيراً، بالمؤتمر المقرر أن يحضره عشرات من وزراء الخارجية المشاركين، في حين أنه من غير المطلوب من إسرائيل أو فلسطين إرسال ممثلين عنهما للاجتماع، رغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي رسمياً أخيرا، رفضه لهذا المؤتمر.

ويستبعد أن يكون الفلسطينيون من السذاجة بحيث يتوقعون من فرنسا النجاح حيث فشلت أميركا، إلا أن موقفهم يتسم بحماسة تجعلهم مستعدين لتجاوز مطالبتهم مجلس الأمن بقرار يدين بناء المستوطنات غير الشرعية على أراضيهم لصالح الخطوة الفرنسية.

لقد سبق لإسرائيل أن رفضت بحزم كل إشارة لإنهاء احتلال الأراضي التي اغتصبتها عام 1967، أو وقف بناء المستوطنات، وها هي تتصدى اليوم للمسعى الفرنسي حسن النوايا.

ولا بد من أجل تخطي ذلك تقديم مغريات ما، وسط مخاوف من أن تكون رعاية عملية سلام ميتة أصلاً إرضاءً لإسرائيل. ومع أن هذا ما قد يحصل إلا أنه بالكاد يؤدي لإحراز أي تقدم ذي معنى.

Email