محاكمة حبري الحدث الأكبر هذا العام في مجال القانون الدولي

حبري يحاكم لتسببه بمقتل أكثر من 40 ألف شخص

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا حسين حبري رئيس تشاد الأسبق البالغ من العمر 72 عاما، لدى ظهوره في قاعة المحكمة الرحبة في دكار بالسنغال ،مقيدا إلى كرسيه والدهشة في عينيه. ووجهت إليه تهم ضد الإنسانية وجرائم حرب بشأن مقتل 40 ألف شخص أثناء فتره حكمه التي امتدت بين الأعوام 1982 و1990.

وتعاني قضية حبري من القصور ذاته الذي تعاني منه المحاكمات الدولية الأخرى. إدريس دبي رئيس تشاد منذ عام 1990 كان قائد الجيش في حكومة حبري، إلا أنه لن يواجه محاكمة دولية، ولن تواجه كل من فرنسا والولايات المتحدة أي تهم، على الرغم من أن كلتا الدولتين اللتين تمولان هذه المحاكمة كانتا قد دعمتا حبري خلال فترة حكمه. ويرفض حبري الاعتراف بالمحكمة كونها منحازة وانتقائية ،ويقول إنها تعد بمثابة واجهة سياسية للحكومات الغربية والمنظمات غير الحكومية.

وتعتبر محاكمة حبري الحدث الرئيسي لهذا العام فيما يتعلق بالقانون الجنائي الدولي، في ظل ازدياد التوترات بين الاتحاد الإفريقي ومحكمة الجنايات الدولية، حيث تقول الدول الإفريقية إن المحكمة منحازة ضدها لأنها تحاكم معظم الجرائم التي ارتكبت في أفريقيا.

وخلال المحكمة الدولية بشأن يوغسلافيا سابقا فإن كلا من سلوبودان ميلوسوفيتش وفويسلاف سيسيلي رفضا محاميهما، وادعيا بالحق في الدفاع عن نفسيهما. ووصف جان بوسكو باراياغويزا محاكمته أمام محكمة الجنايات الدولية من أجل رواندا بأنها «حفلة تنكرية».

وتحدث استراتيجية الإنكار التي يتبعها حبري تأثيرا لاذعا لأنها تقلب مبادئ حقوق الإنسان التي يؤيدها المدافعون عن هذه الحقوق ضدهم. وتعد محاكمة حبري أمرا لا مفر منه وتبدو مخرجاتها حتمية. والمضي قدما بشأنها من دون الالتفات إلى مطلب حبري والمحامي الذي عين من أجله بعدم المثول أمام القضاة خلالها سيكون الحل الأفضل، إلا أنها ستعتبر خطوة لا يمكن للمحكمة تقبلها، فالحكم يتطلب تنفيذ القواعد الإجرائية وحضور المحامي للترافع عن المتهم.

Email