أنقاض «عين العرب» تشهد على شراسة القتال

الخلاص من «داعش» واكبته أضرار جسيمة في عين العرب - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ما كان ساحة الحرية في عين العرب، لا يزال النسر الإسمنتي يطل شامخاً على المدينة، لكن كل ما يقع في محيطه مدمر. فقد اختفت المباني في الأشهر التي شهدت قصفاً عنيفاً، ليحل مكانها كتل متشابكة من الفولاذ والحطام، وحفر جوفاء خلفتها الغارات الجوية الأميركية.

 وتقطع الطريق في شارع جانبي جثث تركت تتعفن لمقاتلي تنظيم «داعش»، كومة من العظام لا يميزها إلا الرائحة الكريهة التي تنبعث منها. وعلى الطريق الموحلة المؤدية إلى طريق أخرى، تحجب سلسلة من الشاشات الممزقة العائدة للقناصة الدمار الذي حل بالمدارس والمنازل حيث كان هؤلاء القناصة يحتمون.

وأينما اتجهت تنتشر أغلفة الرصاصات والقذائف الفارغة، ومعادن ملتوية من آثار قذائف الهاون المستخدمة.

وقد شكل الانتصار الذي تحقق في هذه المدينة السورية الشمالية خسارة استراتيجية ودعائية كبيرة لتنظيم «داعش»، لكن ما تعنيه جبال الأنقاض والقذائف والشراك والجثث المتعفنة وأنظمة الكهرباء والمياه المهشمة هو أنه في الوقت الذي تم تحرير «عين العرب»، فإنه لم يبق من المدينة إلا اسمها، والخلاص من «داعش» كان على حساب عين العرب نفسها.

تقول شمسه شاهينزادا المهندسة المعمارية من عين العرب: «لا توجد كلمات تعيد مدينة مدمرة كانت تمثل بالنسبة إليك بيتك». وتضيف وعيناها مغرورقتان بالدموع فيما هي تعاين ما تبقى من وسط المدينة: «هذه كانت الساحة الرئيسة حيث كان الحشود تجتمع أسبوعياً للمطالبة بالحرية»، و«بجانب ذلك المكان كانت هناك مدرسة، مدرستي الثانوية».

يقول المسؤولون إن نصف المدينة قد دمر. وحتى في المناطق الأكثر هدوءًا، فإنه لا يبدو أثر لمبان نجت من الحرب، والمباني التي لا تزال قائمة هي بلا نوافذ وأبواب، وقد اسود لونها نتيجة حرقها أو سرقتها خلال القتال.

وحتى في الشوارع، هناك صمت غريب، تقطعه قرقعة إطلاق النار، أو صوت طلقات قريبة من مخيمات التدريب أو انفجار مدو من غارات الطائرات والضربات ضد دبابات «داعش»، في تذكير مستمر أنه في الوقت الذي تم طرد المسلحين من المدينة، لا تزال الجبهة الأمامية على بعد بضعة كيلومترات.

Email