الحدّ من الأخطار في الشرق الأوسط يقتضي تحركاً نشطاً

ثغرات خطرة تتخلل الاستراتيجية الأميركية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من الواضح أن جهود الولايات المتحدة للقضاء على «داعش» ليست كافية، حيث لا تنفع أنصاف الإجراءات مع التهديد المتزايد لمجموعة متشددة توحد الجماعات المشرذمة المشابهة، في أرجاء العالم تحت لواء واحد. وبينما مضت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في تطوير استراتيجيات القضاء على التنظيم، أخيراً، لم يقف أعداء الولايات المتحدة مكتوفي الأيدي.

وها هو التنظيم يمتد من شمال أفريقيا، مروراً بالشرق الأوسط وباكستان وجنوب آسيا ليصل إلى جنوبها الشرقي. وقد أصبحت ليبيا، بفعل غياب الرقابة الحكومية وتكدس الأسلحة، ملاذاً للإرهاب يتيح لـ«داعش» توسيع خريطة امتداده واكتساب القوة، والتخطيط لهجمات ضد أوروبا وأميركا.

ناقشت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أخيراً، قرار استخدام القوة العسكرية ضد «داعش»، لكنها بدلاً من منح الرئيس الأميركي باراك أوباما ما يحتاج إليه للفوز للانتصار في هذه الحرب، بدا عدد من أعضاء المجلس أكثر تركيزاً على فرض لاءاتهم عليه.

وجادل الأعضاء حول ضرورة أن تفرض الولايات المتحدة شروطاً على جميع أنواع القوة التي يمكن استخدامها، وتضع جدولاً زمنياً محدداً لتحقيق الفوز، غير أن التهديد يتفاقم يوماً بعد يوم.

في حين تشكل العراق وسوريا الخطوط الأمامية لوجود «داعش»، يستغل التنظيم مساحات شاسعة وخارجة عن سيطرة الحكومة، في كل من ليبيا ومناطق أخرى من شمال أفريقيا للقيام بالتدريبات، وإضافة المراكز وتوحيد مختلف الجماعات المتشددة المتعاطفة تحت لوائه.

ما إن يسيطر «داعش» على مدينة أو منطقة ما، حتى يقيم دولته، ويعقد ندوات شعبية عامة للحصول على دعم السكان للتنظيم، والتبرع بالسفر إلى سوريا للقتال.

وتعمد المجموعات المحلية لإثبات ولائها للتنظيم من خلال تبني وتطبيق جميع الأعمال الوحشية الممكنة. وعلى الرغم من المؤتمرات التي يعقدها التحالف الدولي، والخطب التي يدلي بها المسؤولون الأميركيون، لا تزال هناك ثغرات هامة في استراتيجية الإدارة الأميركية المتبعة.

على سبيل المثال، يقتضي أي جهد ناجح للقضاء على «داعش» خطة لإطاحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر بالسماح للنظام السوري بالاستفادة من الضربات الموجهة لـ«داعش»، وقد قوضت أعمالها حتى الآن مصداقيتها حيال الشعب الذي ستحتاج إليه للنهوض بسوريا ما بعد الأسد.

ينبغي على الولايات المتحدة وشركاء التحالف الدولي التحرك بسرعة لفرض منطقة آمنة على طول الحدود مع تركيا، والبدء بفرض منطقة حظر جوي على طيران نظام الأسد في أجزاء محددة من سوريا.

كما يتعين عليها مضاعفة الجهود لمعالجة الاضطرابات في ليبيا، قبل أن تستحكم حالة الفراغ في البلاد. لذا يتوجب على الولايات المتحدة توسيع نطاق العمليات المضادة للإرهاب في مناطق نمو تنظيم «داعش» وترسيخ قوته.

ويفترض بالجيش الأميركي كذلك، أن يضاعف جهود تدريب وبناء قدرات الحكومات المستعدة، التي تحتاج الدعم الأميركي. تلك هي المسائل التي ينبغي على الولايات المتحدة مناقشتها، وليس توقيت نهاية الحرب، أو أنماط القوة التي يفترض اعتمادها للفوز.

لقد حان الوقت لأعضاء الكونغرس الأميركي لأن يتأكدوا من أن يحصل أوباما على المرونة والسلطة الضروريتين للحفاظ على أمن أميركا، وليس تقييد يديه أكثر. إن الفوز المطلق بهذه المعركة وأمن وسلامة الأميركيين على المحك.

 

خطوات ضرورية

سيكون على وزير الدفاع الأميركي الجديد آشتون كارتر أن يحث الجيش الأميركي على وضع وتطبيق استراتيجية الانتصار على «داعش»، والاستناد بشكل أكبر إلى شركائه في أوروبا والشرق الأوسط، لإرسال المزيد من القوات إلى أرض المعركة.

 يتعين على الولايات المتحدة أن تتحرك سريعاً نحو ممارسة المزيد من الضغط على الأسد، أو المخاطرة بتفكيك التحالف، الذي يغدو أعضاؤه أكثر قلقاً حيال الرد الأميركي البطيء والفاتر.

Email