القوة العربية المشتركة تتأهب لقتال أوسع تحت مظلة الجامعة

توقعات بالتفاوض واستبعاد تدخل إيران في اليمن

السعودية تتأهب لقتال أوسع نطاقاً في اليمن مع تصاعد خسائر الحوثيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع قيام المملكة العربية السعودية بشن هجوم جوي كاسح على قوات الحوثيين في اليمن أخيرا، فإن الصراع هناك أصبح أحدث حرب محتدمة تنشب في الشرق الأوسط. وفي ضوء استثمار واشنطن العسكري والاستخباري في الحكومة اليمنية، فإن الحرب الأهلية والفوضى اللتين تسودان اليمن تعدان التراجع الأحدث في سلسلة من التراجعات التي شهدتها السياسة الخارجية الأميركية في هذا الجزء من العالم.

يعد اليمن ضحية أخرى في صراع طويل الأمد بين السنة والشيعة في المنطقة. ونلاحظ في هذا الإطار أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي تلطخت يداه بدماء أبناء شعبه، كان على وشك السقوط قبل عامين لولا قرار إيران بالانطلاق لإنقاذه بجسر جوي يحمل الإمدادات والقوات العسكرية للتصدي للثوار السوريين المعتدلين وهم في معظمهم من السنة.

وتتأهب السعودية الآن لقتال أوسع نطاقاً في اليمن جنباً إلى جنب مع مجموعة كبيرة من الحلفاء العرب، وذلك تحت مظلة جامعة الدول العربية على نحو ما أعلن في إطار قمتها في شرم الشيخ.

واجب الغرب

وبالمقابل، فإن الإيرانيين يخوضون الصراع منفردين. ولا شك في أن الغرب ينبغي أن يكون إلى جانب جامعة الدول العربية وإلى جانب دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية. ويجمع المراقبون على أن الغرب يتعين عليه على الأقل أن يقدم المعلومات الاستخبارية وغيرها من العناصر للسعودية إذا طلب منه ذلك، وعندما يصله مثل هذا الطلب.

يجادل بعضهم بأن هذه الحرب يمكن أن تتصاعد بصورة خطيرة إذا ردت إيران على الصعيد العسكري، أو إذا بادرت بإنقاذ الحوثيين. غير أن هناك من المراقبين من يرون في هذا السيناريو احتمالا بعيد التحقق..

فاليمن جارة للسعودية بينما تقع إيران على مبعدة، وقد تعرضت بالفعل لضغوط ناجمة عن انخفاض أسعار النفط والعقوبات ونشرها لقواتها في أرجاء أخرى من المنطقة. وإضافة إلى ذلك، فمن المؤكد أن طهران ترغب في تجنب مواجهة جيوش حديثة تابعة للدول العربية، خاصة مع مشاركتها في الحرب السورية.

والنتيجة الأكثر احتمالا لحدوثها هي أن قوات دول مجلس التعاون المزودة بالطيران الأميركي الحديث والقوات البرية التي يقودها المصريون، ستتمكن سريعا من وقف هجوم الحوثيين وأنصارهم وإجبارهم على الجلوس إلى مائدة المفاوضات السياسية. والسعوديون لهم تاريخ حافل في التوسط لإبرام مثل هذه الصفقات السياسية في اليمن.

تبرير القرارات

وحتى إن لم تحرز واشنطن ولندن نجاحاً يعتد به، ولم تبرز مهارة تذكر في إدارة هذه الحرب الممتدة عبر المنطقة، بل الأمر على النقيض من ذلك، فقد مالت الإدارة الأميركية إلى الابتعاد عن التورط في المنطقة، وبدلا من ذلك استغلت هذه الحرب الدائرة لتبرير قرارات سياسية اتخذت بالفعل..

وعلى سبيل المثال فإنه فيما يتعلق بسوريا عندما لجأت القوات الإيرانية إلى مقاتلة الجماعات السنية، مثل "داعش" والقاعدة، زعم واحد من أقرب المستشارين إلى الرئيس الأميركي أن الإدارة الأميركية كانت تدفع باتجاه هذه النتيجة طوال الوقت، بحيث إن خصمين يمكن أن يقاتل أحدهما الآخر بدلا من مقاتلتنا..

وهذا الزعم يذكرني بتأكيد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن بأنه قد غزا العراق للترويج للديمقراطية، في حين أن الجميع يعلم أنه قبل نشوب الحرب كان البيت ألأبيض قد ركز كلية تقريبا على التهديد النابع من دكتاتور خطير لديه أسلحة دمار شامل. وفي حالة العراق على الأقل، فإن واشنطن كان يمكن أن تفعل ما هو أفضل من ذلك، فقد انسحبت القوات الأميركية قبل عامين بصورة سابقة للأوان..

وفي ذلك الحين ذهب البيت الأبيض في ظل أوباما إلى القول إن القوات الأميركية اضطرت إلى مغادرة العراق لأن بغداد لم توافق على بقائها، ولأن البرلمان العراقي لم يصادق على صفقة لبقاء هذه القوات في العراق. حسنا، لقد عاد إلى العراق الآن ألوف الجنود الأميركيين للمساعدة في قتال داعش دون أي اتفاقية من أي نوع، وكل ما طرح هو إشعار دبلوماسي من وزارة الخارجية العراقية.

Email