المتفائلون يتوقعون تحركاً سريعاً من بكين

دور الصين أساسي في كبح جماح بيونغيانغ

الصين طالبت بحل هادئ لإطلاق بيونغيانغ الصواريخ البالستية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقب أربعة أسابيع من تنفيذ التجربة النووية الرابعة تحت الأرض، أرسلت كوريا الشمالية قمراً اصطناعياً إلى الفضاء. وعلى الرغم من أن بعض التفاصيل تظل غير واضحة، إلا أن هذا هو اختبار إطلاق صواريخ بعيدة المدى ذات قدرات هجومية.

ويعتبر هذا انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة القاضية بحظر استخدام وتطوير مثل هذه التقنية ونكسة أخرى واضحة جدا في الجهود الدولية الرامية إلى الضغط على نظام كيم جونغ أون لإنهاء برنامج أسلحته. فالدولة المارقة أصبحت أكثر شراً.

إدانات دولية

الإدانات الدولية تعاقبت بصورة حتمية وعلى رأسها اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن الدولي. وقالت الولايات المتحدة إن إطلاق الصاروخ كان «استفزازاً كبيراً»، لا يهدد أمن شبه الجزيرة الكورية فقط وإنما المنطقة والولايات المتحدة أيضا. كوريا الجنوبية دعت إلى فرض عقوبات إضافية على بيونغيانغ. وأعلنت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أنهما ستبدآن محادثات نشر صواريخ بالستية أميركية جديدة كنظام دفاع عن أراضي كوريا الجنوبية.

مثل ردات الفعل هذه مبررة. إلا أن هذا التطور يوضح الحدود القصوى التي وصلت إليها الدبلوماسية في العلاقات مع كوريا الشمالية. هذا لا يعني التخلي عن الدبلوماسية، ولكن هناك من دون شك تعجلا جديدا. اطلاق الصواريخ لا يعني أن كوريا الجنوبية على حافة التعرض للخطر نتيجة نظام الأسلحة. ولكن هناك تعجل من دون أدنى شك. إلا أن إطلاق الصاروخ يترك القليل فقط لتخيل الاتجاه الذي اختارته بيونغ يانغ. فهدفها هو وضع نظامها الشمولي داخل المخبأ النووي، أيا كانت التكاليف بالنسبة لشعبها، وأيا كانت النتائج بالنسبة للنظام.

مراكمة القوة العسكرية

منذ أن كشف عن برنامج كوريا الشمالي النووي السري في تسعينيات القرن العشرين، نظر إليه باعتباره مشكلة انتشار. ولكنه الآن يتحول إلى شيء مختلف، مشكلة ردع. وبينما تسعى بيونغيانغ إلى مراكمة قوتها العسكرية سيرد الآخرون بالمثل. كوريا الجنوبية واليابان أجبرتا على التفكير في هذه الموضوعات، وذلك بينما تصارع الولايات المتحدة لتزويد حلفائها بالتطمينات الكافية.

أي أمل بتسوية سياسية يستند مباشرة إلى الصين، حليفة كوريا الشمالية الرئيسية وداعمتها الاقتصادية والتجارية الرئيسية. ومن الصعب المبالغة في دورها. وربما تمكنت بكين من القيام بتحرك ما منذ فترة طويلة لدفع نظام كوريا الشمالية إلى موقف أكثر تعاونا عندما كان الخطر النووي أقل تأثيرا. وكونها اختارت ألا تفعل ذلك يشير إلى مخاوفها من أن أي نزع لسلاح كوريا الشمالية قد تكون نتيجته في النهاية إعادة توحيد شبه الجزيرة بشروط كوريا الجنوبية. وبكلمات أخرى فإن الصين ستخسر الحرب الكورية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن زعزعة الاستقرار المتسببة بفعل كوريا الشمالية يجب أن تركز الأذهان في بكين. الصين التي قالت، أخيرا، إنها آسفة على استخدام كوريا الشمالية لتقنية الصواريخ البالستية،وألحت على رد فعل «هادئ». المتفائلون يأملون أن هذه ستشكل الخطوة الأولى نحو كبح جماح حليفتها، وإذا كان الأمر كذلك، فالوقت قد حان للقيام بهذا. الوقت قد حان حتماً.

مشكلة

إطلاق الصواريخ البالستية أكثر من مشكلة إقليمية. وقد تكون له تداعيات على اتفاقية ايران النووية . وعلى غرار ما حدث مع إيران ، فإن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية عقدتا اتفاقية عام 1994 للحد من الأنشطة النووية لبيونغيانغ. إلا أن ذلك لم يمنع كوريا الشمالية من الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية .

Email