التردي في الأوضاع السياسية والأمنية قد يكرر السيناريو السوري

الغرب يحاول كبح تحوّل ليبيا قاعدة للإرهاب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قاد اجتماع لقوى التحالف الدولي الذي تقوده أميركا عقد في روما، أخيرا، إلى استنتاج واحد واضح، هو أنه لا يمكن السماح لليبيا بأن تصبح قاعدة جديدة للإرهاب.

أما ما الذي يجب فعله لمنع أن تصبح هذه الدولة الغنية بالنفط سوريا أخرى، فهذا أمر أقل وضوحا. وفي النهاية، تعهد الأعضاء بمراقبة الوضع في ليبيا عن كثب.

القرار لم يمثل بالضرورة الافتقار إلى الإرادة أو التعجل، وإنما الافتقار إلى الخيارات الجيدة. في عالم ما بعد الربيع العربي، لا يمكن للغرب الاعتماد على الأنظمة المستقرة وإن كانت دكتاتورية باعتبارها محركة للسياسة الخارجية.

وتشير ليبيا إلى مشكلة أكبر تظهر على امتداد الشرق الأوسط، وهي أن السبل التقليدية للمجتمع الدولي للتدخل ورسم صورة المنطقة في طريقها الى الزوال، الأمر الذي يدفع الغرب للبحث عن نموذج جديد.

وبالنظر إلى عدم وجود حكومة واحدة مسؤولة في ليبيا وتعدد الفصائل المتحاربة التي تتنافس على النفوذ السياسي والموارد، فإن هذه السبل الجديدة ليست واضحة بعد. وقالت كاثرين زيمرمان، وهي خبيرة في الإرهاب في معهد «أميركان إنتربرايز» في واشنطن: «لا أعتقد أن المراقبة طريقة ممتازة لقتال الإرهاب..

ولكن في الوقت ذاته فإن خيارات العمل في ليبيا ليست سهلة ولا واضحة»، وأضافت: «من دون حكومة مسؤولة أو دولة نعمل معها، فإن أي تدخل من قبل المجتمع الدولي يخاطر بأن يصب لصالح تنظيم»داعش«.

المجتمع الدولي لديه القليل من الأمثلة بشأن كيف التدخل الناجح في دولة مسلمة ذات حضور كبير للتطرف، ولكن واحدة من القواعد الرئيسية لا سيما في الغرب هي التحرك لدعم الحكومة الوطنية.

المشكلة هي أن ليبيا ليست لها حكومة واحدة، وإنما هناك فصيلان متحاربان. وبحسب قرار لمجلس الأمن الدولي صدر في ديسمبر الماضي، من المفترض أن تكون قد ألفت حكومة وحدة وطنية، ولكنها لم تحل محل الفصيلين المتحاربين، وهو ما يعني أنه في هذه اللحظة لدى ليبيا ثلاث حكومات تتنافس على السلطة.

تنظيم»داعش«يستفيد من الفراغ السياسي في ليبيا لتمديد سيطرته إلى خارج معاقله في سرت على ساحل البحر الأبيض المتوسط في ليبيا. وبحسب كاثرين زيمرمان، فإن التنظيم سيطر على مدينة أخرى تقع على الطريق الرئيسي بين سرت ومصراتة. وخلال الأسابيع الماضية ركز على المنشآت النفطية.

وبحسب البنتاغون، فإن»الولايات المتحدة اتخذت بعض الإجراءات ضد تنظيم «داعش» في ليبيا. وقتلت غارة جوية في نوفمبر الماضي قياديا بارزا«، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك:»كانت هناك قوات أميركية في ليبيا تحاول إقامة تواصل مع القوات على الأرض«.

الدعم الدولي

وقال كوك إن النقطة الأساسية تمثلت في تحديد أي من القوات تستحق دعم الولايات المتحدة في المعركة النهائية مع تنظيم»داعش«في ليبيا. وعلى الرغم من التدخل الأميركي، ينظر إلى ليبيا على أنها مصدر قلق أكبر بالنسبة إلى أوروبا. وقال لورنس كورب، المسؤول السابق في البنتاغون:»أي تحالف كبير قد يأتي في شكل مبادرة أوروبية«.

وقال كورب إن مكاسب تنظيم»داعش«قد تدفع الأوروبيين إلى فعل شيء ما. وأشار إلى أهمية الدور الأوروبي خلال التدخل في ليبيا عام 2011 لإسقاط الرئيس الليبي معمر القذافي.

وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أنكر، أخيرا، التقارير التي تشير إلى أن بريطانيا تحضر من أجل إرسال قوة عسكرية إلى ليبيا. ولكن بريطانيا قالت إنها جاهزة للإمداد بالسلاح وتقديم الدعم عندما تتشكل حكومة وحدة وطنية وتمارس مهامها.

وقال كل من زيمرمان وكورب إن تدخل الغرب في ليبيا يمكن أن يصب في مصلحة تنظيم»داعش«:»في حال توجهت إلى هناك فإنك قد تزيد من سوء الحرب الأهلية«. وسأل كورب: هل يقوي هذا تنظيم»داعش«أكثر من أن يعطله؟ فأجاب بالإيجاب.

تحرك

الكثير من العناصر قادت الى رفع الإحساس بمسألة»ضرورة التحرك«في العواصم، بدءا من القاهرة وصولا إلى باريس، وجددت المطالب من أجل اتخاذ إجراء وقائي قبل أن يتجذر تنظيم»داعش«ويصبح طرده أصعب بكثير.

وقال النائب آدم شيف، كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب:»إذا لم نكن حريصين واستباقيين، فمن الممكن أن نرى تنظيم داعش قد رسخ نفسه في ليبيا، ويستخدمها كبوابة عبور إلى جنوب أوروبا«.

وقال عضو الكونغرس عن كاليفورنيا إنه مدرك لمسألة تفضيل العمل الى جانب الحكومة الوطنية، ولكنه أضاف إن التأخير يصب فقط في مصلحة تنظيم»داعش«.

Email