واشنطن لا تنوي إعادة جدولة علاقاتها مع إيران

الاتفاق النووي لن يغيّر سياسة أميركا في المنطقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعلق الكثيرون في واشنطن الآمال على أن يوضح الرئيس الأميركي باراك أوباما استراتيجيته تجاه الشرق الأوسط بشكل أكبر مما فعل في الماضي، عندما يقر الكونغرس الأميركي الاتفاق النووي مع إيران.

لكن أوباما قرر بوضوح أن هذا ليس الوقت المناسب للإفصاح عن أي شيء بشأن مستقبل المنطقة، الذي لا يرى أنه يوفر المناخ المناسب لإقناع الكونغرس بإقرار الاتفاق. والسؤال الحقيقي هو ما إذا كانت هناك فكرة واضحة تنتظر كي يتم الافصاح عنها علنا عندما يحين الوقت المناسب لذلك.

وإذا ما كان هناك من وقت ملائم بالنسبة إلى أوباما كي يضع رؤية شاملة لسياسة ما بعد الاتفاق النووي تأخذ في الحسبان دور إيران في حروب الشرق الأوسط، فإنه تمثل في خطابه بالجامعة الأميركية في الخامس من أغسطس.

هذا هو المكان ذاته الذي خطب فيه جون كينيدي قبل 52 عاما خلت، عندما عرض رؤية عن التحول في سياسة أميركا تجاه الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة من المواجهة إلى التفاوض. ولكن بدلا من استخدام المناسبة لتوضيح كيف أن السياسة الأميركية قد تلعب دورا انتقاليا في الشرق الأوسط، جعل أوباما الحديث يقتصر على الدفاع عن اتفاق فيينا في أضيق الحدود.

دور إيراني

وقال أوباما في حوار تلفزيوني معه أجراه فريد زكريا على قناة «سي إن إن» إن إيران قد تتمكن من مواصلة تمويل النشاطات الإقليمية و«تمويل بعض النشاطات الإضافية» في حال دخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ.

وقال إنه في حال كانت إيران قادرة على تطوير سلاح نووي فإنها قد «تتدخل في أحداث أكثر»، وفضل أوباما أن لا يشير إلى أن دور إيران في المنطقة منذ عام 2013 تمثل في دعم الارهاب، وعوضا عن ذلك قال إنه جاء لدعم القوات التي تقاتل تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.

وبدا أوباما مترددا بوضوح تجاه الاعتراف باحتمال حدوث أي تغيير حقيقي في مستقبل العلاقات مع إيران، وأضاف: «أعتقد أن من الممكن حدوث ذلك، إلا أن ذلك لا يعني أن واشنطن تسعى إلى إعادة جدولة علاقاتها مع إيران».

وأضاف: في حال كان هناك احتمال للبدء بالحوار حيال هذه المسألة الضيقة والتوسع في الحوار بشأن سوريا وإمكانية انخراط جميع الأطراف في محاولة التوصل إلى حل سياسي انتقالي يحفظ البلاد ولا يساعد على تعزيز تنظيم «داعش» ومنظمات إرهابية أخرى، فأعتقد أن الأمر ممكن.

وفي لقاء آخر مع الإذاعة الوطنية العامة، قال أوباما إنه: نتيجة لأن إيران تدرك أن ما يحدث في سوريا على سبيل المثال يقود إلى التطرف الذي يهددهم في الأساس، وليس الولايات المتحدة فقط، فإن تلاقي بعض المصالح .

مثل تلك التي تجمع إيران بالسعودية قد يكون دافعا لإيران كي تعمل على اختيار قرارات أقل تأثيرا على الدول المجاورة لها، وأضاف بشأن الشرق الأوسط: في حال نظرت فيما يحدث لدول الشرق الأوسط الآن، فإن دولاً أكثر باتت تدرك أن عدوها الأساسي يتمثل في الفوضى وتنظيم «داعش» والشباب الساخط والخلافات السنية الشيعية.

ويتضح من هذه اللقاءات التجنب المتعمد لأي تصريح مباشر يسعى إلى توضيح إحداث تغير في السياسة الأميركية مع إيران، وأكثر ما قد تقدم عليه إدارته هو تعليم إيران ماذا يجب عليها أن تفعل كي تصحح من سلوكها الخاطئ. ويشار إلى أنه ينظر إلى التحولات الايجابية المحتملة في إطار الأفعال التي قد يأخذها الآخرون ودعم الولايات المتحدة لمثل هكذا أفعال.

وبالطبع، فإن تجسيد السياسة الأميركية لا يمكن أن يبدو ظاهرا بشكل كلي في سلوكها، وأظهرت اجابات أوباما أن ما يعتبره هو ومستشاروه من أكثر الأمور التي تحول دون التعدي على اتفاق فيينا هو حملة ضغط غير مسبوقة تديرها منظمة «ايباك» وحلفاؤها.

Email