التنظيم كشف عن نواياه حيال الولايات المتحدة على غرار بن لادن

4 تهديدات من تجنيد الأجانب في «داعش»

■ هجوم تكساس هدفه إثبات تضامن المتشددين مع «داعش» | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجد أنفسنا، عقب محاولة الاعتداء الإرهابي الذي وقع أخيراً في غارلاند بتكساس، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه، مجدداً أمام التساؤل عما إذا كان «داعش» يشكل تهديداً حقيقياً أم لا. والإجابة عن ذلك هي حتماً أنه يشكل تهديداً خطيراً.

يعتبر المتشددون الذين يستندون لإيديولوجية أسامة بن لادن، أنفسهم، أنهم في حرب مع الولايات المتحدة، ويريدون مهاجمتنا. ويجب ألا ننسى ذلك مهما مرّ من سنوات على أحداث 11 سبتمبر. وليس «داعش» سوى الصيغة الأحدث من تنظيمات بن لادن، وقد ازدهر بشكل يفوق باقي التنظيمات الأخرى، وبات يشكل تهديداً أوسع نطاقاً من كل ما سبقه.

ويحظى التنظيم، خلافاً للقاعدة، بمستوى معقد من نظام الرسائل، ووسائل التواصل الاجتماعي، كما أن لديه ذراعاً دعائية متعددة اللغات.

حين انضمت القاعدة في العراق إلى الحرب في سوريا، غيرت اسمها إلى «داعش»، الذي ضم السوريين والمقاتلين الأجانب إلى صفوفه، وأنشأ مخزونه من السلاح والمال، واكتسب خبرةً ميدانية في قتال قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ومع أن «داعش» لم يكن التنظيم المتشدد الأول الذي يهاجم المناطق ويستولي عليها، فلم تتمكن أي مجموعة أخرى من أن تضاهي سرعته في السيطرة على الأراضي.

ثانياً، يجتذب «داعش» الشباب والشابات، ويستدرجهم للسفر إلى سوريا والعراق للالتحاق بقضيته. وانتقل عشرون ألف مقاتل على الأقل من مختلف الجنسيات من حوالي 90 بلداً إلى سوريا والعراق للانضمام للقتال، بعد أن التحق معظمهم بصفوف «داعش». وقد فاق تدفق الأجانب ذاك الذي أتى إلى العراق خلال الحرب التي حصلت هناك قبل عقد. وهناك مقاتلون أجانب في العراق وسوريا اليوم، أكثر مما كان هناك في أفغانستان أيام الثمانينيات.

وهناك شعبة من المقاتلين تتفرع من هذا التنظيم تستدعي القلق بشأنها. انتقل عدد من التواقين لـ «الجهاد» يتراوح بين 3500 و5000 مقاتل إلى سوريا والعراق، متجهين من دول أوروبا الغربية وكندا وأستراليا وأميركا. وحظي هؤلاء بسهولة الوصول إلى الولايات المتحدة، بما يثير تخوفين أساسيين: أن يغادر هؤلاء المقاتلون الشرق الأوسط ويشنوا هجمات خاصة بهم، أو ينفذوا اعتداءات بتوجيهات من قيادة «داعش». وقد سبق للسيناريو الأول أن حصل في أوروبا.

أما التهديد الثالث، فيكمن في تأسيس «داعش» لنهج تحتذي به مجموعات متطرفة أخرى من حول العالم. ويبرز التهديد الرابع، ولو بشكل مخاتل أكثر، في ترسيخ رسالة «داعش» في أذهان الشباب والشابات من حول العالم، ممن لم يسافروا قط إلى سوريا أو العراق، إلا أنهم يودون تنفيذ الاعتداءات لإثبات تضامنهم مع «داعش».

قد يكون اعتداء اليوم، الموجه ضد أميركا، بتوجيهات من «داعش»، ضيق الهامش نسبياً، إلا أن قدرات التنظيم ستنمو أكثر مع الوقت. وهذا ما سيوفره الملاذ الآمن على المدى الطويل في كل من العراق وسوريا للتنظيم، وهو ما يخطط له تحديداً، لا سيما أنه كشف عن نواياه، تماماً كما فعل بن لادن خلال السنوات التي سبقت أحداث 11 سبتمبر.

تهديد

يعتبر «داعش» تهديداً لمنطقة الشرق الأوسط برمتها، لا سيما أنه يعرض سلامة ووحدة الأراضي العراقية والسورية للخطر. ويمكن لمزيد من التداعيات الحاصلة في هذين البلدين، أن تمتد لتطال بقية بلدان المنطقة، وتوقع صراعات طائفية ودينية، وتولد أزمات إنسانية .

Email