غياب التحرك الفاعل للإدارة الأميركية ينذر بمزيد من الضحايا

استمرار الوضع الكارثي في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال أبناء مضايا، البلدة السورية المحاصرة حكومياً يتضورون جوعاً، وقد أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن موت 16 شخصاً آخرين ليصل عدد الوفيات إلى 51 شخصاً، على الرغم من الإعانات الإنسانية التي وصلت مرة واحدة إلى البلدة.

وقال ستيفن أوبراين، منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن مضايا التي تضم عشرين ألف شخص ليست إلا جزءاً صغيراً من مصيبة أعظم، وإن نحو 500 ألف سوري قطعت عنهم المساعدات الغذائية،.

وقد أمعن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إدانة هذه الفظائع، حيث قال، أخيراً: «الناس يموتون، والأطفال يعانون بسبب مخطط متعمد يفرض منطق الاستسلام أو التجويع، على نحو يناقض بشكل مباشر قانون الحرب».

وفي ديسمبر الماضي، انضمت الولايات المتحدة الأميركية إلى روسيا لتمرير القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن، والذي اشترط تسليم المساعدات الإنسانية وإنهاء قصف المناطق المدنية كجزء من خطة إطلاق محادثات السلام.

لكن، وعلى الرغم من عدم رفع الحصار ووقف أعمال القصف، لا يزال كل من كيري ومبعوث الأمم المتحدة ستيفان دو ميستورا يصران على المضي قدماً في إجراء محادثات السلام المعلقة مؤقتاً، وممارسة الضغوط على كل من تحالف القوى المعارضة للمشاركة فيها. وفي حين عملت الأمم المتحدة وأميركا على إصدار بيانات إدانة قوية اللهجة، إلا أنها لم تتقدم بأي اقتراح.

وعلى الرغم من إعلان دو ميستورا، أخيراً، عن انطلاق المحادثات في جنيف ثم تعليقها، لا تزال روسيا وقوات النظام يواصلان تصعيد مستوى الاعتداءات على المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة بالقرب من مدينة حلب السورية.

وأفادت قوى المعارضة، في هذا الإطار عن حصول حوادث تفجير استهدفت المستشفيات وعدداً من البنى التحتية المدنية الأساسية. أما بلدة مضايا فشهدت سقوط قذيفة في باحة مدرسة محلية، ما تسبب في إصابة عدد من الأطفال بجروح، وفقاً لمعلومات أوردتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وقد اقتصر ردّ كيري والإدارة الأميركية على ذلك على مجرد خطب مقابلة. وقال كيري، أخيراً: «لم يسبق لنا أن شهدنا كارثة مماثلة لما يحصل في سوريا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا تزال أحداثها تتفاقم أمام ناظرنا، فالناس المحاصرون في مضايا يقتاتون على الأوراق والأعشاب أو الحيوانات أو أي شيء تقع عليه أيديهم.

وإزاء ذلك يتحمل النظام السوري المسؤولية، ومن واجب أطراف الصراع جميعاً في الواقع عدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية للسوريين الذين هم بأمس الحاجة لها. ويتعين وصول تلك الإعانات فوراً، وليس بعد أسبوع من الآن».

لكن ماذا لو أن ذلك لم يحصل؟ من الواضح أن كيري لا يملك ما يقوله رداً على هذا السؤال، أي أنه ينبغي على العالم أن يتوقع تواصل المزيد من الحصارات والتفجيرات وحالات التجويع، والخطب طبعاً.

ضغط

يلجأ الروس والسوريون إلى ممارسة الأعمال العسكرية كوسيلة ضغط في محادثات السلام المعلقة مؤقتاً، أو ربما كوسيلة لضرب المحادثات أصلاً. كما أنهما لا يبدون أي اهتمام بالتوصل إلى تسوية، خصوصاً أن وفد الحكومة السورية وصل إلى جنيف وهو لا يزال يشدد على عدم الدخول في مفاوضات مع من يسميهم «الإرهابيين» الذين يشكلون حسب تعريفه كل شخص حمل السلاح بوجه النظام.

Email