مصير قاتم ومجهول ينتظر مدينة تدمر

آثار تدمر العريقة معرضة لخطر الاندثار على يد «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين زرت تدمر مع صديق لي في مارس من عام 2011، لم يكن عمر الثورة حينها قد تخطى الأسبوعين. إلا أن اللوحة الإعلانية التي كانت إلى جانب الطريق المؤدية إلى الموقع، والتي كانت تحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد، بدت أشبه بالفأل السيئ. أما «داعش»، على النحو الذي نعرفه، فلم يكن قد ظهر بعد.

وأخيراً، بعد بضعة أسابيع فقط من وصولهم إلى حدود البلدة الحديثة من تدمر، وشروعهم في القتل المعتاد للسكان، اجتاح المقاتلون المتشددون الآثار الرومانية القديمة لتدمر.

ويظهر حيز الشك ضيقاً في ما يتعلق بإقدام «الداعشيين» على تدمير كل ما تقع عليه أيديهم، سواء كان مدرجاً على لائحة التراث العالمي من قبل اليونسكو أم لا.

سيكتسح المقاتلون كل ما يرمز برأيهم إلى الوثنية، وسيذبحون المزيد من الناس الذين يعتمدون على مظاهر تاريخهم المحلي لتأمين معيشتهم المتواضعة من التجارة السياحية الرائجة.

وقال مأمون عبد الكريم رئيس قسم المتاحف والأثريات في سوريا، محذراً من دمشق: «تقع المدينة اليوم بالكامل تحت سيطرة المسلحين، ويغدو مصيرها قاتماً ومجهولاً». ويعيش خبراء الآثار «حالة من الترقب والخوف» إزاء نوع القدر الذي ينتظر كنوز المنطقة الأثرية، التي تشهد مزيجاً من التأثيرات الرومانية واليونانية والفارسية.

وتحتل مدينة تدمر مساحة شاسعة. قبل الحرب الأهلية، كان السائحون، الذين يقررون زيارة الموقع، الذي يقع على بعد بضع ساعات من شمال شرقي دمشق، يستطيعون بسهولة تمضية يوم بكامله في استكشاف الآثار. أما قبل اندلاع أحداث الربيع العربي، وانهيار النظام، فكان عدد قليل نسبياً من الزوار يجتازون تلك المسافة البعيدة في الصحراء، ما يجعل الرحلة تبدو أكثر روعةً.

وتعتبر آثار تدمر، واحدةً من المواقع الكثيرة التي عانت ويلات الحرب في سوريا، إذ تعرضت قلعة حصن الفرسان للقصف، على غرار المدن البيزنطية الميتة. كما تعرض سوق حلب القديم للتدمير، وأسقطت مئذنة الجامع الكبير.

إلا أن تدمر، كانت، وقد تبقى لفترة قصيرة بعد، شيئاً مميزاً. وإن حتمية تدميرها الظاهرية، تفطر القلب وتدميه.

Email